اغتال مجهولون الشيخ عبدالله فلك مسؤول الحقوق الشرعية في مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني طعناً في شارع الرسول في مدينة النجف التي شهدت اثر الحادث استنفاراً أمنياً مشدداً وإغلاقاً كاملاً للمدينة القديمة. جاء ذلك في وقت أعلنت السلطات المحلية في كربلاء إنشاء قوة قتالية للرد السريع وحالات الطوارئ تتولى حفظ الأمن والاستقرار في المحافظة. وأوضح ناطق باسم الشرطة في النجف أن قوات الأمن عثرت ليل أول من أمس على جثة الشيخ عبدالله فلك الذي يتولى ادارة الشؤون المالية للسيستاني بعد ساعات من اغتياله على أيدي مجهولين داخل منزله. وذكرت مصادر في الشرطة ل"الحياة"أن"مسلحين اقتحموا منزل الشيخ عبدالله فلك في شارع الرسول في محلة البراق على بعد حوالي 50 متراً عن مقر اقامة السيستاني، وطعنوه مرات، ما تسبب بمقتله على الفور، ثم لاذوا بالفرار". يذكر أن شارع الرسول هو أحد أهم شوارع النجف، ويقع قرب ضريح الامام علي بن أبي طالب، ويضم عدداً من مكاتب المراجع أهمها مكتب السيستاني ويخضع إلى إجراءات أمنية مشددة. وأكدت مصادر في مشرحة مستشفى الصدر التعليمي في النجف حيث نُقلت الجثة أن"الشيخ عبدالله طعن أربع طعنات أودت بحياته في الحال". يذكر أن الشيخ عبدالله فلك يدير الشؤون المالية قسم الحقوق الشرعية في مكتب المرجعية الدينية في النجف، وهو أيضاً وكيل السيد السيستاني في مدينة البصرة وعدد من المدن الجنوبية. وساد التوتر والحذر بين أهالي النجف بعد الحادث، وخصوصاً أن هذه المنطقة تتمتع بحصانة أمنية، إذ تعتبر مغلقة بالكامل ومحاطة بأسوار حديدية من كل اتجاهاتها، ولا يمكن المرور عبرها أو الدخول الى مناطق مكاتب ومنازل المرجعيات ووكلائهم الا بعد تفتيش دقيق، ما أثار تساؤلات عن الجهة المنفذة لعملية الاغتيال وأهدافها. وانتشر رجال الجيش والشرطة والحرس الوطني في أنحاء المدينة ونصبوا نقاط التفتيش، فيما تواصلت التحقيقات للكشف عن ملابسات الحادث. ولم تتمكن الشرطة في عدد من محافظاتجنوبالعراق من كشف ملابسات اغتيال عدد من وكلاء السيستاني في النجف وكربلاء خلال الاشهر الماضية. إلى ذلك، أعلن مدير قيادة شرطة كربلاء تشكيل قوة قتالية للرد السريع وحالات الطوارئ تتولى حفظ الأمن والاستقرار في المحافظة، فيما أُقيم مركز للشرطة النهرية لحماية ضفاف بحيرة الرزازة شمال غربي كربلاء. وقال العميد رائد شاكر جودت ل"الحياة"إن هذه"القوة تتكون من 600 منتسب من دورة المتخرجين الجدد بعد إدخالهم في تدريبات مكثفة في فنون القتال الأعزل ومكافحة الجريمة وملاحقة المجرمين والإرهابيين". وأضاف:"كما استحدثنا مركزاً للشرطة النهرية قرب بحيرة الرزازة 15 كلم شمال غربي كربلاء سيكون على عاتقه حماية ضفافها ومراقبة حركة المسلحين والمجرمين والإرهابيين في المناطق الغربية. وأعلن الناطق باسم قيادة الشرطة رحمن مشاوي وضع سيارتي"سونار"لكشف المتفجرات في نقطتين للتفتيش في المدينة. وأضاف"أن قيادة شرطة كربلاء وضعت سيارتي سونار لكشف المتفجرات من نوع BGV في نقطتي تفتيش". وفي خصوص فاعلية تلك الاجراءات، قال مشاوي إن السيارتين يقودهما كادر متخصص ومتدرب، مشيراً إلى أن"التجربة أثبتت نجاح عملهما من خلال فحصها كثيراً من السيارات الداخلة إلى المدينة". وكانت شرطة كربلاء نصبت الشهر الماضي كاميرات مراقبة وسط المدينة، تنقل الصور إلى غرفة خاصة، وتحتفظ بها لفترة ثلاثة أشهر.