حشدت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر عشرات الآلاف من أنصارها للمشاركة في ما أطلق عليه بعضهم «جمعة الغضب الثانية» في ميدان التحرير في القاهرة أمس. إلا أن تلك الآلاف لم تأت ل «الغضب» بل ل «الاحتفال» والمطالبة باستكمال أهداف الثورة. منصة «الإخوان» التي نصبت في مواجهة مسجد عمر مكرم بدت في «عزلة» عن الميدان. وقد عبّر عن هذه «العزلة» تطويقها بعشرات من أنصار الجماعة خشية الهجوم عليها بعدما تكررت محاولات بعض المتظاهرين الاحتكاك ب «الإخوان» بسبب مشاركتهم بنيّة «الاحتفال» وهو أمر يرفضه أعضاء الائتلافات الشبابية الذين رفعوا شعار «الشعب يريد إسقاط المجلس العسكري». ويرفض «الإخوان» هذا الشعار. عشية «جمعة الغضب الثانية» واجه «الإخوان» في ميدان التحرير ليلة عصيبة مع مرور مسيرات نظمها شباب الائتلافات الثورية وترديدها هتافات منددة ب «الإخوان» في كل مرة كانت مسيرة تمر بجوارهم. ومن الشعارات التي رفعها المشاركون في المسيرات «لا إخوان ولا برلمان... الشرعية من الميدان»، فضلاً عن رفع لافتات تحوي رسوماً كاريكاتورية تسخر من الجماعة وتتهمها بالتواطؤ مع العسكر لاقتسام السلطة. ومع بدء فعاليات «جمعة الغضب الثانية»، صباح أمس، وجد «الإخوان» أنفسهم مضطرين للقبول بتوحيد خطبة الجمعة في الميدان وإلقائها من على منصة الشباب، وهي الخطبة التي شهدت هجوماً ضمنياً على «الإخوان» حين أكد الشيخ مظهر شاهين رفض الميدان الاحتفال ب «عيد الثورة»، وهو الاسم الذي احتوته لافتة كبيرة وضعها «الإخوان» في خلفية منصتهم. وأكد شاهين أنه لا يجوز الاحتفال ما لم يتم القصاص من قتلة الشهداء. وأضاف أن الشعب المصري خرج في 25 كانون الثاني (يناير) الماضي ليطالب بإسقاط النظام السابق ومحاكمة الفاسدين و «الآن يخرج لاستكمال ثورته... لم نأت اليوم للاحتفال، ولكن للمطالبة بالقصاص العاجل من قتلة الثوار». وتساءل: «كيف نحتفل بالثورة وهناك عشرات الأمهات لم تقتص لدماء أبنائها، كما أن المصابين لم يتلقوا علاجاً حتى الآن». وسببت سيدة حرجاً بالغاً ل «الإخوان» حين هاجمتهم من على منصتهم بعدما صعدت إليها وانتقدت الدعوات إلى الاحتفال بالثورة. وقالت: «الثورة ما خلصتش (لم تنته) وحقوق الشهداء ما جتش (لم يتم الحصول عليها)، يبقا إزاي نحتفل (إذاً كيف نحتفل)؟». وأوضحت أنها من ضيوف ميدان التحرير منذ اندلاع الثورة إلا أنها لم تشارك في تظاهرات يوم الأربعاء الماضي بسبب رفضها الاحتفال بالثورة. وخارج الميدان واجه «الإخوان» هجوماً حاداً على مواقع التواصل الاجتماعي. و «تصيّد» شباب الائتلافات الثورية تصريحات سابقة لقيادتهم بدوا فيها ودودين تجاه نظام حسني مبارك. كما انتقدوا فصل الجماعة عدداً من شبابها بسبب رفضهم الاحتفال بالثورة.