لقبوه ب «ملك الميكروفون». هو الإعلامي الأغلى في العالم. استضاف اكثر من 50 الف شخصية في برنامج حوار دام ل 25 سنة قبل ان يتوقف هذا العام عن هواء «سي ان ان». إنه لاري كينغ الذي التقته «الحياة» في زيارته الاولى الى العاصمة الكازاخستانية استانا، وحاورته حول عدد من قضايا الاعلام وبرنامجه الأكثر شهرة عالمياً «لاري كينغ لايف». عن دور الاعلام في الثورات والانتفاضات الشعبية في العالم العربي، يقول كينغ: «لا اعتقد ان وسائل الاعلام يمكن ان تقود ثورة ما. دورها ان تعكس ما يجري على ارض الواقع وتكتب وتعرض التقارير، فالأخبار تنتقل بسرعة اكبر من تطور البشرية، والزمن تغير. هناك ثورات بدأت من «تويتر»، عندما كتب شخص للآخرين، وفجأة بدأت الاحتجاجات، مثل ما حدث في ليبيا، لكن هذا لم يكن من صناعة الاعلام، فهو وسيلة للاستخدام. أما التقنية فذهبت بعيداً». ويتابع كينغ: «الدور الرئيس للاعلام هو نقل ما يحدث. يجب الا يقوم الصحافي بثورة، ووسائل الاعلام لم تشعل ثورة ابداً. هي تعكس ما يجري، واحياناً تستخدم الترويج والدعاية، وهذا يكون مفتعلاً. دور الاعلام هو الإجابة عن الأسئلة التالية: من؟ متى؟ كيف؟ لماذا؟ ماذا حدث؟ وماذا يجب عمله؟». جديد ويوضح كينغ اللغط الذي حدث بعد غياب برنامجه عن شاشة «سي ان ان» بعد 25 سنة على الهواء، أنه لم يتقاعد، ويقول: «لدي اربعة برامج خاصة اعمل عليها في السنة. البرنامج الاول حول مرض الزهايمر وقد انهيته، والثاني حول فيلم هاري بوتر، وأحضر لبرنامج سيكون بعنوان «عشاء عند كينغ»، تدعى فيه 8 شخصيات معروفة الى منزلي للعشاء، وسيظهر على الشاشة قريباً. وفي شباط (فبراير) المقبل سيُعرض لي برنامج حول امراض القلب والاوعيه، أجول من خلاله في الولاياتالمتحدة، واتحدث عن قصص من الواقع. ببساطة لا استطيع ان أتقاعد من «سي ان ان». ولكن ان تُقدم برنامجاً واحداً ل 25 سنة، فهذه فترة كافية، والحياة تتغير، إذ يأتي الوقت الذي يصل القطار الى المحطه النهائية. عمري 77 سنة، وعندما توفي والدي كنت في التاسعة، ترعرت في أسرة فقيرة، من هنا اتابع واهتم بحياة الناس، ولا احضر اسئلتي مسبقاً على الاطلاق في كل حلقات برنامجي، لأنني ان كنت أعرف الإجابه مسبقاً فما قيمة ان أسأل السؤال اساساً». وعن نصيحته للصحافيين الشباب، يقول كينغ: «لا تحاول ان تتقمص اي شخصية، ففي الصحافة يوجد مكان للجميع. هي مهنة عظيمة، بل انها اكبر من مجرد مهنة، إذ توفر لك فرصة ان تلتقي كبار وعظماء الناس وتتحدث اليهم ويتحدثون اليك عن قرب، كما تتيح لك فرصة السفر في انحاء العالم والتحدث للناس عما شاهدته. وفي السياسة يقول كينغ عن الانتخابات الاميركية المقبلة وحظوظ الجمهوريين فيها: «يجب القول ان في السياسة كل شيء محتمل. باراك اوباما شخص مشهور، ولديه شعبيه كبيرة، لكن امامه مشكلة الاقتصاد، فالوضع سيّء والبطالة ترتفع، لذلك فإن الفرصة كبيرة لدى الجمهوريين. لديهم سبعة او ثمانية مرشحين، وكل واحد منهم لديه فرصه كبيرة. وانا اعرفهم جميعاً شخصياً، اما اوباما فيستطيع في شكل جيد ان يدير حملته الانتخابية، وهو فعل ذلك من قبل في شكل ناجح، ويجب عدم الاستهانة بقدرة اي رئيس في الانتخابات. وعن دور الضيوف في إنجاح البرامج، يقول كينغ: «الضيف الجيد يمتلك اربع صفات جيدة سواء كان سياسياً ام راقص باليه ام فناناً. عليه ان يتمكن من شرح ماذا يعمل في شكل واضح ومفهوم، وان يكون مغرماً بعمله، ويمتلك روح الفكاهة والنكتة، وان يكون مغروراً قليلاً، اما البقية فمرتبطة بمقدم البرنامج، فهو الذي يربط بين الضيف والمشاهدين». ويضيف: «استضفت اكثر من خمسين الف شخصية في برنامجي، وفي احدى الحلقات عن حرب البلقان استضفت شقيق سلوبودان ميلوسيفيتش، وكان سفيراً لدى روسيا، وقال لي اخي يحييك ويشكرك على المقابلة اللطيفه التي اجريتها معه، علماً انني كنت نسيت انني استضفته لكثرة الضيوف الذين التقيتهم». ويفصح كينغ ان اكثر الضيوف الذين تركوا لديه انطباعاً مهماً واعجبوه، هم نيلسون مانديلا ولوثر كينغ وفرانك سيناترا ومارلون براندو. سؤال للرؤساء وعن رأيه بضيوفه من القادة، يقول كينغ: «استضفت الكثير من القادة في العالم، وهم جميعاً يتقاسمون صفة الطموح الكبير. لم اقابل اي زعيم لم يكن راغباً في ان يصبح زعيماً، فعندما يشارك أحدهم في الانتخابات لا يقول لست الشخص المناسب... السنة الماضية التقيت معمر القذافي. كان غريب الاطوار. وقبل اللقاء دخل عدد من الاشخاص وصرخوا زعيمنا سيصل... اللقاء ممتع مع القادة لانهم غريبو الأطوار... اما السؤال لجميع الرؤساء الذين يقضون فترة طويلة في الحكم، فهو: ما هو الشيء الذي يمكن ان يثير دهشتكم واعجابكم؟».