لم تنجح الإجراءات التي تم اتخاذها للحد من الزحام في المنافذ الحدودية أمام آلاف المسافرين الراغبين قضاء إجازتهم خارج السعودية، بخاصة في الفترات التي تعتبر من ساعات الذروة في منفذي جسر الملك فهد والبطحاء، إذ بقيت المركبات في طوابير تنتظر إنهاء إجراءاتها لأكثر من ثلاث ساعات. وواجه المسافرون عبر منفذ البطحاء الذي يربط بين المملكة والإمارات في الصباح الباكر من يوم أمس تكدساً لعشرات المركبات، في الوقت الذي أخذ جسر الملك فهد منظره «الطبيعي» في الزحام منذ لحظات المساء الأولى، عبر توقف وانتظار يربو على الساعتين لكل مركبة، فيما شهد منفذا الخفجي وسلوى قلة مسافرين، وسط إنهاء الإجراءات بالشكل المعتاد. وشهد منفذ البطحاء «انتكاسة» عن أول أمس، إذ خيب آمال المسافرين الطامعين في الوصول إلى الإمارات في وقت باكر، نظراً إلى الأخبار «المبشرة» التي انتشرت أمس عن سهولة الإجراءات المتبعة. إلا أن يوم أمس شهد تكدس مئات السيارات منذ ساعات الصباح الأولى، إذ استغرق إنهاء إجراءات المركبة نحو الساعتين ثم بدأ يرتفع حتى منتصف النهار. وبحسب شهود عيان ل «الحياة» فإن عدد المسافرين أخذ يقل تدريجياً، وتم تسريع إنهاء الإجراءات وسط توقعات بأن يعاود المنفذ موجة الزحام في ساعات المساء الأولى. فيما أشار مسافرون في المنفذ إلى أنهم توقعوا الزحام، وأوضح حسن بوخمسين (مسافر) أنه توقع أن يبقى في المنفذين السعودي والإماراتي نحو أربع ساعات، وقال: «بخاصة أننا سنقضي في الإمارات نحو ستة أيام»، وأضاف أن الطاقة التشغيلية في المنفذ تختلف عن العام الماضي، «هي الآن أفضل بكثير وعدد المسارات العاملة أكثر، وكذلك سرعة إنجاز المعاملة مما يدل على المزيد من الاهتمام بالمنفذ». من جهة أخرى، وقع جسر الملك فهد في «فخ» الزحام الذي اعتاد عليه سنوياً، على رغم التعميمات التي انتشرت بين الدوائر الحكومية التي تشغل الجسر، بضرورة تلافي أي عطل لشبكة الحاسب الآلي، والقضاء على المشكلات الفنية السابقة التي أدت إلى حدوث زحام في كثير من المناسبات، إضافة إلى تسريع حركة مسارات الجمارك والجوازات من خلال فتح الكبائن كافة، والتعامل المروري الذي يسمح بانسياب الحركة والذي يمنع وقوع التكدس. ووقفت «الحياة» مساءً على عشرات المركبات المتكدسة في الجسر، وذلك بخلاف الحال الذي كان عليه الجسر أول أيام العيد من انسيابية، وقدر إنجاز إجراءات كل مركبة ما يزيد عن الساعتين، بخاصة بعد العاشرة مساء، والتي عادة تشهد تدفق المركبات والتي تكون من بينها القادمة من دول مجلس التعاون، وبخاصة من قطر والكويت، إضافة إلى القادمين من خارج المنطقة الشرقية وفي مقدمتهم الرياض والقصيم. وتوقع عاملون في الجسر أن تصل معدلات المسافرين خلال فترة إجازة العيد إلى أرقام قياسية قد تصل إلى 300 ألف مسافر، خصوصاً أن الفترة نفسها من العام الماضي شهدت عبور نحو 200 ألف مسافر خلال خمسة أيام. ووسط هذا الاكتظاظ الذي شهده منفذا البطحاء وجسر الملك فهد، لم يسجل أي من منفذي الخفجي أو سلوى أي زحام، إذ يشير مسافرون إلى أن المركبات التي عبرت في ثاني أيام العيد مئات السيارات بشكل متفرق طوال اليوم، من دون وجود «ذروة» زحام. وكانت إدارة الجمارك البحرينية أكدت في بيان صحافي لها نشرته أول من أمس، أن شؤون الجمارك «أعدت خطة عمل مشتركة مع جميع الجهات العاملة على جسر الملك فهد وذات الاختصاص، مثل شؤون الجنسية والجوازات والإقامة وقيادة خفر السواحل والإدارة العامة للمرور مع المؤسسة العامة لجسر الملك فهد استعداداً لإجازة عيد الفطر المبارك». مشيرة إلى أن الخطة «تتضمن العمل الميداني الشامل لمواجهة حالات التكدس والازدحام التي من المتوقع حدوثها، وذلك لما تشهده مملكة البحرين من فعاليات واحتفالات بهذه المناسبة، إذ تهدف إلى تسهيل وتيسير عبور المسافرين سواء من البحرين إلى السعودية أم العكس، وكذلك المسافرين العابرين عن طريق جسر الملك فهد والمتجهين إلى مطار البحرين الدولي للسفر إلى وجهات أخرى في موسم الإجازات والأعياد».