دمشق، القاهرة، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قُتل أمس ستة أشخاص على الأقل برصاص الأمن، بينهم مشاركان في تشييع طفل في حي الميدان الدمشقي، فيما شكّل الرئيس السوري بشار الأسد لجنة كلفها صوغ مشروع دستور جديد خلال أربعة أشهر، عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم لمناقشة الملف السوري. وأطلقت قوات الأمن أمس الرصاص على مشيعين في حي الميدان وسط العاصمة السورية، فقتلت اثنين منهم على الأقل وجرحت خمسة آخرين، خلال جنازة الطفل إبراهيم الشيبان البالغ من العمر عشرة أعوام الذي قُتل خلال تظاهرات أول من أمس. وأكدت «لجان التنسيق المحلية» أن «أكثر من عشرة آلاف بينهم نساء وأطفال» شاركوا في التشييع. وأشار شاهد إلى أن «المشاعر كانت متأججة وكان الآلاف يرددون وراء الجثمان: الشعب يريد إعدام الرئيس، وأحرار رغم عنك بشار». وأضاف أن «بعض المشيعين بدأوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة فردت بإطلاق الذخيرة الحية». وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل «الناشط في المرصد في مدينة دير الزور زياد رفيق العبيدي خلال ملاحقته من قبل أجهزة الأمن في حي الجبيلة» أمس. وأشار إلى أن العبيدي (42 عاماً) الذي كان «من أبرز ناشطي المرصد في دير الزور ومن ناشطي الثورة في المدينة... توارى عن الأنظار منذ آب (أغسطس) الماضي بعد دخول القوات العسكرية». وفي حمص، قُتل شاب كان متوجهاً إلى عمله في حي النازحين الذي «شهد إطلاق رصاص من كل مداخله». وأوضح المرصد أن «قوات الجيش نشرت حواجز عسكرية جديدة في حي باب السباع وفصلت الحي عن حي الخضر المجاور له» في حمص، كما «اقتحمت منذ ساعات الصباح الأولى حي كرم الزيتون بالمدرعات ورافق ذلك إطلاق نار كثيف». وذكرت شبكة «أوغاريت» المعارضة أن «الشاب رامي سعدو الرسو (18 عاماً) استشهد في تلبيسة» التابعة لريف حمص برصاص الأمن خلال تظاهرة مسائية. وشارك «أكثر من 15 ألف شخص في تشييع الشهداء في داعل على رغم الانتشار الأمني والعسكري الكثيف» في ريف درعا حيث قتل سبعة أشخاص أول من أمس خلال تظاهرات «جمعة أحرار الجيش» وجرح أكثر من ثلاثين، خمسة منهم حالتهم حرجة. واعتقلت أجهزة الأمن فجر أمس أكثر من 31 شخصاً في «حملة مداهمات وتمشيط واعتقالات في بلدة كفرنبل والأحراش المجاورة لها بحثاً عن عنصر مخابرات يعتقد أنه فر من الخدمة». سياسياً، أعلن بيان رئاسي سوري أن الرئيس بشار الأسد أصدر أمس قراراً جمهورياً بتشكيل لجنة من 29 شخصاً لصوغ مشروع دستور خلال فترة لا تتجاوز أربعة أشهر، تمهيداً لإقراره «وفق القواعد الدستورية». ويترأس اللجنة القاضي مظهر العنبري، وتضم خبراء قانونيين وسياسيين بينهم وزير التعليم السفير السابق كمال شرف وعميد كلية الحقوق السابق عبود السراج وأستاذ العلاقات الدولية محمد عزيز شكري والدكتور سام دله ورئيس «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» قدري جميل والمحامي عمران الزعبي والدكتورة أمل يازجي ونقيب المحامين نزار سكيف. وجاء هذا التحرك عشية الاجتماع غير العادي الذي يعقده مجلس وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة لمناقشة «الوضع في سورية وعدم التزام دمشق قرارات وزراء الخارجية العرب الصادرة في اجتماع مجلس الجامعة في دورة انعقادها العادية نصف السنوية في أيلول (سبتمبر) الماضي»، بناء على طلب دول مجلس التعاون الخليجي الست.