أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 22.8 % في سبتمبر من 2024    الأمن الغذائي: السماح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق للأسواق العالمية    هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    أكثر من 750 ساعة تخدير و60 عملية فصل ناجحة لتوائم ملتصقة من 21 دولة حول العالم    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    إصابة طبيب في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    المدى السعودي بلا مدى    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنرال بترايوس ل «الحياة»: باكستان لا تخوض حربنا وهجومها على «طالبان» دفاع عن وجود الدولة نفسه
نشر في الحياة يوم 01 - 06 - 2009

يشرف قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال ديفيد بترايوس على القوات الاميركية في 20 دولة معظمها في العالم الإسلامي حيث تدور معظم الحروب التي للولايات المتحدة دور فيها، وحيث معظم موارد الطاقة. نجاح استراتيجيته في العراق جعلت منه قائداً عسكرياً تصغي اليه الادارة المدنية بكل انتباه.
الأولوية العسكرية والمدنية لإدارة الرئيس باراك اوباما تبدو اليوم لباكستان وافغانستان، لكن ايران والشرق الاوسط يحتلان ايضاً اهمية قصوى بالنسبة اليها. وهذه المقابلة مع الجنرال بترايوس تتناول ملف النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي وتأثيره على القوات الاميركية في المنطقة. وفي ما يأتي نص الحديث:
نظراً لكون الملف الفلسطيني هو موضوع الساعة الأهم، أقلّه بالنسبة إلى الشعوب العربية، إلى أيّ مدى يُعتبر حلّ النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي أساسياً لعملك كقائد للقوات الأميركية في 20 بلداً، تقع غالبيتها في العالم الإسلامي؟
- إنه أساسي للغاية. في الواقع، يشكّل تعيين السيناتور (جورج) ميتشل مبعوثاً خاصاً للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط خطوةً مهمةً للغاية في نظرنا، وبالتالي في نظري، كوني قائد القوات في هذه الساحة.
هل تظن أن القوات الأميركية ستكون أقل عرضةً للتهديد في المنطقة إذا تمّ حل المسألة الفلسطينية؟
- أظن أن أموراً كثيرة قد تتحّسن إذا تمّ حل هذه المسألة. فلا شكّ أنه في حال تمّ التوصّل إلى حلّ عادل يكون مقبولاً من جميع الأطراف ومدعوماً منها، لن يكون ثمة مكان للذرائع المختلفة التي تتحجج بها بعض الدول والحركات.
ماذا عن الوقع المباشر لحلّ النزاع على القوات الأميركية؟ هل ثمة رابط ما بين تهديد القوات الأميركية في المنطقة والغضب المستمر من الولايات المتحدة بسبب عدم التوصل إلى حلّ المسألة الفلسطينية؟
- في الحقيقة، أعتقد أنه عامل من بين عوامل أخرى عديدة تلعب دوراً في المسألة. لا شكّ أنه أحد هذه العوامل التي من الممكن معالجة بعضها. فعلى سبيل المثال، يشكّل معتقل غوانتانامو عاملاً آخر. وفي حال تمّ إغلاقه بطريقة مسؤولة، أي بعبارة أخرى، في حال تمّ نقل هؤلاء الأشخاص الذين يثيرون قلقنا بسبب توجّههم إلى الأعمال المتطرفة، إلى مكان آمن، فلا شكّ أن إغلاق معتقل غوانتانامو سيكون خطوةً إيجابيةً إلى الأمام. ومن هذا المنطلق، يمكن معالجة العوامل الأخرى بالطريقة نفسها (رداً على التهديد الذي قد يفرضه النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي على القوات الأميركية).
بالحديث عن غوانتانامو، لقد قلت في السابق أن إغلاق المعتقل والعزوف عن تقنيات الاستجواب يساعد على إحقاق توازن في المهمة التي تضطلع بها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وفي الصراع الشامل ضد مجموعات العنف المتطرفة خارج الولايات المتحدة. فكيف يكون ذلك برأيك؟
- إنه عامل آخر استخدمه المتطرفون والأشخاص الذين يرغبون في فشل الولايات المتحدة وقوى الاعتدال والتسامح في المنطقة. بالتالي، تم استخدام الأمر كأداة دعائية أخرى. لذا، كلما نجحنا في إيجاد حلّ لهذه الأدوات المحتملة، كلما عززنا فرص التوصل إلى الشرق الأوسط الذي تريده معظم شعوبه، ويعارضه المتطرفون طبعاً.
