قتل خمسة فلسطينيين واصيب 13 آخرون بجروح في غارات شنها الجيش الاسرائيلي على مواقع للقوة التنفيذية التي ينتمي معظم افرادها لحركة "حماس" في قطاع غزة ليرتفع عدد قتلى هذه الغارات الى 45 فلسطينياً خلال اسبوعين. ومن بين الاهداف التي قصفتها الطائرات الاسرائيلية بالصواريخ اكشاك خشبية لحرس منزل رئيس الوزراء اسماعيل هنية في مخيم الشاطئ. وجاءت الغارات غداة محادثات بين الرئيس محمود عباس وممثلي الفصائل الفلسطينية بشأن تجديد التهدئة مع اسرائيل. وفي هذا الوقت، يتوجه ممثلون عن الفصائل الفلسطينية الى القاهرة للتشاور مع المسؤولين الأمنيين المصريين حول تثبيت وقف الاقتتال الداخلي والتهدئة في اطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وقالت مصادر طبية ان"خمسة من افراد القوة التنفيذية استشهدوا وجرح أربعة آخرون، احدهم في حالة حرجة، في غارة شنها الطيران الحربي الاسرائيلي على موقع لهذه القوة في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ما خلف دمارا كبيرا في الموقع". وبعد دقائق من الغارة على حي الزيتون، شن الجيش الاسرائيلي غارة ثانية على موقع آخر للقوة التنفيذية في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة على مسافة غير بعيدة عن منزل رئيس الوزراء اسماعيل هنية ما أسفر عن اصابة اربعة على الاقل بجروح حسب مصادر طبية. وأكدت المصادر ان غارات اخرى شنها الطيران الحربي الاسرائيلي على موقع للقوة التنفيذية في خان يونس أدت الى جرح اثنين على الاقل. كما شن غارة على موقع ل"كتائب القسام"في حي تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة وجرح ثلاثة فلسطينيين. وكان الجيش الاسرائيلي شن الجمعة ثماني غارات على قطاع غزة استهدفت مواقع تابعة لحركة"حماس"وأدت الى مقتل اثنين من جناحها العسكري وجرح خمسة مدنيين. وبذلك يرتفع عدد القتلى الى 45 فلسطينياً منذ 16 ايار مايو في غارات جوية اسرائيلية على قطاع غزة رداً على اطلاق صواريخ فلسطينية على جنوب اسرائيل اسفرت عن قتيل والعديد من الجرحى. وفي ظل هذا التصعيد، حذرت"حماس"في بيان اسرائيل"من المساس بشخص رئيس الوزراء اسماعيل هنية وأي من قيادات وابناء حماس"، وقالت:"نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات الإقدام على أي حماقة بالمساس برموز الشرعية الفلسطينية والتعرض لحياتهم". وأكدت حماس:"لن نقدم تهدئة مجانية للاحتلال الصهيوني الذي استباح دماء ابناء شعبنا واجتاح بلدات وقرى الضفة الغربية على مدار الشهور الماضية من دون اعطاء أي اعتبار او قيمة للتهدئة المعلنة من قبل فصائل المقاومة منذ شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي". وقال الناطق باسم"حماس"ايمن طه ل"فرانس برس"ان"اطلاق الصواريخ وسيلة من وسائل الدفاع عن شعبنا ضد جرائم العدو ولذلك ليس في منظومتنا ان نستسلم في ظل استمرار الاغتيالات. لا بد ان يوقف العدو اولا الاغتيالات وبعد ذلك بالإمكان ان ندرس امكانية اعطاء تهدئة". وشدد على انه"لا يمكن بأي حال من الاحوال ان ندرس أي مبادرة تحت الضغط الاسرائيلي، لا بد ان توقف اسرائيل كل هذه الجرائم". واقترح الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الفصائل الفلسطينية الرئيسية الخمسة مساء الجمعة وقف الهجمات الفلسطينية بما فيها الصواريخ انطلاقا من قطاع غزة مقابل وقف الغارات والهجمات الاسرائيلية والانسحاب من قطاع غزة وفقا لمسؤول فلسطيني. وقال عبدالحكيم عوض، الناطق باسم حركة"فتح"، ل"فرانس برس""ان المقترح الذي تمحور النقاش حوله مطولا من قبل الفصائل الخمسة هو مقترح التهدئة الشاملة والمتزامنة والمتبادلة بالضفة الغربية وقطاع غزة مقابل وقف العدوان وقفاً شمولياً من قبل الاحتلال بالضفة الغربية وقطاع غزة". وأكد عوض ان الفصائل ناقشت