عن دار الصدى في دبي، صدر العدد 59 من مجلة دبي الثقافية، مثيراً العديد من القضايا الإشكالية، أهمها "تراثنا المسروق وحضارتنا المهربة" بقلم الشاعر ورئيس التحرير سيف المري، الذي يناقش جراح العربي حين يرى حضارته منهوبة، وموزعة في متاحف الغرب! متسائلاً: لماذا لا يرفع العرب الدعاوى لاسترداد حقوقهم المنهوبة؟ ويقترح المري "تشكيل لجنة موحدة من وزارات الثقافة العربية، ومخاطبة اليونسكو والاتحاد الأوروبي وكل الجهات ذات العلاقة؛ أولاً لتجريم ومنع سرقة المزيد من التحف والآثار، وثانياً لاستعادة ما تمت سرقته خلال القرون الثلاثة المنصرمة، وإن لم نفعل ذلك، فإن عملية النهب المنظم ستتواصل حتى آخر تحفة عربية في أصغر متحف عربي". من جهته، يطرح مدير التحرير الكاتب نواف يونس "إشكالية الرواية العربية"، ومعاييرها الفنية والفكرية، متسائلاً عن الأسباب المحيرة التي تساهم في انتشار هذه الرواية أو انحسار تلك الرواية: "يبدو أن الوصفة السحرية، ستظل عصية على الفهم والإدراك، من قبل صناع الرواية وكتابها وموزعيها، وبالتالي ستزداد مساحة حيرتهم وقلقهم، حيال تتبع خطوات السعي نحو يافطة "الأكثر مبيعاً". وتعود إشكالية الحداثة والعمود الشعري إلى الظهور في حوار مع الشاعر عبدالله باشراحيل، بينما ينفي الشاعر ظاعن شاهين أن تكون الصحافة سلطة رابعة! ويتحدث قيس صدقي الفائز بجائزة زايد لأدب الطفل عن روايته سوار الذهب. وفي "الثقافة في شهر" نقرأ عن تكريم أم الإمارات، وجوائز العويس، وندوة البيان، ومهرجان طيران الإمارات. ويبرز معرض دبي الدولي لفن الخط العربي علامة مضيئة، ويشتعل معرض أبو ظبي الدولي للكتاب بندوات "الملتقى" ونشاطات الفكر والإبداع، بينما يصاب معرض القاهرة للكتاب بانفلونزا الخنازير! وتتناغم أبواب المجلة مع إشراقاتها بين مقالات كتابها، والسينما والشعر والقصة، ورعاية المواهب الجديدة في "نادي الأقلام"، وبين الغناء والحياة والأقلام الجديدة، والأمكنة المتنوعة حيث تبدو نيويورك خائفة، وقلعة حلب تختزن حمحمة الخيول، وجزيرة مصيرة تتهيأ للزفاف. وتطرح المجلة أهم توصيات ندوة مجلة العربي "التدوين الالكتروني وتأثيره على الكتابة الورقية"، وتحتفي بالفنان عبدالحليم حافظ، وتحاور ظاعن شاهين، وتترجم لأوكتافيو باث ولانجستين هيوز، وشجوثا كماري، وآلان بوسكيه. وتهتم بالتشكيل وهو يتحرك في مداراته المعاصرة بين حوار ومتابعة ونقد. أما هدية العدد، فكانت كتاب "لكي ترسم صورة طائر"، وهو قصائد من الشرق والغرب، اختارها وترجمها د. شهاب غانم. نقرأ من قصيدة لوركا/ ص 80: لا تدعيني أبداً أفقد روعة عينيك، اللتين تشبهان عيني تمثال، أو اللمسة التي تضعها أنفاسك على خدي في الليل، مثل وردة وحيدة.