بدأت في القاهرة أمس محادثات بين المسؤولين المصريين ووفد حركة "الجهاد الإسلامي" برئاسة نائب الأمين العام للحركة زياد النخالة وعضوية القياديين أبو السعيد المناوي وخالد البطش. وتأتي هذه المحادثات في اطار الحوارات التي تعقدها القاهرة مع كل من الفصائل الفلسطينية الخمسة فتح وحماس والجهاد والشعبية والديموقراطية بهدف التوصل إلى ضمانات بعدم العودة إلى الاقتتال الداخلي عبر اتفاق يكون ملزماً للجميع، فضلا عن بحث تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، ومسألة التهدئة مع الجانب الإسرائيلي. وكانت الجمعة انتهت المحادثات مع وفدي"فتح"و"حماس". وكان وفد"الجهاد"التقى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان مساء امس قبيل ختام محادثاته في القاهرة اليوم. وكشف القيادي في الحركة خالد بطش ل"الحياة"أن الامين العام للحركة رمضان شلح سيحضر اللقاء الموسع لكل الفصائل الفلسطينية في المنتصف الثاني من الشهر الجاري والمقرر ان يحضره كل من الرئيس محمود عباس ابو مازن ورئيس الحكومة اسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل. وشدد البطش على أن أي حديث عن التهدئة لا يشمل وقف العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين بكل صوره ليس له معنى، لافتاً الى ان"لدى اسرائيل علم بكل الشروط الفلسطينية لعقد تهدئة... والكرة في ملعبها"، مطالباً بأن"يتضمن أي اتفاق يعقد في شأن التهدئة رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تأكيد مبدأ أن يكون وقف إطلاق النار وشاملاً ومتبادلاً". واوضح ان محادثاته مع المسؤولين المصريين تناولت بحث أهم نقاط التهدئة الداخلية وكيفية تثبيتها ووضع آليات تضمن رأب الصدع بين كل من"فتح وحماس"، مشيداً بالطرح المصري الذي يدعو إلى تشكيل لجنة رقابية من بعض الشخصيات الفلسطينية لضمان تنفيذ الاتفاق ومتابعة الأمور والأوضاع على الأرض بدقة. وأضاف:"هذا الطرح ما زال يدرس من كل من فتح وحماس لوضع إضافات ولمسات أخيرة بغرض وضعه حيز التنفيذ". ولفت الى أن حركة الجهاد طرحت خلال هذه المحادثات مسألة المعابر، خصوصا اغلاق معبر رفح والمعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون بسبب انتظارهم لساعات ولأيام طويلة، مشيراً الى أن المسؤولين المصريين وعدوهم بتسهيل اجراءات دخول الفلسطينيين وخروجهم من المعبر، اضافة الى مسألة اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها لإمكان الانضمام اليها. "حماس" في غضون ذلك، امتنعت"حماس"عن تقديم ورقتها عن تصوراتها للتهدئة الداخلية"لأنها تريد ورقة تتضمن أيضا الشراكة السياسية وتفعيل منظمة التحرير وإعادة بنائها وتفعيل لجان الحوار"على أن تقدم الحركة ورقتها خلال الأيام المقبلة للمصريين بعد مشاورات تجري بين قياداتها. وكشف الناطق باسم الحركة، عضو وفدها فى المحادثات مع المصريين أيمن طه ل"الحياة"أن"مصر سترعى حواراً موسعاً يشمل كل الفصائل الفلسطينية يحضره عباس وهنية ومشعل في النصف الثاني الشهر الجاري"، موضحاً أن الموعد سيتحدد خلال الاسبوع المقبل. ونفى أن"يكون رئيس الاستخبارات المصرية اقترح على وفد حماس عقد لقاء مشترك مع فتح"، غير أن طه لم يستبعد عقد مثل هذا اللقاء على هامش الحوار الموسع. وقال طه إن"أمر التهدئة مع إسرائيل يجب أن يترك للاخوة في كل الفصائل الفلسطينية لتقرره"، موضحاً أن هناك"ورقة تم التوافق عليها بين عباس وهنية في شأن التهدئة مع إسرائيل، وهناك نقاش لبحث هذه الورقة المشتركة التي تتضمن وقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات شمال قطاع غزة ووقف العدو الإسرائيلي لاعتداءاته وأن تكون التهدئة متبادلة ومتزامنة وتشمل الصفة والقطاع معاً". وعن موقف"حماس"من التهدئة الداخلية، أكد طه أنه"تم الاتفاق على أن تقدم الحركة ورقة تتضمن وضع ضمانات حقيقية لعدم تجدد الاقتتال الداخلي، وعلى رأسها إعادة إصلاح الأجهزة الأمنية بحيث تكون أجهزة وطنية تعمل لمصلحة الوطن وليس لمصلحة فريق أو فصيل واعتماد لغة الحوار وعدم الاصطدام أو الاحتكام للعنف وإزالة كل مظاهر التسليح في الساحة الفلسطينية وتفعيل لجنة الحوار"، مضيفاً أن"حماس وافقت على الاقتراح المصري بتشكيل لجنة رقابة من الوفد الأمني المصري ومن شخصيات فلسطينية مستقلة يتم التوافق عليها". من جانبه، شدد نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"، رئيس وفد الحركة في القاهرة موسى أبو مرزوق على أن"المخرج الوحيد والضامن لعدم العودة للاقتتال الفلسطيني هو الوحدة الوطنية". وقال ل"الحياة"قبيل مغادرته القاهرة متوجهاً إلى دمشق"إن هناك فريقاً لم يسمه لكنه اكتفى بالقول إنه معروف لدى الفلسطينيين يقود حملة تشهير ضد حماس، وهو الذي روج لمقولة إن حماس تريد استهداف أبو مازن"الذي قال ان"عليه أن يخشى هذا الفريق مئة مرة أكثر من ان يخشى فرداً من حماس". وزاد:"لدينا تسجيلات كاملة لهذا الفريق على جميع المستويات"، متهما أياه بأنه"الفريق الذي قاد الاقتتال في المرحلة الأولى وأشعل النار في المرحلة الثانية ويروج لحملات من الأكاذيب بين لحظة وأخرى ويخدم أغراضاً غير وطنية". واشار إلى أن هذا الفريق"يحدد مواقع قيادات حماس والمواقع العسكرية للقوى التنفيذية ولكتائب القسام وأصدقاء الحركة ويصفها على موقع غوغل الاكتروني ليقصفه العدو الاسرائيلي"، وقال:"لدينا تسجيلات لأحد هؤلاء وهو يتصل بالإسرائيليين ويقول: إن القذيفة لم تصل للموقع المحدد ويجب الاتجاه إلى الغرب أمتارا عدة، وتسجيل لآخر يقول لهم: إن الموقع المحدد بجوار منزل فلان وليس بجوار البيت الذي قصف امس، وهكذا لدينا تسجيلات كثيرة". واشار إلى أن"هذا الفريق يدعمه الأميركيون بأموال طائلة وبتدريبات". وعن مسألة خطف مراسل"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي آلان جونستون رغم معرفة الجهة الخاطفة، أجاب أبو مرزوق:"نعلم أن عائلة دغمش تقف وراء خطفه، لكننا نرفض مبدأ دفع أموال في مقابل إطلاقه، وفي الوقت نفسه ترفض السفارة البريطانية اقتحام المكان والإفراج عنه بالقوة"، مشيراً إلى أن"ذلك هو الذي عطل مسألة اطلاقه".