حضرة الجنرال، هل تمّ يوماً استخدام أحد هذه التقنيات في العراق عندما كنت في منصب قائد القوات الأميركية؟
- طبعاً لم نسمح بها أبداً. عندما كنت قائد وحدة، أوصيت الجنود العام 2003، بعد بضعة أشهر من دخول العراق، وعندما أدركنا أننا سنعتقل بعض الأشخاص، بالالتزام باتفاقيات جنيف لجهة التعامل مع هؤلاء المعتقلين. ولا شك أنه في بعض الحالات لم يتمّ الالتزام بها. وعندما حصل ذلك أخذنا الإجراءات القضائية وغير القضائية المناسبة كما هو منصوص عليه.
وكان الأمر سيان عندما أصبحت قائداً في العراق... في الواقع، أعطيت حينها التعليمات إلى الجنود بضرورة التصرف كما تمليه علينا قيمنا. فنحن نحارب من أجل هذه القيم. وثمة عدد كبير من الأميركيين والأعضاء في قوات التحالف قد خسروا حياتهم في سبيل الدفاع عن هذه القيم على مدى قرون. يجب أن نلتزم بهذه القيم ونحن مصممون على ذلك.
لقد قلت إن إغلاق معتقل غوانتانامو بطريقة مسؤولة والالتزام باتفاقيات جنيف يخدم مصالح الولايات المتحدة. تعني أن فتح معتقل غوانتانامو كان خرقاً لاتفاقيات جنيف.
- لا، لم أعن ذلك.
إذاً لم يكن خرقاً لها؟
- لست محامياً في ميدان القانون الدولي، فلا يمكنني بالتالي أن أناقش المسألة. ما أستطيع قوله هو إن المتطرفين استخدموا وجود معتقل غوانتانامو أداةً دعائية ضد القوى التي تحالفنا معها في الشرق الأوسط، وهي القوى التي أظن أنك وقراءك بشكل عام أيضاً ترغبون في أن تحقق النجاح.
اسمح لي أن أعود إلى الموضوع الفلسطيني - الإسرائيلي. هل يُمَكّن حلّ النزاع الزعماء العرب من توفير المزيد من المساعدة إلى الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب؟
- نعم أظن ذلك. ولهذا السبب يبذل الرئيس أوباما جهوداً جبارة في هذا الاتجاه. ولهذا السبب أيضاً قام بتعيين رجل يتسم بشخصية بارزة وخبرة أكيدة كالسيناتور ميتشل، الذي ساهم في التوصل إلى اتفاق سلام وضع حداً لثلاثين سنة من المشاكل في أيرلندا الشمالية.
هل حصلت على قائمة المعايير التي تحدد إدارة أوباما على أساسها ما إذا كانت مجموعات إرهابية؟ وعلى سبيل المثال، هل تعتبر إدارة أوباما أن حزب الله هو «مجموعة إرهابية»؟
- أقترح عليك أن توجهي هذا السؤال إلى إدارة أوباما. إلا أنني واثق تماماً من أنها تعتبره كذلك. لكن إن أردت الخوض في التفاصيل، فنحن واضحون بشأن أولئك الذين يحاولون قتل جنودنا أو اعتقالهم في أماكن انتشارهم. طبعاً، ليس لنا وجود مهم في لبنان، لكن أظن أنه من الصحيح قول إن «حزب الله» لم يكن قوةً ساهمت في إرساء الاستقرار في لبنان. وبصراحة، في حال تمّ التوصل إلى حلّ للمسألة الفلسطينية، تبطل العلة التي يتذرع بها لتبرير وجوده.
