أصدرت دار الصدى للصحافة والنشر والتوزيع، العدد الرابع والثمانين من مجلة دبي الثقافية، متسائلة عن الشعر والفنون، باحثة عن الأسباب، قارئة الهم الإنساني الذي حدده الناس بالمعدة، منتظرين أن ينتقل الشعراء من قلوبهم المرهفة إلى تذبيح القصائد في أنواع المشويات! ترى، هل شعراء هذه المرحلة غير قادرين على التعبير عن هموم الناس؟ أم أن الناس لا تريد أن تحس بما حولها؟ سؤال حساس وعميق، يطرحه رئيس التحرير، الشاعر والقاص سيف محمد المري في أجراسه التي جاءت بعنوان " في مهب الريح" ليقرع الطبول المنذرة بذوبان العرب فيما إذا لم يحافظوا على تراثهم الحضاري، وظلوا متهافتين على تقنية الغرب الذي حوّل العالم إلى آلات، وآلات فقط. كما نقرأ في العدد، العديد من المواد الثقافية المختلفة، المتنوعة، والمميزة، ومنها: أليف شفق وروايتها الأكثر مبيعاً من أعمال أورهان باموق، الهالة الكهرومغناطيسية بصمة روحية لكل إنسان، غوغول وهوليوود تكرمان ابن بطوطة، غونتر غراس يتحدى الكيان الإرهابي الصهيوني بقصيدة نثر، مسرحية "أنا حرة" والأسيرات الفلسطينيات، 155 فيلماً في مهرجان الخليج السينمائي، عبد الرحمن منيف وأدب المنفى، الرواية الجزائرية أكثر حظاً في السينما العالمية. ومع رفة جناح مدير التحرير، الكاتب نواف يونس، تحضر أبجديات المسرح العربي، في استفهام إشكالي، لكنه متفائل: هل ينهض مسرح الفينيق ثانية؟ سؤال يحتاج إلى مزيد من الأجنحة والاستثمار في مجاله الحيوي ذي المردود الإنساني، المادي، الثقافي، والاجتماعي.. ومع العدد، يطالعنا الكتاب رقم 62، بقطعه الورقي الفني، ولوحاته، وإخراجه الباذخ في الأناقة، كالمجلة تماماً، والذي ينضم إلى مكتبة قارئ دبي الثقافية "الاستشراق وسحر حضارة الشرق للدكتور إيناس حسني" في 330 صفحة، و الذي يؤكد المري في مقدمته على نزعة الفن الإنسانية، وتعالقها مع الخط سواء كان حرفاً أم رسماً، وما تحمله تربتنا الشرقية من روح مسحورة، تغمر الآخرين بهالتها، وهذا ما فعله المستشرقون الذين طرقوا أبواب القاهرة ودمشق والقيروان وغيرها، وهذا ما تحدثت عنه الكاتبة عبر فصول الكتاب وأبوابه، وهي تشير إلى دلالات المفهوم الفني والجغرافي والجمالي والفلسفي، والدوافع المتنوعة للاستشراق، والملامح المؤثرة في الحركة البصرية والنفسية، خاصة تأثيرات البيئة العربية على أعمال المصورين المستشرقين. هذا، وسيكون الكتاب القادم رواية فرسان الأحلام القتيلة لإبراهيم الكوني، وهي أول عمل روائي يتناول الربيع العربي.. وتجدر الإشارة إلى أن دار الصدى، وإضافة إلى مجلة دبي الثقافية، تصدر العديد من المجلات الشهرية والأسبوعية: مجلة بنت الخليج، مجلة جواهر، مجلة الصدى، مجلة شباب 20، مجلة شهرزاد، ومطبوعات أخرى