أقامت مجلة «دبي الثقافية» احتفالاً أدبياً وإعلامياً بالذكرى الثامنة لصدورها بحضور جمع من أهل الثقافة والإعلام، إماراتيين وعرباً. وعقد على هامش هذا الاحتفال لقاء حول المجلات الثقافية الخليجية شارك فيه رؤساء تحرير مجلات ثقافية جرى خلاله تقييم أوضاع هذه المجلات والمشكلات التي تعانيها والبحث عن سبل لتطويرها وتحديثها شكلاً ومضموناً. وللمناسبة أجرت «الحياة « حواراً مع الشاعر والإعلامي سيف المري رئيس تحرير «دبي الثقافية» والرئيس العام لدار «الصدى». ومعروف عن المري أنه شاعر يجمع بين الحداثة والأصالة، منفتحاً على أفق الشعر العالمي وعلى التراث في آن واحد. أصبحت مجلة «دبي الثقافية» بعد 8 سنوات على تأسيسها مرآة للثقافة العربية، من خلال الأقلام المهمة التي تساهم فيها، كما من خلال القضايا والموضوعات التي تثيرها. كيف بدأ هذا الحلم وكيف تحقّق؟ - بدأت «دبي الثقافية» ضمن فكرة مجلات في مجلة التي بدأتها «الصدى» إبان صدورها ضمن ملف أسبوعي تحت عنوان «المبدعون» ثم تطورت الفكرة وانتقلت دار «الصدى» بها إلى مرحلة جديدة من خلال إصدار مجلة «دبي الثقافية» في شكل فصلي لمدة سنة، لتستقر بعد ذلك على هيئة مجلة شهرية ثقافية تحاول أن تحمل جزءاً من الهم الثقافي وتساهم في إثراء الحياة الثقافية العربية بقدر ما تستطيع، وقد كانت الجائزة الثقافية موجودة منذ فترة «المبدعون» وكان مقدارها» عشرين ألف دولار» ومع تطور المجلة تطورت ونمت الجائزة. رسالة ثقافية هل تعتقدون أن «دبي الثقافية» ستتوصل ذات يوم لتكون «سفيرة» الثقافة التي تجمع بين دبي أو الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، مثلما أدت سابقاً هذا الدور في الكويت مجلة «العربي»؟ - نحن نعتقد أولاً أن مجلة «العربي» الزميلة العزيزة ما زال لها حضورها، وثانياً نحن نفكر في المساهمة بقدر إمكاناتنا المتاحة في إيصال رسالتنا الثقافية إلى القارئ العربي الذي نستطيع الوصول إليه من دون البحث عن ألقاب أو أدوار، ويكفينا من التقدير أن يبحث قارئنا عنا في كل شهر ويتواصل معنا باستمرار. أنتم كدار الصدى التي تصدر مجلات فنية واجتماعية ونسائية وثقافية، إضافة إلى دواوين الشعر التي تصدر مع كل عدد من «دبي الثقافية»، كيف تُقيِّمون القارئ الإماراتي اليوم لمثل هذه المجلات، وما الذي يجذبه من موضوعات؟ وكيف تُقيِّمون حركة الترجمة والنقل المزدهرة حالياً في الإمارات؟ - نحن نتوجه إلى القارئ العربي أين ما كان بغضِّ النظر عن إقليمه، ونحاول من خلال ما نصدره أن نعبر عن فكر جيلنا وآماله وتطلعاته وأحلامه وآلامه وأن نساهم في خلق حالة دائمة من التحاور مع النفس ومع الآخر ومع تقبل الثقافات الأخرى والأخذ منها والإضافة إليها، والقصد من كل ذلك خلق بيئة ثقافية واعية لديها شراهة البحث وبعد الرؤية وعمق التجلي، ثقافة لا تلغي الآخر بل تتواصل وتتكامل معه، فالثقافة في مجملها عمل خلاق القصد منه الارتقاء بفكر الإنسان وذائقته. أما بالنسبة إلى حركة الترجمة في الإمارات فهي حركة فاعلة ورائدة، والإصدار الجديد مع العدد القادم من «دبي الثقافية» عبارة عن ترجمة لأعمال عدد من المبدعين. * عقدتم أخيراً في دبي لقاء مهماً لرؤساء تحرير المجلات الثقافية في دول مجلس التعاون، يطرح قضية الصحافة الشهرية والفصلية. ما المشكلات التي تواجه اليوم المجلة الشهرية؟ وماذا يعني أن تصدر مجلة شهرية ثقافية في زمن الإنترنت السريع وموقعي «فايسبوك» و «يوتيوب»؟ - تظل المجلة الورقية والكتاب الورقي كما كانا... لهما الحضور والحظوة على رغم تطور وسائل النشر وتحولها إلى أساليب جديدة، وسوف يستمر ذلك لمدة جيل كامل على الأقل قبل أن تختفي الصحافة الورقية مع الإيقاع الجديد للعصر، ومن السابق لأوانه التنبؤ بتوقف عجلة الطباعة، وبالنسبة إلى مؤتمر المجلات الثقافية الخليجية الذي عقد في دبي تحت رعاية «دبي الثقافية» فإن الهم الذي راود رؤساء التحرير تجاه المجلات غير الحكومية أو التي تحظى بدعم حكومي هو ضعف أو تراجع الدعم الحكومي، ما قد يؤدي إلى توقف العديد منها، وقد تم الاتفاق على عقد الاجتماع الثاني بعد ستة شهور كما تم اختيار منسق دائم لأعمال المؤتمرات في خصوص هذه المجلات. أنت شاعر كما أنك صحافي ورئيس تحرير... ما الذي يجمع برأيك بين هذه الهمّين؟ - الشعر هواية وجزء من الذات، وهو الذي كان موجوداً منذ مراحل الدراسة وهو الباقي بعد ترك الوظيفة، وللشعر أفضاله التي لا تحصى ولولا الشعر لما كنت الصحافي، وسأظل أحمل للشعر في نفسي ذكرى طيبة حتى آخر العمر.