علة وجود من؟ هل تعني «حزب الله»؟
- علة وجود «حزب الله»... فإن سألت الزعماء في الأردن ولبنان ومصر وفي دول الخليج لا شك أنهم سيقولون لك بأن الطريقة الوحيدة لتقويض علة وجود عدد كبير من هذه المجموعات هو من خلال التوصل إلى اتفاق حول عملية السلام في الشرق الأوسط.
تريد إسرائيل أن تحلّ الولايات المتحدة المشكلة مع «إيران أولاً» كشرط يسبق العمل على حلّ المشكلة الفلسطينية. ويبدو أن الرئيس أوباما ليس من هذا الرأي. هل تخشى حضرة الجنرال أن يتمّ جرّ الجيش الأميركي لحلّ المشكلة مع «إيران أولا»؟
- بصراحة، لن أناقش هذه الفرضية، إذ لا أرى جدوى في الأمر. ما يمكنني تأكيده، كوني قائد منطقة تضمّ 20 دولة ومن بينها إيران، أن ثمة قلقاً كبيراً في هذا الخصوص. وللمناسبة، إسرائيل ليست ضمن نطاق عملي ولا حتى الأراضي الفلسطينية. غير أن الأكثرية الساحقة من البلدان في هذه المنطقة تخشى الأعمال الاستفزازية والخطابة الاستفزازية التي تنتهجها إيران. فلا يثير تسليح المتطرفين الشيعة في العراق وتدريبهم وتمويلهم وتوجيههم مخاوفنا فحسب بل أيضاً مخاوف حكومة العراق التي أعربت عن قلقها أمام الدولة المجاورة لها في عدد من المناسبات في الماضي.
وتظهر الأموال التي تنفقها إيران على الأسلحة، والمتفجرات التي تحمل توقيعاً ولا تأتي سوى من إيران، والقذائف المتفجرة وما يشبهها في محافظة ميسان منذ أسابيع، أن هذا النوع من النشاط لا يزال مستمراً. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأسلحة الخارقة للدروع شديدة الانفجار التي لا تزال تصنع بانتظام.
وكما تعرفين، فإن مستويات العنف في العراق قد تدنّت بشكل لافت، فقد انخفضت من 160 هجوماً في اليوم الواحد في حزيران (يونيو) 2007 إلى ما بين 10 و15 هجوماً في الأشهر الخمسة أو الستة الأخيرة. ويشهد العراق اعتداءات مقلقة ينفذها تنظيم «القاعدة» وتوابعه من المتشددين السنة الذين يحاولون إعادة إطلاق شرارة العنف الطائفي كل ثلاثة أسابيع تقريباً.
إذاً لا تزال الأعمال الإيرانية مستمرة ضد العراق والقوات الأميركية في العراق؟
- نعم. قد تكون على نطاق أضيق مما كانت عليه قبل بدء القتال ضد الميليشيا التي أطلقتها قوات الأمن العراقية في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) 2008 وقبل العملية في البصرة والعملية في بغداد في مدينة الصدر. لم تعد الاعتداءات إلى هذا النطاق، ولكنها لا تزال مستمرة. ولا نزال نسجل بعض التفجيرات من وقت إلى آخر بالأسلحة الخارقة للدروع شديدة الانفجار. كما أننا عثرنا على صواريخ في المنطقة الخضراء في الأسابيع الأخيرة ولا شك أنها جاءت من إيران.
أقرّ الرئيس أوباما بالجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال التوجه إليها وتقديم الاحترام الذي لطالما قالت إنها تريده ومع ذلك لا تزال هذه الاعتداءات مستمرة كما تقول. وقد قدّم أوباما ما اعتبره البعض إطاراً زمنياً لإجراء المحادثات مع إيران. ويبدو أن الانطباع السائد هو أن الولايات المتحدة لن تلجأ إلى الخيار العسكري مهما كلّف الأمر، حتى لو حازت إيران على القدرة النووية العسكرية. هل يعتبر قول البعض بأن الولايات المتحدة هي نمر من ورق مسيئاً إلى القوات في المنطقة؟ هل يؤثر ذلك سلباً على معنويات القوات؟ ما هو رأيك بذلك.
