طهران، فيينا، هونولولو (هاواي) – أ ب، رويترز، أ ف ب - أطلعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول ال35 الأعضاء في مجلس المحافظين، على معلومات استخباراتية تشمل رسائل وبيانات وصور أقمار اصطناعية، محاولة تعزيز تقرير اصدرته قبل أيام يتهم ايران للمرة الأولى بتنفيذ اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. لكن الأخيرة وصفت ذلك بأنه نشاط استخباراتي «خسيس». وقدم هيرمان ناكيرتس، رئيس قسم التفتيش في الوكالة، شرحاً فنياً لمدة ساعة عن تقرير الوكالة، في اجتماع مغلق للدول الاعضاء ال35 في فيينا. وقال مشاركون في الاجتماع إن ناكيرتس عرض مراسلات متعلقة بمشتريات تشمل مسؤولين إيرانيين، اضافة إلى معلومات استخباراتية وبيانات وصور أقمار اصطناعية لموقع بارشين العسكري جنوب شرقي طهران، حيث يُعتقد بأن العالِم النووي الروسي فياشيسلاف دانيلنكو ساعد ايران في بناء حاوية متفجرات ضخمة من الفولاذ، لإجراء تجارب محتملة على صنع سلاح نووي. وقال ديبلوماسيون ان ناكيرتس سلط الضوء أيضاً على المعلومات الجديدة في التقرير، في خطوة استهدفت كما يبدو مواجهة انتقادات من إيران بأن التقرير احتوى فقط مزاعم قديمة، خصوصاً قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة ال35 في فيينا الأسبوع المقبل لدرس تقرير الوكالة. سلطانية لكن المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية أكد أن «لا دليل على أغراض عسكرية للنشاطات الإيرانية»، مضيفاً: «ننفذ نشاطات تقليدية (في بارشين)، وهذا ليس متصلاً (بالنشاط) النووي». وجدّد وصفه التقرير بأنه «خطأ تاريخي سمّم الجو» المحيط بالملف النووي الايراني، معتبراً أن التقرير أضرّ بمصداقية الوكالة وبفرص تطوير التعاون معها. وقال: «كل شيء معرّض للخطر في التعامل مع الوكالة، وهذا النوع من العمل الاستخباراتي الخسيس يوجد مشاكل لكلّ الدول الاعضاء». كما رفض سلطانية ما اورده التقرير في شأن «اختفاء» نحو 20 كيلوغراماً من مادة تُستخدم في صنع رأس نووي، في مركز بحوث «جبر بن حيان» في طهران. وقال: «شُرح الأمر (أمس)، وهذه مسائل فنية ولا تطرح قضية». واشار الى انه طرح خلال الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات، ثلاث مسائل تفيد بأن الوكالة لم تسلّم ايران خلال السنوات الثماني الماضية «الوثائق الخاصة بالدراسات المزعومة» في شأن احتمال وجود بعد عسكري لبرنامجها النووي، وبأن الوثائق ليست أصلية وبأن عمليات التفتيش التي نفذها مفتشو الوكالة لم تثبت انحراف ايران في اتجاه اهداف عسكرية. واضاف أنه «أكد خلال الاجتماع زيف الوثائق التي لم تُدمغ أي منها بختم السرية، إذا كانت حقاً لإيران، وتتحدث عن بعد عسكري لبرنامجها النووي». لكن وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن ديبلوماسيين غربيين أن الاجتماع شكّل ملحقاً مقنعاً لتقرير الوكالة الذي استند الى ألف صفحة من البحوث ونحو عقد من التحقيق في البرنامج النووي الايراني. كلينتون في غضون ذلك، طالبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ايران بان تردّ على تقرير الوكالة. واضافت على هامش قمة «المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ» (أبيك) في هاواي، انها ناقشت ذلك مع نظرائها في الدول ال21 الاعضاء في المنتدى، قائلة: «التقرير أثار مخاوف خطرة في شأن النشاط المتصل بالأسلحة الذي تنفذه الحكومة الايرانية». وزادت: «لايران تاريخ طويل في الخداع وإنكار الحقيقة، في ما يتعلق ببرنامجها النووي، ونتوقع ان تجيب في الأيام المقبلة عن الأسئلة الخطرة التي أثارها التقرير». واشارت الى ان «الولاياتالمتحدة ستواصل اجراء مشاورات وثيقة مع شركائها وحلفائها، في شأن التدابير المقبلة الواجب اتخاذها، لتشديد الضغط على ايران». في طهران، اعتبر النائب حسين سبحاني نيا، عضو «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية» في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني، ان تصريحات كلينتون «تنم عن الروح الاستعلائية لدى النظام الأميركي». في غضون ذلك، رفض وزير الخارجية البرازيلي انطونيو باتريوتا شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية، قائلاً: «يمكن مناقشة اجراءات الزامية في مجلس الأمن، لكننا نرى عدم إمكان تصوّر مبادرة من هذا النوع خارج الإطار» الدولي. واشار الى ان «الحوار والديبلوماسية يمكن ان يُستخدما في بناء الثقة وتحقيق تقدم».