عمان، نيقوسيا، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - فتحت قوات الأمن السورية أمس الرصاص على مشيعين في حي الميدان وسط دمشق، قتلت اثنين منهم على الأقل، خلال جنازة طفل يبلغ من العمر عشرة أعوام قُتل خلال تظاهرات «جمعة أحرار الجيش»، كما نفذت حملة دهم في بلدة كفر نبل الواقعة في ريف إدلب أسفرت عن اعتقال أكثر من 30 شخصاً. وأكدت «لجان التنسيق المحلية» أن قوات الأمن أطلقت نيران أسلحتها على جنازة الطفل إبراهيم الشيبان التي شارك فيها «أكثر من عشرة آلاف بينهم نساء وأطفال». وأشارت إلى أن «خمسة جرحى من المشيعين سقطوا». وقال شاهد إن «المشاعر كانت متأججة وكان الآلاف يرددون وراء الجثمان: الشعب يريد إعدام الرئيس، وأحرار رغم عنك بشار». وأضاف أن «بعض المشيعين بدأوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة فردت بإطلاق الذخيرة الحية» وقتلت شخصين. وأفاد ناشطون بأن ثلاثة أشخاص آخرين قتلوا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له: «قتل صباح (أمس) الناشط في المرصد في مدينة دير الزور زياد رفيق العبيدي خلال ملاحقته من قبل أجهزة الأمن في حي الجبيلة» في المدينة. وأشار إلى أن العبيدي (42 عاماً) «كان من أبرز ناشطي المرصد في دير الزور ومن ناشطي الثورة السورية في المدينة»، لافتاً إلى أن القتيل «توارى عن الأنظار منذ آب (أغسطس) الماضي بعد دخول القوات العسكرية إلى المدينة». وأضاف أن «حي النازحين في حمص شهد إطلاق رصاص من كل مداخله ما أدى إلى استشهاد شاب كان متوجهاً إلى عمله». وأوضح أن «قوات الجيش نشرت حواجز عسكرية جديدة في حي باب السباع وفصلت الحي عن حي الخضر المجاور له» في حمص. وأكد أن «قوات الأمن اقتحمت منذ ساعات الصباح الأولى حي كرم الزيتون بالمدرعات ورافق ذلك إطلاق نار كثيف»، وأن «ليل الجمعة - السبت شهد اقتحاماً مكثفاً لعدد من الأحياء التي شهدت تظاهرات حاشدة مساء الجمعة ومنها أحياء الخالدية والبياضة وبابا عمرو والإنشاءات» في حمص أيضاً. من جهتها، أكدت «لجان التنسيق المحلية» حصول «إطلاق نار كثيف من مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة في شارع الوادي» في حمص، لافتة إلى أنه «ترافق مع دخول عربات مدرعة إلى حي باب السباع وحي الخضر والمريجة». وفي ريف درعا (جنوب)، لفتت اللجان إلى أن «أكثر من 15 ألف شخص شاركوا في تشييع الشهداء في داعل على رغم الانتشار الأمني والعسكري الكثيف». وكان مدير المرصد رامي عبدالرحمن أكد أن «12 شخصاً قتلوا الجمعة بينهم سبعة في داعل». ولفت إلى «جرح أكثر من ثلاثين شخصاً، خمسة منهم حالتهم حرجة في داعل وآخرين في ريف دمشق برصاص الأمن الذي أطلق النار لتفريق متظاهرين نددوا بالنظام السوري». من جهة أخرى، ذكر المرصد أن «أجهزة الأمن السورية تنفذ منذ فجر (أمس) حملة مداهمات وتمشيط واعتقالات في بلدة كفرنبل والأحراش المجاورة لها بحثاً عن عنصر مخابرات يعتقد أنه فر من الخدمة». وأشار إلى أن هذه الحملة «أسفرت عن اعتقال 31 شخصاً حتى الآن»، مشيراً إلى أنها «ترافقت مع ضرب المعتقلين والتنكيل بهم».