- من الواضح أنني لا أشاطرك الرأي. أظن أن توصيفك عار عن الصحة وأنا لا أوافقك الرأي بتاتاً.
أنت تعني الجزء المتعلق بنمر من ورق. لكن ماذا عن الجزء الأول من السؤال؟
- أقول لك مرة أخرى إنني لن أعلّق على الفرضيات، فالأمر غير مجد برأيي. ثمة نية حسنة للاضطلاع بهذا الدور في حال أرادت إيران أن تكون عضواً فعلياً ومسؤولاً وبناءً في المنطقة. لكنني أظن أن الكرة في ملعبها على أكثر من صعيد. فهي من يقدم التدريب العسكري والتمويل والتوجيه إلى المتطرفين الشيعة في العراق والى «حزب الله» في لبنان وحركة «حماس»، وإلى حدّ ما الى «طالبان» في أفغانستان.
نحن نملك مصالح مشتركة معها. فإيران لا تريد أن تعود حركة «طالبان» للامساك بزمام الأمور حتى لا تتحكم هذه المنظمة المحافظة المتطرفة بجيرانها على الحدود الشرقية من أفغانستان. كما أنها لا ترغب في أن يتوسع نطاق الاتجار بالمخدرات الذي أساء إليها.
إذاً أنتم بحاجة إليها بقدر ما هي بحاجة إليكم؟
- الجميع يفهم طبيعة الحسابات. إلا أنني أردت فقط أن أشير إلى أنه ثمة بعض المصالح المشتركة التي تجمعنا بإيران ولكن من الواضح أيضاً أنه ثمة مصالح متعارضة أيضاً. وقد يسأل خبير في الشؤون السياسية أو باحث في العلاقات الدولية ما إذا كانت إيران تريد أن تصبح قوة «الوضع الراهن» أم أنها تعتزم أن تصبح قوة ثورية؟ هل تعمل على التوصل إلى هيمنة إقليمية أم أنها تريد أن تكون عضواً بناءً في منطقة الخليج وفي منطقة الشرق الأوسط الكبير وفي العالم.
وما هو الجواب برأيك؟
- ستجيب الأيام المقبلة على هذا السؤال.
هل تملك حضرة الجنرال خطةً خاصةً بإيران؟ فقد أعددت خطةً للخروج من العراق، أو بالأحرى خطةً من أجل العراق. ما هو تصوّرك الخاص بإيران؟
- غني عن القول بأنني في حال كنت قد أعددت خطة خاصة بإيران لما كنت لأطلعك عليها.
حسناً، لست أطلب منك تفاصيل. أنا أسألك فقط إن كنت أعددت خطة أم لا؟
- أكرر القول إنني لو كنت أملك خطة لما كنت لأطلعك عليها.
لا تطلعني عليها. أود فقط أن أعرف ما إذا كنت قد أعددت خطة؟
- لو كنت قد أعددت خطة لما كنت لأطلعك عليها، وأكرّر أنه من غير المفيد مناقشة هذا النوع من المواضيع ولن أناقشها.
دعني أحاول مرة أخرى...
- لا، دعيني أقول لك ما نقوم به. نحن نحاول تعزيز الهيكلية الأمنية في المنطقة ودعمها وبنائها. وقد أصبحت إيران أفضل باحث عن الشراكة مع القيادة المركزية في المنطقة. لقد ازداد قلق الدول إزاء ما تقوم به إيران كسعيها الواضح إلى حيازة التكنولوجيا النووية والأسلحة النووية المحتملة ووسائل الإطلاق... كما أنها أجرت اختباراً آخر لإطلاق الصواريخ.
ومع تزايد حجم هذا القلق، توثّقت العلاقات أكثر من أي وقت مضى بين دول المنطقة الخليجية والقيادة المركزية الأميركية والولايات المتحدة. وبهذا، عادت أنظمة «باتريوت» الاعتراضية إلى عدد كبير من هذه الدول، بسبب وجود رغبة أكبر في شراء المزيد منها، ومن الطيران الحربي والأسلحة الدفاعية الصاروخية ومن أنظمة الإنذار المشتركة المبكرة. وبصراحة، يعزى الأمر بشكل كبير إلى موقف إيران، لأن الأطراف كافة قلقة حيال ما تفعله وتقوله هذه الأخيرة. وبهذا، تريد أن تستعد للدفاع عن نفسها إن دعتها الحاجة. وتود شراء الأنظمة الدفاعية هذه لتتمكن من إحباط أي عملية قد تشنها إيران يوماً.