اقتراح"وقف العدوان الاسرائيلي برا وجوا وبحرا على قطاع غزة وانسحاب اسرائيل من الاراضي التي اجتاحتها اخيراً في القطاع مقابل ان تنظر الفصائل في تهدئة موقتة ومتبادلة لمدة شهر تبدأ من غزة وتتمثل بوقف اطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية". وقال طه بدوره"سندرس اقتراح التهدئة لمدة شهر في قطاع غزة ومن ثم في الضفة الغربية". وعلى صعيد الغارات الاسرائيلية، اكد هنية في تصريح صحافي امس"ان حملة القصف الذي يتعرض له قطاع غزة والعدوان الجنوني الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني بما في ذلك الهجمة على مواقع القوة التنفيذية وحرس رئيس الوزراء ومحلات الصرافة والبنية الاقتصادية واعتقال الوزراء والنواب ورؤساء وأعضاء البلديات والمجالس المحلية في الضفة الغربية انما يعبر عن المأزق السياسي والامني والافلاس الاخلاقي الذي يعيشه الكيان الاسرائيلي". وحض هنية الدول العربية والاسلامية"على التحرك السريع لوقف المجزرة الممتدة على طول وعرض وطننا الفلسطيني، وألا يتركوا الشعب الفلسطيني وحيدا في مواجهة العدوان الإسرائيلي". وتوغل الجيش الاسرائيلي على متن عشرين سيارة جيب ليل الجمعة - السبت في جنين شمال الضفة الغربية واعتقل وزير الدولة الفلسطيني واصف قبها الذي ينتمي الى"حماس". وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت ليل الاربعاء - الخميس وزير التربية والتعليم الفلسطيني ناصر الدين الشاعر وثلاثة نواب واربعة رؤساء بلديات ينتمون جميعا الى حركة"حماس"في شمال الضفة الغربية. محادثات القاهرة الى ذلك، تبدأ القاهرة محادثات منفصلة مع ممثلين لحركة"فتح"اليوم ثم تتبعها بمحادثات مع ممثلين لفصائل أخرى هي"حماس"، و"الجهاد الاسلامي"، والجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين. وقالت مصادر سياسية مصرية ل"الحياة"إن المحادثات ستعمل على تثبيت التهدئة الحالية ووقف الاقتتال الفلسطيني كنقطة بداية لأي تطور آخر في المحادثات. وأشارت المصادر الى أن محادثات القاهرة هي بمثابة استكمال لجهود الوفد الأمني المصري المقيم في غزة الذي توصل لاتفاقات وآليات تحتاج للتثبيت. وشرحت المصادر ان القاهرة ستجري محادثات مع ممثلي الفصائل الفلسطينية كل على حدة وتباعاً وان لا نية لعقد حوار شامل يجمع تلك الفصائل حول طاولة واحدة حالياً وإنما الهدف هو التعرف من كل فصيل على وجهة نظره في كيفية إزالة أسباب الاقتتال الداخلي. وقالت المصادر ان الوفد الامني المصري برئاسة اللواء برهان حماد قدم دعوات فردية للفصائل الفلسطينية لاستكمال المشاورات في القاهرة التي تبدأ اليوم بين مسؤولين مصريين ووفد من حركة"فتح"برئاسة روحي فتوح، مشيراً إلى أن وفد حركة"حماس"سيصل عقب انتهاء المحادثات مع حركة"فتح"وبعد ذلك يصل وفد"الجهاد الاسلامي"ووفدا الجبهتين الشعبية والديموقراطية تباعاً. وأضافت المصادر ان القاهرة تقوم بجهود ديبلوماسية كبيرة من أجل وقف الاقتتال بين حركتي"فتح"و"حماس"وتثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين من أجل التفرغ للقضايا الفلسطينية القومية خصوصا فك الحصار ووقف العدوان الاسرائيلي والتحرك نحو الافق السياسي. وكانت الجهود المصرية نجحت الاسبوع الماضي في وقف الاشتباكات التي شهدها قطاع غزة بين مقاتلي"فتح"و"حماس". وكانت القاهرة استضافت خلال الفترة من كانون الثاني يناير 2003 وحتى 17 اذار مارس 2005 ثلاث جولات للحوار الفلسطيني - الفلسطيني حضرها ممثلون عن جميع الفصائل الفلسطينية للمرة الاولى وأصدروا بيان القاهرة وتضمن ثلاث قضايا مهمة أولها: اقرار هدنة مع اسرائيل استمرت لمدة عام، وثانيها: اقرار بنتائج الانتخابات الفلسطينية التي فازت فيها حركة"حماس"، وثالثها تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.