واصل مئات المتظاهرين اعتصامهم في ميدان التحرير أمس استعداداً لاستقبال المتظاهرين في «جمعة الغضب الثانية» اليوم. وفتح المعتصمون الميدان أمام حركة المرور، فيما ظهر الانقسام جلياً بين الائتلافات الشبابية والإسلاميين بعد أن خفت الحشود، إذ واصلت المنصة الرئيسة للشباب في مواجهة الجامعة الأميركية، ترديد الهتافات المطالبة بإسقاط المجلس العسكري ومحاكمة أعضائه بتهمة قتل المتظاهرين في الأحداث التي تلت الثورة، وفي المقابل، واصلت منصة جماعة «الإخوان المسلمين» بث الأغاني الوطنية تعبيراً عن «الاحتفال بإنجارات الثورة». وساد حال من التوتر محيط الميدان في ظل هذا الانقسام خصوصاً بعد أن كادت الأمور تتطور إلى اشتباكات بين الطرفين مساء أول من أمس بعد محاولات متكررة لاقتحام منصة الإخوان تعبيراً عن رفض القوى الشبابية تنظيم أي مظاهر احتفالية في الميدان. وتجمع المئات من القوى الشبابية بالقرب من مدخل شارع محمد محمود الذي شهد اشتباكات دامية بين الشرطة والمتظاهرين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ورفعوا لافتات تندد بحكم العسكر وتتوعد أعضاء المجلس العسكري بالملاحقة بتهم قتل المتظاهرين، وهتفوا ضد القضاة والشرطة. وأكد عدد من المتحدثين أن الاعتصام لن ينفض قبل تنحي المجلس العسكري عن السلطة، فيما طالب آخرون بإزالة الحواجز الخرسانية التي تفصل بين ميدان التحرير وشارع مجلس الوزراء وشارع محمد محمود. وفي المقابل، شكّل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين دروعاً بشرية لحماية منصتهم من أي هجوم محتمل من قبل الشباب بعد أن تكررت هذه المحاولات، فيما اقتربت مسيرات من منصة الإخوان ورفعت لافتات منددة بالاحتفال بذكرى الثورة من دون القصاص للشهداء، وردد المشاركون هتافات من بينها «لا إخوان ولا برلمان... الشرعية من الميدان»، في إشارة إلى فوز جماعة «الإخوان المسلمين» بغالبية مقاعد البرلمان. وسرت مخاوف من حدوث صدامات بين الطرفين في ظل حال من التحفز المتبادل، لكن الجانبين أكدا أن لا مصادمات ستحصل في ظل التنبيه على أنصارهما بتجنب أي احتكاكات. وقال الناطق باسم جماعة الإخوان الدكتور محمود غزلان ل «الحياة»: «الإخوان في ميدان التحرير بهدف منع هذه المصادمات لا أن يستدرجوا إليها... الهجوم علينا في الميدان جزء من حرب نفسية، لكن في ظل الكثافة العددية يختفي البلطجية». كما أكد الناطق باسم حركة «6 أبريل» محمود عفيفي ل «الحياة» أن «لا نية للصدام مع الإخوان ولا توقع لذلك»، معتبراً أن تحفز البعض ضد الإخوان في ميدان التحرير سببه «إنساني، فالآلاف يرفضون فكرة الاحتفال فيما دماء الشهداء لم تجف ولم يتم القصاص من قتلتهم». واختفت اللجان الشعبية التي تكفلت تأمين الميدان خلال تظاهرات إحياء ذكرى الثورة، فيما زادت أعداد خيام الاعتصام في شكل لافت في حديقته المركزية وأمام مجمع التحرير عند أحد أطراف الميدان.