لمّح لي السيناتور جون كيري في مقابلة أجريتها معه منذ أسبوعين تقريباً إلى ضرورة إرساء نظام أمني جديد يكون دور إيران مركزياً فيه. فهل تشاطره وجهة النظر هذه؟ هل هذا هو ما تعملون لتحقيقه؟
- لست متأكداً مما كان يجول في خاطره. والواقع نحن نسعى لإنشاء هيكلية أمنية - وهي عبارة عن شبكات تساعد على تحسين القدرات الدفاعية لدى الطرفين، من خلال العلاقات التي تنشأ معنا والتي تتطور أيضاً إلى علاقات متعددة الأطراف.
بما في ذلك إيران؟
- في الواقع، لا نعرف. من الواضح أن إيران ليست مشمولة. فلا تجري حاليا أي محادثات بين الجهات العسكرية لدينا والجهات العسكرية الإيرانية.
لا تفعلون ذلك إذن. هل تعني أنه لا تواصل بين السلطات العسكرية لديكم والسلطات العسكرية في إيران؟
- لا. باستثناء بعض الأنشطة البحرية العرضية المبنية على التواصل بين محطات إرسال السفن التي تدخل في سياق الأعمال الطبيعية على صعيد دولي إن أردنا التحكم بأي سفينة في عرض البحر.
هل هناك ما يسمى برؤية حول نظام أمني جديد في المنطقة خارج نطاق ما شرحته، أعني على نطاق أوسع، من شأنه فعلاً أن يغير الموازين القائمة؟
- أعتقد أنه في حال وجود نظام من هذا القبيل، فهو افتراضي إلى حد كبير في الوقت الحالي ومن المؤكد أنه لم يصل بعد إلى أيادي السلطات العسكرية، متى تعلق الأمر بالقيادة المركزية.
سبق أن ذكرت قبل قليل أن إيران تستمر بأعمال لا ترحبون بها، سواء كان ذلك في العراق أو في أماكن أخرى...
- في الواقع، لا يقتصر الأمر علينا فحسب. ولا يقتصر الأمر على الولايات المتحدة. بل يشمل دول المنطقة كافة. وهذا ما دعاها إلى تعزيز شراكتها معنا، والعمل أكثر بالتعاون معنا، في ما يشكل احتضاناً حقيقيا أقدمت عليه القيادة المركزية والولايات المتحدة ودول غربية أخرى. حتى أن فرنسا افتتحت أخيراً قاعدة عسكرية في الإمارات العربية المتحدة.
أخبرني عن ذلك. ما رأيك في هذا الموضوع؟
- أعتقد أنه رائع.
لماذا؟
- أعتقد أن تحالف الإمارات العربية المتحدة مع حلفائنا ومع شركائنا في الائتلاف - أي حلفائنا داخل حلف شمالي الأطلسي وشركائنا في الائتلاف في أفغانستان - خطوة ممتازة إلى الأمام.
كانت الولايات المتحدة قد أعلنت في الماضي أن إيران وسورية تستمران في تسريب الأسلحة عبر الحدود السورية إلى لبنان، لإرسالها إلى أطراف مختلفة، لا تقتصر بالضرورة على الميليشيات اللبنانية، إنما تشمل أيضاً آخرين...
- لا يزال القلق ينتابنا، مع أن عدد المقاتلين الأجانب الداخلين إلى العراق عن طريق سورية تقلص إلى حد كبير...
كنت أتحدث عن لبنان.
- أنا أتحدث الآن عن العراق. مع أن عدد المقاتلين الأجانب الذين يقصدون دمشق ثم يتسللون إلى العراق انخفض إلى حد كبير، أي أقل من 120 مقاتلاً، وهو رقم شكل ذروة في مجال دخول المقاتلين الأجانب، إلى عدد قد يقل عن 20 مقاتلاً، أو حتى عن 10 مقاتلين في بعض الأشهر، لا يزال الأمر مستمراً ونحن ندرك ذلك. وقد أمسكنا بتونسيين أخيرا.
