فيينا، موسكو، تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن إيران سرّعت في شكل كبير تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، ما يثير قلقاً في شأن احتمال امتلاكها قدرة صنع سلاح نووي. في غضون ذلك، اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الغرب بالسعي إلى «تغيير النظام» في طهران. وقال: «أعتقد بأنه تحت غطاء مكافحة انتشار الأسلحة النووية، من خلال إضافة عضو آخر محتمل الى النادي النووي، إيران، تتمّ محاولات من نوع آخر، وتُحدّد أهداف أخرى: تغيير النظام» في إيران. وأشارت الوكالة الذرية في تقرير جديد عن البرنامج النووي الإيراني، إلى توسيع نشاطات التخصيب في منشأتي ناتانز وفردو. وأضافت أن إيران تُشغّل في ناتانز، 52 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في التخصيب، كلّ منها تحوي نحو 170 جهازاً، بعدما كان ثمة 37 سلسلة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وفي منشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم، شُغّل 700 جهاز طرد مركزي، تخصب يورانيوم بنسبة 20 في المئة، كما ثمة استعدادات لتركيب أجهزة كثيرة أخرى. ولفت تقرير الوكالة إلى فشل مهمتين لوفدها في طهران أخيراً، في الحصول على أجوبة إيرانية عن معلومات أوردتها الوكالة في تقرير أصدرته في تشرين الثاني الماضي، تتهم طهران بتنفيذ «اختبارات سرية» لصنع سلاح نووي. وذكر التقرير أنه خلال الزيارتين، «حدث نقاش مكثف حول مقاربة منظمة ترمي إلى توضيح كلّ المسائل العالقة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني... ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق بين إيران والوكالة، إذ ثمة خلافات ضخمة (بين الجانبين) تتعلق بهذه المقاربة». وورد في التقرير: «ما زال لدى الوكالة قلق جدي في شأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني». وأشار إلى أن طهران لم تزوّد الوكالة تفسيراً مقنعاً، في شأن كمية مفقودة من معدن اليورانيوم، لفت ديبلوماسيون إلى إمكان استخدامها في تجارب لصنع رأس نووي. وأتى تقرير الوكالة الذي سيناقشه مجلس محافظيها، في 5 آذار (مارس) المقبل، بعد إعلان المندوب الإيراني لديها علي أصغر سلطانية، أن بلاده تريد إجراء مزيد من المحادثات بين الجانبين. ونقلت وكالة «رويترز» عن سلطانية قوله: «موقفنا أننا سنواصل المحادثات من أجل التعاون مع الوكالة، ونأمل باستمرار هذه العملية بنجاح... نحاول أن نكون متعاونين، ونتعامل مع الأسئلة ونحاول تبديد الغموض» في شأن البرنامج النووي الإيراني. وتطرّق إلى منع طهران وفد الوكالة من زيارة مجمّع بارشين العسكري، قائلاً: «بالنسبة إلى أي زيارة، ثمة حاجة إلى نوع من إجراء شكلي واتفاق... بما أن الإجراء الشكلي لم يُنجز، بسبب ضيق الوقت، لم يكن ذلك ممكناً». لكن «رويترز» نسبت إلى ديبلوماسيين غربيين إن إيران تسعى فقط إلى «محادثات من أجل المحادثات»، في محاولة لتخفيف الضغوط عليها، مشيرين إلى أن طهران عرقلت سعي وفد الوكالة إلى الحصول على إجابات عن المعلومات في شأن تنفيذ «اختبارات سرية» لصنع «قنبلة». وفي إشارة إلى زيارتي وفد الوكالة إلى طهران، قال ديبلوماسي غربي في فيينا: «حصل اجتماعان طويلان وغير مثمرين». وأضاف أن الإيرانيين «ادّعوا في شكل منتظم أن لا برنامج سرياً (للتسلح الذري)، ولذلك أي أسئلة (حول طابع عسكري محتمل لبرنامجهم النووي)، هي إمّا غير صحيحة أو باطلة». في غضون ذلك، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعضاء حكومته مجدداً، بالامتناع عن الإدلاء بتصريحات عن إيران، بعدما أوردت صحيفة «هآرتس» أن وزير الدفاع إيهود باراك انتقد الرئيس شمعون بيريز، مذكّراً إياه بمعارضته تدمير مفاعل «تموز» النووي في العراق عام 1981.