في ذات مرة قال مذيع البرامج الحوارية لاري كينغ إن الانسان ينطق ب 18 ألف كلمة في اليوم في المتوسط.ويقول كينغ وهو أحد أشهر مذيعي البرامج الحوارية في العالم إنه في حالته قد يزيد الرقم قليلا.وظل الرجل الذي وصفته مجلة أمريكية بأنه «سيد الميكروفون» معلما بارزا في مجال البرامج الحوارية قرابة 40 عاما وقد أجرى أكثر من 40 ألف مقابلة إذاعية وتلفزيونية. وكان ظهوره على الساحة العالمية في 3 حزيران/يونيو عام 1985 ببرنامجه على شاشة تلفزيون (سي إن إن) «لاري كينغ لايف (على الهواء)». وكان برنامجه أول برنامج حواري يذاع دوليا ويسمح للمشاهدين في أي مكان في العالم بالاتصال وطرح أسئلة. وأعطى البرنامج الصوت الباريتوني غير المريح شهرة كشهرة أبرز ضيوفه. يقدم لاري كينغ برنامجه الذي يستمر ساعة خمس مرات في الاسبوع وهو دائما ما يرتدي قميصا وبنطالا ذا حمالات من الاستوديو الخاص به في نيويورك أو لوس أنجليس أو من أي مكان تقوده إليه الاخبار. وهذا البرنامج هو الاشهر على شاشة (سي إن إن) منذ 25 عاما. وتحتفل (سي إن إن) بذكراه ال25 في أول حزيران - يونيو المقبل. ولد كينغ البالغ من العمر 71 عاماص لمهاجرين يهوديين روسيين في بروكلين بنيويورك وكان اسمه لورنس هارفي زيجر. وحتى حينما كان في السابعة من العمر أطلق عليه أصدقاؤه اسم «المتكلم». وكان الواضح أن كينغ يتمتع بموهبة التحدث في المناسبات. قال كينغ لوكالة الانباء الالمانية في مقابلة عبر البريد الاليكتروني «من ذكريات نشأتي الاولى في بروكلين وقوفي على ناصية شارع 86 وباي باركواي أعلن ماركات السيارات المارة». وأول من استضافه كينغ هو ماريو كومو الذي شغل بعد ذلك منصب حاكم نيويورك. ورغم أن كينغ يجد صعوبة في تحديد مقابلة لا ينساها في حياته فإنه يعتبر المغني فرانك سيناترا ضيفه المفضل. واستضاف كينغ كل رؤساء الولاياتالمتحدة منذ بدأ برنامجه من الرئيس الامريكي جيرالد فورد. ومن ضرباته المميزة في عام 1995 استضافته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي إسحاق رابين والملك حسين ملك الأردن كلهم معاً في لقاء تاريخي واحد. وكينغ من قلة من مذيعي البرامج الحوارية الذين حققوا ثروة من هذا النشاط. ويعد دخله من (سي إن إن) سرا تجاريا لكن مجلة نيويورك بوست نقلت مؤخرا عن مطلعين ببواطن الامور أن دخله السنوي في عام 2002 تضاعف إلى 14 مليون دولار بعد محاولة من شبكة منافسة للتعاقد معه على برنامجه الحواري. ومن أقوال كينغ المأثورة ما أورده في كتابه الذي حقق مبيعات واسعة «كيف تتحدث إلى أي إنسان في أي وقت في أي مكان» أن الطريق إلى النجاح الاجتماعي والمهني يتهيأ من خلال الحوار. يقول وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر إن السير على قواعد كينغ (كن مستعدا دوما وأصغ دوما إلى من تتكلم معه ولا تتخل عن روح الدعابة) يمثل نصيحة جيدة لمذيعي البرامج الحوارية وغيرهم.