سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس يدعو إلى هدنة "شاملة ومتبادلة" ووقف الصواريخ "العبثية" ... ومبعوث الأمم المتحدة إلى إرسال قوات دولية . إسرائيل توسع حملتها ضد "حماس" لتشمل "شبكتها المالية" وقيادتها في الضفة
وسعت اسرائيل حملتها ضد حركة "حماس" على اكثر من محور. وفيما واصل الطيران الحربي قصف مؤسسات الحركة، خصوصا مقار "القوة التنفيذية" في غزة، استهدفت ضربات جوية "الشبكة المالية" للحركة، في حين شن الجيش حملة اعتقالات في الضفة الغربية طاولت 33 قيادياً فيها، بينهم وزير وثلاثة نواب، وهي خطوة شكلت ضربة للجهود التي يبذلها الرئيس محمود عباس في غزة من اجل التوصل الى "هدنة شاملة ومتبادلة". راجع ص 4 و5 وكان الطيران الاسرائيلي شن غارتين استهدفتا موقعين ل"القوة التنفيذية"التابعة لوزارة الداخلية، في وقت اعلن الجيش انه استهدف"الشبكة المالية"للحركة، موضحاً انه شن غارة استهدفت محلا للصيرفة"تمر عبره ملايين الدولارات التي تأتي من سورية وايران من اجل تمويل شراء الاسلحة والصواريخ للمنظمات الارهابية". ولوحظ ان اسرائيل وسعت الحملة ضد"حماس"لتشمل الضفة حيث اعتقلت ليل الاربعاء - الخميس في نابلس وجوارها 33 مسؤولا في الحركة، بينهم وزير التربية والتعليم ناصر الشاعر وثلاثة نواب واربعة رؤساء بلديات. وفسر ناطق عسكري اسرائيلي توسيع الحملة الى الضفة بالقول ان"حماس تعزز البنى التحتية الارهابية في الضفة على نموذج قطاع غزة"، مضيفا"ان هذه المنظمة تستفيد من المؤسسات الحكومية لتشجيع الارهاب ومساندته". وبرر وزير الدفاع عمير بيريتس هذه الاعتقالات بقوله عبر الاذاعة"انها رسالة الى الاجنحة العسكرية للمنظمات الارهابية لتتوقف عن اطلاق الصواريخ". على هذه الخلفية، بدا واضحا امس ان حكومة ايهود اولمرت لن توقف عدوانها على قطاع غزة، حتى في حال توقف الفلسطينيون عن قصف جنوب إسرائيل، قبل أن يجبي الجيش"ثمناً باهظاً"يوفر"صور انتصار توازي صور نزوح الآلاف من سكان سديروت عنها". وذكرت مصادر سياسية ان هناك خططاً للقيام بمزيد من العمليات ضد البنية التحتية ل"حماس"في القطاع في الأيام المقبلة، معربة عن الاعتقاد بأن"اعتقال كبار ناشطي حماس سيلحق ضربة بهياكل الحركة في الضفة". وتأمل اسرائيل بأن تؤدي هذه العمليات الى منع الحركة من تعزيز قوتها العسكرية وتطوير منظومة صواريخها ونشر قواتها تحسباً لعملية برية واسعة في القطاع. من جانبها، دانت الحكومة الفلسطينية الاجراءات الاسرائيلية، معتبرة في بيان تلاه وزير الاعلام مصطفى البرغوثي انها"كشفت مخططاً لتصفية كل مكونات السلطة والاتفاقات القائمة واعادة حال الاحتلال الكامل ... وضرب الوحدة الوطنية ... وجر المنطقة الى دائرة العنف في ما يبدو تحضيرا لعمليات واسعة في المنطقة". وقال ان"حكومة الوحدة ... وبعد التشاور مع الرئيس عباس، تعلن ان الاجراءات الاسرائيلية تجاوزت الحدود". بدوره، اتهم الناطق باسم رئاسة الحكومة غازي حمد الحكومة الاسرائيلية بدفع المنطقة الى دوامة العنف، محملا اياها المسؤولية الكاملة عن تداعيات"هذا العدوان"، في حين توعد الجناح العسكري ل"حماس"بشن مزيد من الهجمات الصاروخية ضد اسرائيل. وجاء التصعيد الاسرائيلي ليشكل ضربة لجهود الرئيس عباس لاقناع الفصائل الفلسطينية باعلان هدنة"شاملة ومتبادلة"مع اسرائيل. وكان عباس صرح في مؤتمر صحافي مشترك مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في غزة امس بأنه اجتمع مع قادة الفصائل الفلسطينية لوقف هجمات الصواريخ التي وصفها بأنها"عبثية"، وطالب بوقفها فورا حتى يمكن التوصل الى هدنة متبادلة"بيننا وبين اسرائيل في غزةوالضفة الغربية". وقال ان قادة الفصائل وافقوا على درس طلبه والرد عليه خلال يومين. ولاقت الاجراءات الاسرائيلية تنديداً دوليا، اذ قال مبعوث الاممالمتحدة الخاص للشرق الاوسط المعين حديثا مايكل وليامز في مقابلة مع وكالة"رويترز":"انزعجت حين رأيت الجنود الاسرائيليين يعتقلون أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني. انزعجت لاعتقال وزير التعليم". وحض اسرائيل والفلسطينيين والاممالمتحدة على البحث في ارسال قوة حفظ سلام دولية الى قطاع غزة.