دمشق، بيروت، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب ، رويترز - قال ناشطون وسكان إن آلافاً من الجنود السوريين المدعومين بمدرعات وآليات عسكرية فتحوا نيران أسلحتهم على بلدة الزبداني، المنتجع السياحي القريب من الحدود مع لبنان. ويأتي هذا التطور بعد يوم فقط من قتال عنيف في المنطقة بين جنود منشقين وقوات حكومية. إلى ذلك دعا ناشطون إلى التظاهر اليوم نصرة لبلدة دوما بريف دمشق التي تتعرض لحصار أمني. وأطلقت المدرعات السورية نيران رشاشاتها الثقيلة المضادة للطائرات على الزبداني الواقعة على سهول منطقة جبلية محاذية للحدود مع لبنان، وتبعد نحو 35 كيلومترا إلى الغرب من دمشق. وقال ناشطون إن تلك القوة مشطت منطقة مزارع قرب الزبداني، ونهبت البيوت، وصادرت أراضي، واعتقلت ما لا يقل عن مئة شخص، منهم ثلاث طالبات جامعيات يشتبه الجيش بأنهن من الناشطات في الاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات السياسية والديموقراطية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات عسكرية وأمنية اقتحمت الزبداني ونصبت الحواجز في الشوارع وبدأت حملة مداهمات للمنازل بحثاً عن مطلوبين للسلطات السورية». وأكد المرصد أن «المداهمة أسفرت عن اعتقال 25 شخصاً بينهم 3 فتيات». كما اكد المرصد «اعتقال نحو 19 شخصاً في مدينة الضمير» التابعة لريف دمشق. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن «قوات الأمن والجيش تقطع أوصال الزبداني ومضايا بالحواجز»، مشيرة إلى «اقتحامات للبيوت وتكسير للأبواب والأثاث واعتقالات عشوائية تترافق مع إطلاق نار كثيف في أنحاء المدينة». وأوردت الهيئة العامة للثورة السورية حصول انشقاقات في صفوف الجيش في مضايا، ما دفع الأمن لشن عمليات دهم وملاحقة بحثاً عن المنشقين. وأفاد ناشطون بأن عناصر أمن وشبيحة تؤازرها قوى الجيش تقوم بتنفيذ حملة دهم واعتقالات في بلدتي تير معلة والغنطو بحمص وسط إطلاق نار عشوائي، كما اقتحم الأمن بلدة المسيفرة بمحافظة درعا. وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن «عناصر أمن تقوم بمؤازرة الجيش بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات في قرية تير معلة وقرية الغنطو وسط إطلاق نار عشوائي». وتابعت «تشن قوات الأمن حملة مداهمات للمنازل وتنفذ اعتقالات واسعة في بلدة الدار الكبيرة (شمال غربي حمص) وسط إطلاق نار كثيف عشوائي». وأشار المرصد إلى أن «عدد المعتقلين داخل حمص بلغ منذ يوم الأحد الماضي 923 معتقلاً غالبيتهم من أحياء الخالدية وباب السباع والبياضة ودير بعلبة». وفي ريف درعا (جنوب)، أشارت اللجان المحلية إلى «إضراب عام للمحال التجارية وكل المدارس في داعل لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على القمع وحداداً على أرواح الشهداء». وكانت داعل شهدت أول من أمس تشييع 7 قتلى قضوا بنار رجال الأمن خلال مشاركتهم في تظاهرة «جمعة أحرار الجيش» التي شارك فيها أكثر من 15 ألف شخص رغم الانتشار الأمني والعسكري الكثيف. وفي دير الزور تحدث ناشطون عن انفجار عنيف عند دوار السيوف صاحبته اشتباكات عنيفة بين الأمن ومنشقين عن الجيش. وأكد ناشطون أن الحملة الأمنية في عدد من المناطق السورية أسفرت عن اعتقال أكثر من ألف خلال الأيام القليلة الماضية. إلى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مقتل «عنصرين من قوات حفظ النظام وجرح اثنين آخرين في مكمن نصبته مجموعة إرهابية مسلحة في حي الجراجمة بحماة». ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي في المدينة إن «المجموعة الإرهابية قامت بإطلاق النار على قوات حفظ النظام من بين المنازل مستخدمة البنادق الحربية الرشاشة ما أدى إلى استشهاد العنصرين وإصابة اثنين آخرين بجروح». كما ذكرت (سانا) أن «الجهات المختصة في حمص ضبطت سيارتين محملتين بالأسلحة والذخائر المتنوعة على تحويلة حمص طرطوس (غرب) وألقت القبض بداخلهما على أربعة مطلوبين من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة». ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع في حمص «أن الأسلحة التي تمت مصادرتها في السيارتين تشمل قواذف أر بي جي وبنادق آلية من نوع كلاشنيكوف وبنادق بومب أكشن وقناصات ومسدسات وكميات من الذخيرة المتنوعة». وأضاف المصدر «أن عمليات الملاحقة والمتابعة التي تقوم بها الجهات المختصة في حمص أسفرت عن إلقاء القبض على 34 مطلوباً ومصادرة أسلحة» وفق الوكالة. يأتي ذلك غداة مقتل 15 شخصاً برصاص رجال الأمن بينهم 5 مواطنين في حمص وشخص في تلبيسة (ريف حمص) ومواطنان في دمشق خلال إطلاق رصاص على جنازة في حي الميدان. وشخصان من مدينة اللاذقية قتلا برصاص الأمن على الحدود السورية التركية وفق المرصد. وفي بلدة عندان بريف حلب، تحدث المرصد عن «استشهاد شاب متأثراً بجروح أصيب بها الجمعة».