هل تعني أن السوريين لا يزالون يسمحون للمقاتلين بعبور حدودهم للدخول إلى العراق؟
- ما أقوله هو أن المقاتلين يعبرون سورية ويدخلون إلى العراق وأن هذا أمر حاصل. لم أقل أنهم يسمحون بذلك. ويأمل المرء طبعاً ألا تكون الأمور على هذه الحال. حيث أن أي حكومة تريد القيام بأعمال مع العراق وإنشاء معبر سوري إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط لن تسمح لمقاتلين أجانب التحرك في أرجاء بلادها والتسبب بمشاكل في العراق.
إلا أن الواقع يفيد بأن المقاتلين الأجانب لا يزالون قادرين على القيام بذلك. وقد أمسكنا بشخص تونسي. وقد فجر تونسيون آخرون كنا على علم بهم أنفسهم لأن هذا التونسي أخبرنا بالأمر ولأننا أمسكنا بشخص يسهّل دخول المقاتلين الأجانب، وكان قد ساعد على حصول هذا كله.
ونحن نحصل على معلومات استخباراتية بشكل منتظم إلى حد ما. وتجدر الإشارة إلى أن تونس اتخذت أخيراً بعض الإجراءات حيال الدول التي يأتي منها هؤلاء الأفراد. والواقع أن هذه الدولة برعت في الحد من قدرة الذكور العسكريين الكبار في السن من السفر إلى دمشق وشراء بطاقات سفر باتجاه واحد إلى هناك. ما يعني أن جهوداً كثيرة تبذل للتصدي لهذا النوع من النشاط، إلا أن بعضاً منه لا يزال يحصل حتى الآن.
هل نعلم مكان الجنود الذين منعوا من الدخول إلى العراق عبر سورية؟ هل هم في سورية؟ هل تمّ نقلهم إلى لبنان؟ هل تسلّلوا إلى مكانٍ آخر؟ أين هم؟
- حسناً، عاد البعض منهم إلى ديارهم. والبعض الآخر، قُتل أو اعتُقل وعددهم لافت. مع مرور الوقت أو تدريجاً، تمت إعادة بعض المقاتلين، الذين كانوا في عهدة الحكومة العراقيّة، إلى ديارهم.
إذاً أنت لا تعتقد أنّ البعض منهم موجود في سورية؟
- من الممكن جداً وجود البعض منهم هناك.... فنحن على علمٍ بوجود خلايا في سورية. لا شكّ أنّ ثمة ميسّرين ل «القاعدة» في سورية. وعلى هذا النحو ينتقل المقاتلون الأجانب إلى دمشق ومن ثمّ إلى الحدود. وبالتأكيد يتحرّك الميسّرون والخلايا بين سورية والعراق ومن ثم يعودون إلى سورية، وبالتالي يساعدون المقاتلين الأجانب على الانتقال إلى العراق. وكما ذكرت آنفاً، يشكّل الانتحاريّون عدداً منهم، وعرفنا أخيراً أنّهم ينتمون إلى الهويّة التونسيّة. ونتلقّى بصورةٍ دوريّة معلومات استخباراتية حول حدوث أمور مشبوهة. بيد أنّ عددهم أقلّ بكثير ممّا كان عليه في بداية الهجمات. وأكرر أن عددهم انخفض من 100 أو 120 هجمة ليبلغ حتماً ما دون ال20 أو ما دون ال10 في غضون شهر معيّن. ولكن ذلك لا يزال مستمرّاً وهذه المسألة تشكّل مصدر قلق للعراق ولنا كذلك، لأنّهم يقتلون المدنيّين العراقيّين والقوّات العراقيّة وبعض قوّات التحالف.
