اعتقلت السلطات الاسبانية أمس، تاجر السلاح السوري الاصل منذر الكسار لدى وصوله الى مطار مدريد قادماً من مقر اقامته في ملقة جنوب، وذلك بناءً على مذكرة توقيف أميركية بتهمة محاولته بيع أسلحة الى متمردي القوات المسلحة الثورية في كولومبيا"فارك"، بينها أنظمة صواريخ ارض - جو وقاذفات صواريخ وبنادق آلية وطلقات الذخيرة." واشارت السفارة الاميركية في مدريد الى ان طارق موسى الغازي ولويس فيليب مورينو اعتقلا في رومانيا بالتهم ذاتها والتآمر مع الكسار لقتل أميركيين، كما أن الكسار ومورينو مطلوبان بتهم غسل أموال. وأمام الولاياتالمتحدة فترة 40 يوماً لتقديم مستندات تدعم طلب تسليمها الكسار الذي يعيش في اسبانيا منذ نحو عشرين سنة، بعدما سجن أكثر من مرة في بلدان أوروبية. وواجه منذ ذلك الحين مواقف صعبة واخرى أشبه بشهر العسل مع السلطات الامنية والقضائية الاسبانية. واتهم القاضي بالتازار غارثون المختص بقضايا الارهاب الكسار بالتورط في خطف السفينة"اكيلي لاورو"الايطالية التي تورط الزعيم الفلسطيني"ابو العباس"بخطفها عام 1985، بحجة علاقة الكسار الوطيدة مع"ابو العباس". وسجن تاجر السلاح سنة، قبل ان يخرج بكفالة قيمتها نحو 12 مليون يورو، إثر الغاء المحاكمة بسبب خطأ عدم طلب القاضي غارثون المستندات اللازمة لتفتيش منزل الكسار في مدينة بولونيا الايطالية. ومثل الكسار شركات اسبانية في صفقات بيع اسلحة الى دول اميركية وافريقية وعربية. وهو استضاف وزير الداخلية ووزير الدولة وكبار مسؤولي الشرطة منذ سنوات. كما انقذ بلداناً أوروبية من عمليات ارهابية مهمة استهدفت احداها مركز عبادة يهودي في فرنسا. وفي ايطاليا، بدأت محاكمة رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية نيكولو بولاري وعدد من كبار معاونيه و26 عميلاً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي، بتهمة خطف إمام مسجد ميلانو المصري الأصل أسامة حسن مصطفى نصر المعروف ب"أبو عمر"في 17 شباط فبراير 2003 وتسليمه إلى مصر. وتحولت الجلسة الأولى معركة قانونية صعبة بعدما طالب محامو المدعى عليهم المحكمة برئاسة القاضي اوسكار مادغي عدم اعتماد التوكيل الممنوح من"أبو عمر"لمحاميه منتصر الزيّات. لكن المحامين أثبتوا صحة التوكيل، قبل ان ترجأ الجلسة الى 18 الشهر الجاري لبت طلب هيئة الدفاع عن المتهمين إرجاء المحاكمة الى حين الفصل في دستوريتها. ويعتبر هذا الملف الأول الذي يشهد توجيه اتهامات لعملاء في"سي آي أي"لدى تنفيذهم البرنامج الأمني المرتبط ب"مكافحة الإرهاب". وهم سيحاكمون غيابياً، فيما أعلن محامي دفاع رئيس الاستخبارات العسكرية السابق بولاري أن موكلّه سيحضر المرافعات"في حال الضرورة". وفي تقريره الثاني عن النشاطات غير المشروعة ل"سي آي أي"في اوروبا، أكد المقرر الخاص لمجلس اوروبا ديك مارتي ان الوكالة الاميركية"دمرت"مكافحة الارهاب بخطفها ابو عمر في ميلانو. وأضاف ان الولاياتالمتحدة رغبت في فرض"حرب بلا قواعد"على الإرهاب،"ما افضى الى كارثة خطف مشبوهين سراً وتعذيبهم"، مشيراً الى ان الولاياتالمتحدة وقعت اتفاقاً سرياً مع الحلف الاطلسي ناتو في الرابع من تشرين الاول اكتوبر عام 2001 سمح ل"سي آي أي"بسجن اشخاص يشتبه في انهم"ارهابيون"في اوروبا.