هز انفجار سيارتين مفخختين امس الاحد مدينتي النجف وكربلاء فسقط ما لا يقل عن 62 قتيلا و200 جريح بعد فترة استقرار استمرت نحو اربعة اشهر وقبل 40 يوما من الموعد المقرر للانتخابات العامة في العراق التي تتمسك المرجعيات الدينية الشيعية والسلطة العراقية باجرائها في موعدها فيما تطالب احزاب اخرى سنية وعلمانية بارجائها بسبب الوضع الامني المتدهور والعمليات العسكرية الأميركية.وعلى بعد 100 متر فقط من مرقد الامام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، في مدينة النجف (160 كلم جنوببغداد) انفجرت سيارة مفخخة في شارع بنات الحسن فلقي 48 شخصا مصرعهم واصيب 90 بجروح، كما اكد لمراسل فرانس برس المعاون الطبي حسين هادي من قسم الطوارىء بمستشفى الحكيم.واوضح بهاء الجزائري مدير مكتب قائد شرطة النجف انه عند الساعة 15.15 انفجرت سيارة مفخخة في شارع بنات الحسن وادت الى وقوع اصابات. وفرضت الشرطة منع التجول في النجف واقامت 35 نقطة تفتيش كما افاد الملازم اول حيدر الجزائري. ويقع شارع بنات الحسن على بعد مائة متر الى الجنوب من مرقد الامام علي وهو شارع مزدحم يضم محلات تجارية وعيادات اطباء لا يوجد فيه اي مركز للشرطة. وعزا مصدر من الشرطة رفض الكشف عن هويته اختيار هذا الشارع لتفجير السيارة المفخخة لايقاع اكبر عدد من القتلى. وتزامن انفجار السيارة المفخخة مع تشييع شخصية عشائرية من النجف كان يجري على بعد نحو 400 متر من موقع الانفجار بحضور محافظ النجف عدنان الذرفي وفق شهود عيان. يذكر بان انفجار سيارة مفخخة قرب مرقد الامام علي في النجف في آب اغسطس عام 2003 اسفر عن مقتل 83 شخصا من بينهم السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. وقبل ساعتين من تفجير النجف، انفجرت سيارة مفخخة في كربلاء التي تبعد 50 كلم عن النجف فسقط 14 شخصا مصرعهم واصيب 57 اخرون بجروح كما اكد علي العرداوي مدير قسم طوارىء مستشفى الحسين. وقال الناطق الرسمي باسم مديرية شرطة محافظة كربلاء رحمان مشاوي ان السيارة المفخخة كان يقودها انتحاري وفجرها في الساعة 13.15 في كراج للسيارات كان مليئا بسيارات من طراز ميني باص لا يبعد اكثر من 200 متر عن مرقد العباس. واضاف ان الانتحاري كان يستهدف مقر أكاديمية الشرطة في وسط المدينة لكنه لم يستطع الوصول اليها بسبب العوائق ونقاط التفتيش فقام بتفجيرها في هذا المكان. ويوم الأربعاء تم تفجير عبوة ناسفة على مقربة من مكتب الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في كربلاء. واسفر الانفجار الذي وقع الأربعاء عند احد مداخل مرقد الامام الحسين عن مقتل سبعة عراقيين وعن اصابة 32 اخرون بجروح من بينهم الكربلائي. وكانت هذه المناطق قد شهدت حالة استقرار وهدوء منذ انتهاء المواجهات في آب اغسطس الماضي بين انصار الزعيم الجنوبي مقتدى الصدر وقوات التحالف. بالمقابل وفي بغداد نعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ثلاثة من موظفيها قتلوا صباح الاحد في كمين نجا فيه اثنان آخران وكانوا يستقلون سيارتهم. قال فريد ايار ناطق المفوضية العليا للانتخابات في العراق ان مقاتلين اخرجوا ثلاثة موظفين بالمفوضية من داخل سيارة وقتلوهم بالرصاص. وأكد مصدر بالشرطة العثور على ثلاث جثث قرب شارع حيفا وهو شارع رئيسي في وسط بغداد شهد هجمات متكررة. وقال شهود عيان ان مسلحين فتحوا النيران على السيارة قبل اخراج الثلاثة منها واطلاق الرصاص عليهم وبعد ذلك أضرموا النيران في السيارة وتركت الجثث مسجاة في الشارع بجانب الحطام المحترق. ثم أقام مقاتلون مسلحون ببنادق كلاشنيكوف ومسدسات حاجز طريق في الشارع وأجبروا السيارات على التوقف وفتشوها. وحذر مسؤولون أمريكيون وعراقيون من احتمال تصاعد الهجمات خلال الفترة السابقة على الانتخابات وهي أول انتخابات ديمقراطية في العراق منذ نحو نصف قرن. ويقول مسؤولو الانتخابات ان 14 محافظة من بين محافظاتالعراق الثماني عشرة آمنة بما يكفي لاجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقال لوكالة أنباء رويترز رجل زعم أنه يمثل المسلحين ان مقاتلين خطفوا عشرة عراقيين يعملون لدى شركة أمن أمريكية ويهددون بقتلهم ما لم تنسحب الشركة من العراق. وعرضت تلفزيونا العربية والجزيرة شريط فيديو للرهائن امس. تفجير كربلاء سقط فيه 14 قتيلا