أودّ التطرّق إلى موضوع لبنان بإيجاز. صرّحت الولايات المتحدة أنّ تسريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانيّة السوريّة إلى لبنان لا يزال مستمرّاً. هل هذا صحيح؟ هل أنت قلق بشأن ذلك؟ هل من إجراءاتٍ تقومون بها حيال ذلك؟ ما الذي تعرفه في هذه المسألة؟
- نعم، ثمّة قلق حيال هذه المسألة. وبالتأكيد، قام «حزب الله» بالتسلّح مجدّداً عقب الحرب التي حصلت قبل ثلاث سنوات. نحن قلقون على وجه الخصوص بشأن الصواريخ والقذائف الطويلة المدى التي دخلت إلى لبنان وفقاً للتقارير، ولا شكّ في أنّ مصدرها إيران. وفي الواقع، تمّ اعتراض سفينة مرّة واحدة، وتمّ تفريغها في بلدٍ غير البلد المقصود أي سورية.
وماذا حصل حينها؟ وماذا حصل على أثرها؟
- لم تصل هذه الأسلحة إلى سورية إذ بقيت في مكانٍ آخر. وبالتالي، منعت السفينة المحمّلة بالذخائر والأسلحة من الوصول إلى سورية.
كان مصدر تلك السفينة قبرص. أهذا ما كنت تتكلّم عنه. ماذا حلّ بهذه المسألة؟
- ما حصل أنّ هذه الأسلحة منعت من الوصول إلى سورية.
كانت الولايات المتّحدة تجهّز الجيش اللبناني وتقوم بتدريبه. ولمّح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء زيارته إلى بيروت إلى أنّ هذه الإجراءات لن تستمرّ في حال فاز حزب الله في الانتخابات ووصل إلى الحكومة اللبنانيّة. أعتقد أنّ الولايات المتحدة توقّفت عن تدريب الشرطة الفلسطينية عندما فازت حركة «حماس» في الانتخابات. ما الذي سيحصل في المرحلة المقبلة في لبنان؟
- ستحصل الانتخابات في المرحلة المقبلة.
كلاّ، أنا أعني في حال توقّفتم عن التدريب؟
- لن أتكلّم عن الفرضيات وما يتأتى عنها. لن أدخل في الفرضيات حتّى يصدر قرار سياسي فعلي.
يقلق العديد من الناس بشأن تنفيذ عمليّة عسكريّة إسرائيلية في لبنان بهدف ضرب صواريخ «حزب الله»، علماً أنّ مصدر هذه الصواريخ هو إيران. هل تثير قلقك هذه المسألة؟
- لن أتكلّم عن هذه المسألة حاليّاً. تذكّري أنّ إسرائيل ليست ضمن منطقتي.
لكنّني في الواقع أتحدّث عن لبنان.
- هناك دائماً قلق بشأن اندلاع العنف في أيّ منطقة. ولكنّني لن أدخل في فرضيات هذه المسألة أو تلك، ولا حتّى في أي فرضيات.
ماذا تودّ...
- احرصي على أن يكون هذا السؤال الأخير لأنه يجدر بي الذهاب إلى مأدبة العشاء.
أعطني أرجوك ثلاث...
- كلاّ، انتهت المقابلة. عليّ الاستعداد لهذا العشاء.
حسناً، دعني اختر سؤالين. ولكن في حال سمحت لي بسؤالٍ واحدٍ إذاً عليّ أن..
- أنا حقّاً آسف، ولكن لديّ حربين أخوضهما وعشاء أحضره.
في الواقع كنت أرغب في تناول قضيّة باكستان...
- حسناً، تفضّلي.
لقد عدت توّاً من باكستان وأفغانستان والتقيت قائد الجيش وجاء عن لسانك أنّه في حال لم تكن الحكومة المدنيّة قويّة إن الجيش قوي...
- لم يأت عن لساني يوماً قول مماثل. ولم أصرّح حتى عن اللقاءات التي قمت بها في باكستان.
ولكنك التقيت قائد الجيش اشفاق برويز كياني.
- لن أطلعك على ذلك. كنت في باكستان، وقمت بلقاء زعماء باكستانيّين عدة.
ومن بينهم كياني؟
- ما هو السؤال؟
هل التقيت كياني؟
- لن أفصح عن أسماء من التقيتهم. كنت في باكستان ولكنّني متأكّد من أنني لم أتفوّه بكلمة عن الحكومة المدنيّة.
