فيينا، طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – حضّت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران أمس، على السماح لمفتشيها ب»الوصول إلى أفراد ووثائق ومعلومات ومواقع» ذات صلة ببرنامجها النووي، خصوصاً مجمع بارشين إذ تشتبه الوكالة في تنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح ذري. أتى ذلك خلال اجتماع في مقرّ البعثة الديبلوماسية الإيرانية في فيينا، بين المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية، وهيرمان ناكيرتس، نائب مديرها العام. وتراقب الدول الست المعنية بالملف النووي، محادثات طهران والوكالة، في محاولة لاستكشاف ما قد تطرحه إيران خلال الجولة المقبلة من المحادثات بين الجانبين، المقررة في بغداد في 23 الشهر الجاري. وكان ناكيرتس زار طهران مرتين قبل شهور، على رأس وفدين بارزين، لكن السلطات الإيرانية رفضت السماح له بتفقد مجمّع بارشين الذي أعلن المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو أن دخوله يشكّل «أولوية»، مشيراً إلى «معلومات موثوقة عن انخراط إيران في نشاطات متّصلة بتطوير متفجرات نووية». وكانت الوكالة أشارت للمرة الأولى، في تقرير أصدرته في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى وجود حاوية في بارشين تُستخدم في اختبارات لصنع سلاح نووي، معلنة امتلاكها صوراً لأقمار اصطناعية في هذا الشأن. لكن طهران نفت ذلك، ساخرة من أنباء عن «تطهير» المجمّع، إذ اعتبرت ذلك «مستحيلاً». وقبل ساعات من استئناف المحادثات في فيينا، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بحصولها على رسم بالكومبيوتر من مجمّع بارشين، يُظهِر حاوية لتنفيذ تفجيرات. والرسم مشابه لغرفة تحدثت الوكالة الذرية عن وجودها في المجمع، لإجراء اختبارات تسلّح نووي. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى أن «هذا الرسم جزء من معلومات تعرفها منذ فترة، كلّ أجهزة الاستخبارات في العالم الحرّ». وتطرّق إلى المحادثات بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، معتبراً أن «المطالب الآن في بدء المحادثات مع الغرب، تمثّل الحد الأدنى، أي وإن قبلت إيران بها كلها، فإنها تستطيع مواصلة برنامجها النووي وتطويره». وشدد على وجوب أن توقف طهران «تخصيب اليورانيوم تماماً، وليس حتى بنسبة 3.5 في المئة». والتقى سلطانية وناكيرتس لنحو خمس ساعات، لم يدليا بعدها بأي تصريح، فيما أعلنت ناطقة باسم الوكالة الذرية أن المحادثات ستُستأنف اليوم. وقبل لقائه سلطانية، وضع ناكيرتس محادثاتهما في إطار «مواصلة الحوار في أجواء إيجابية»، وقال: «هدف المحادثات هو الاتفاق على نهج لتسوية كلّ المسائل العالقة مع إيران، وما زال توضيح إمكان وجود أبعاد عسكرية محتملة (لبرنامجها النووي)، يشكّل أولوية بالنسبة إلينا». وزاد: «من المهم مناقشة جوهر هذه المسائل، وأن تتيح لنا إيران الوصول إلى أفراد ووثائق ومعلومات ومواقع». في بروكسيل، شدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يرى «خطوات واقتراحات ملموسة» في محادثاته مع إيران. وقال: «إذا لم يحدث ذلك، لدينا العقوبات التي فرضناها. لن نطبّقها فقط، بل سنشدّدها أيضاً». في المقابل، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن «على الغرب أن يعلم أن الشعب الإيراني لن يتراجع ولا حتى خطوة واحدة، عن حقوقه الأساسية... إذا أصلح الغربيون نهجهم، واحترموا الشعب الإيراني، سيكسبون احترامه».