نقل أمس تاجر السلاح السوري المقيم في اسبانيا منذر الكسار، الموقوف بطلب من الادارة الاميركية، وسط اجراءات امنية مشددة في طائرة مروحية من سجنه قرب مدريد الى مطار القاعدة الاميركية سابقا"تورريخون"ليسلم الى الاميركيين. وذلك، بقرار من مجلس الوزراء الاسباني في السادس من الشهر الجاري بعد تعهد الاميركيين بعدم الحكم عليه بالاعدام. والمعروف ان الكسار الذي قال دائما عن نفسه انه"تاجر سلاح"حوكم سابقا في اسبانيا بتهمة مشاركته في خطف الباخرة"اكيلي لاورو"ومقتل مواطن اميركي عليها. ولم يتمكن القاضي من اثبات تورطه ومنعت عنه المحاكمة بسبب عدم صحة الأدلة ضده. وحوكم مرة اخرى بتهمة تزوير وثائق ارجنتينية، فأثبت للقضاء علاقته بالرئيس الارجنتيني آنذاك كارلوس منعم وادارته التي منحته تلك الوثائق. وأبعد الكسار أكثر من مرة من اسبانيا حيث يملك استثمارات وقصرا، وربطته معرفة شخصية بوزير الداخلية خوسيه بارريونويفو وكبار معاونيه، في أوائل الثمانينات، واستعانت وزارة الداخلية به أكثر من مرة لإفشال اعتداءات كان أبرزها تفجير معبد يهودي في فرنسا. وفي الوقت الذي بقيت الاستخبارات الاسبانية مخلصة، الى حد ما، مع الكسار، لم يغفر له الاسرائيليون والاميركيون علاقاته مع منظمات فلسطينية راديكالية وقياداتها بخاصة"ابو نضال"و"ابو عباس"، والتي بدأت في منتصف السبعينات في بيروت واليمن. فبعد نحو 20 عاما من المحاولات تمكنت اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية من نصب فخ له أقنع الاسبان بضرورة تسليمه. فالاتهامات ضده واضحة، بحسب رئاسة الوزراء الاسبانية، وتشمل"التآمر من أجل القيام بأعمال إجرامية والاعتداء على شخصيات رسمية او رجال أمن أو موظفين وتبييض الاموال". أما الاميركيون فيقولون انه اجتمع في ماربيا ومدريد، بين شباط فبراير وحزيران يونيو 2007 بعملاء لهم قالوا له انهم من"القوات الثورية المسلحة الكولومبية"فارك، وأبرم صفقة سلاح معهم تضمنت بنادق قنص ورشاشات ومسدسات وذخيرة وقنابل وغيرها. وبحسب هذه الرواية، عرض عليهم ارسال الف عنصر من المرتزقة للقتال في كولومبيا اضافة الى تسليمهم متفجرات وتدريبهم على استعمالها. ووعدهم بتسليمهم صواريخ أرض - جو لمواجهة المروحيات الاميركية كما اعطاهم رقم حسابه في مصرف اسباني. وطلبت واشنطن توقيف الكسار في السابع من حزيران الماضي وقدمت طلب تسلمه في الشهر التالي. وبعد مرحلة من التردد، وافقت المحكمة على التسليم منذ تشرين الاول اكتوبر الماضي بقرار لم يصبح مبرماً حتى نيسان ابريل. وتؤكد مصادر الاستخبارات الاسبانية، كما نشرت صحف في مدريد، ان أحد أجهزتها قدمت تقريرا قبل نهاية السنة يحذر من تسليم الكسار"الذي يتعاون معنا منذ سنوات"، ونظرا الى"المخاطر التي يتسبب بها تسليمه". واشارت صحيفة"الموندو"الى رسالة من الاستخبارات السورية لنظيرتها الاسبانية تقول فيها:"اذا كنتم تظنون اننا سنتخلى عن هذه القضية التي يقوم بها الاميركيون ضد مواطننا، تكونون لا تعرفوننا حقيقة ولم تعودوا اشقاء لنا". واكدت الصحيفة ان الرسالة اشارت الى وعد من وزير الخارجية ميغيل انخيل موراتينوس بعدم تسليم الكسار.