حسناً.
- لم أخبر أحداً عما قلته أو فعلته في باكستان وتمّ نقله.
لهذا السبب نقوم بنقل ذلك إعلامياً.
- حسناً. تفضلي بالسؤال. لن أصرّح بشيء إعلامياً.
ما الذي حصل؟ أعني هل تكلّلت زيارتك بالنجاح؟ هل حققت ما كنت تتمناه؟ هل تخشى بلقنة باكستان؟ كانت حركة طالبان تصرّح بأنّها ستقوم بهجمات عنيفة على المدن...
- حسناً، هذا هو السؤال الأخير الذي سأجيب عليه. بصراحة، أمضيت نهاراً جيّداً في باكستان، التقيت العديد من المسؤولين الأميركيّين والباكستانيّين ولكنني فوجئت لدى رؤية عوامل عدة مجتمعة ضدّ حركة «طالبان». يرفض الناس والرأي العام «طالبان» بطريقةٍ لم أعهدها من قبل. ويرفض الزعماء السياسيّون كافة باستثناء متطرّفٍ أو اثنين حركة «طالبان» في حين يدعمون العمليّات العسكريّة. وقام الزعماء الروحيّون بإصدار فتاوى بحقّ الحركة في الوقت الذي يتابع فيه الجيش الحملة في المقاطعة الحدوديّة الشماليّة الغربيّة في بونير ومقاطعة دير السفلى ووادي سوات. وفي الواقع، قاموا بتعزيز العمليّات واستمرّت هذه في بقعٍ متعدّدة من المناطق القبليّة التي تخضع للإدارة الفيديراليّة.
لذا أعتقد أنّ ما حصل هو أنّ «طالبان» تحولت حافزاً يفرض نسبة معيّنة من الوحدة التي تقف في وجهها بسبب الأعمال التي قام بها عناصرها في سوات، والممارسات القمعيّة التي فرضوها إثر الاتّفاق الذي تمّ توقيعه مع الحكومة بالقوّة وقاموا بانتهاكه على الفور، ومن ثمّ من خلال الانتقال خارج سوات إلى بونير ومقاطعة دير السفلى، وبالتالي شكّلوا خطراً على الحكومة، وأدّت هذه الأمور مجتمعةً إلى تحالف القوى كافّةً والوقوف في وجههم. أظنّ أنّ لهذا الأمر أهمّيّة.
لا أتحدّث عن التشاؤم أو التفاؤل بعد الآن. أتحدّث عن الواقعيّة. والواقع هو أنّ الأمر سيكون بغاية الصعوبة. والواقع هو أنّ «طالبان» والمنظّمات المتطرّفة الأخرى ستقاتل من جديد كما فعلت على الدوام لمجرّد التعرّض لها. ولقد شهدنا على البعض من تلك التصرّفات، كتفجير السيّارات والتفجيرات الانتحارية في لاهور وبيشاور.
ولكن مجدّداً، لم أر يوماً شيئاً مماثلاً. والجدير ذكره أنّ باكستان هي التي تخوض قتالها. باكستان لا تخوض قتالنا. لا تتعلّق المسألة بقيام باكستان بشنّ حرب أميركا على الإرهاب، تتعلّق المسألة بباكستان التي تقاتل في وجه تهديدٍ يعرّض وجود الحكومة الباكستانيّة نفسه للخطر، إنّه تهديد يعرّض وجود الدولة الباكستانيّة للخطر بكلّ ما للكلمة من معنى. وللمرّة الأولى على الأقلّ، وأعتقد منذ الحادي عشر من أيلول، نرى اتّحاد هذه القوى كافّة في وجه أولئك المتطرّفين.
إذاً، أنت لا تخشى بلقنة باكستان؟
- لا. ليس في الوقت الحاضر.
قلت «ليس في الوقت الحاضر». لاحظت ذلك.
- لا. ليس في الوقت الحاضر. أنت تعلمين أنّني لن أتكلّم عن «ما قد يحصل» والفرضيات مجدّداً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.