على رغم تأكيدات من مصادر فلسطينية ومصرية بأن ثمة اتفاقاً بين الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتا "المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي"، على اعلان وقف كامل للنار يشمل الاراضي الفلسطينية والمناطق داخل الخط الاخضر، وان الاعلان عن ذلك بات وشيكاً، دعا الرئيس الاميركي جورج بوش امس الاتحاد الاوروبي الى قطع مصادر تمويل "حماس" وقال في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الابيض مع رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي رومانو برودي ورئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي في دورته الحالية، ان "تفكيك حماس بات هو المحك الآن". راجع ص 5 و 6 وسئل بوش عن وجود اتفاق بين الفصائل الفلسطينية على هدنة مع اسرائيل، فقال: "ابلغني احدهم بهذا الاتفاق وانا في طريقي الى هنا. لكني لن اصدق بوجوده الا اذا رأيته". وخصص الرئيس الاميركي جزءاً من تصريحه لمطالبة القادة الاوروبيين وقادة العالم باتخاذ تدابير حاسمة سريعاً ضد المجموعات الارهابية مثل حماس وقطع مصادر تمويلها ودعمها". وعلى رغم تكاثر الانباء عن "الهدنة" فإن "حماس" لم تؤكد ذلك، ونفى الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ان تكون الحركة حسمت موقفها. فيما اكد بيان ل "كتائب القسام" انها "لن تقف مكتفة الايدي بل سترد على جرائم الاحتلال" في اشارة الى الغارة بالمروحيات على خان يونس امس. محاولة اغتيال في غضون ذلك، واصلت الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون من جانبها تصعيدها الميداني والسياسي الرامي بوضوح الى الحيلولة دون استتباب هدنة مع الفلسطينيين تمهد للبدء في تنفيذ "خريطة الطريق". واستهدف احدث اعتداء عسكري اسرائيلي مساء امس احد عناصر "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حماس" محمد صيام الذي نجا من محاولة اغتيال استهدفته في بلدة ابو سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. الا ان شابا ًوفتاة فلسطينيين استشهدا في الهجوم الذي شاركت فيه طائرة من طراز "اف 16" ومروحيات اسرائيلية اطلقت عدداً من الصواريخ على السيارة التي كان يستقلها صيام الذي فقد ساقه اليمنى. وجرح في الهجوم 14 فلسطينياً. وجاء هذا الاعتداء الاسرائيلي الجديد بعد ساعات من هجوم شنه مقاتلان من "كتائب القسام" على موقع عسكري اسرائيلي في بيت حانون أدى الى استشهادهما واصابة جندي اسرائلي بجروح، كما جاء بعد اربعة ايام على عملية اغتيال قائد "كتائب القسام" في الخليل عبد الله القواسمي. تأكيدات مصرية وفيما أفادت مصادر مصرية مطلعة امس أن اتفاقاً بين الفصائل الفلسطينية لإعلان هدنة تتوقف بموجبها العمليات الاستشهادية قد انجز وصار جاهزاً للإعلان، إلا أنه ينتظر أن توافق اسرائيل على تسليم جثمان الشهيد القواسمي ودفنه، نقلت مصادر اسرائيلية عن شارون قوله لوزرائه: "لا يمكن ان اقبل بالصيغة الحالية للهدنة وسأشترط ان يرافقها التزام فلسطيني رسمي وصريح بضرب التنظيمات الارهابية الفلسطينية". وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان اصواتاً ترتفع في اوساط الاجهزة الامنية لاستئناف الضغط العسكري على "حماس"، ونقلت عن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز قوله ان الحكومة الفلسطينية "ليست لديها خطة منظمة لمحاربة الارهاب، وخصوصاً حماس عدوة السلام"! وذكرت مصادر مصرية أن الاتفاق سيشمل وقف العمليات ضد المدنيين الاسرائيليين كذلك العسكريين والمستوطنين، أي أنه سيكون وقفاً شاملاً لإطلاق النار من جانب الفصائل الفلسطينية. وعن الفترة التي ستحدد فيها الهدنة قالت المصادر إن الاقتراح المصري بأن تمتد الهدنة لسنة كاملة لم يلق قبولاً من الفصائل الفلسطينية وأن نقاشاً يدور حالياً على هدنة تراوح من ثلاثة الى ستة شهور. تحرك قدورة فارس... والبرغوثي ومن جهة اخرى، كشف قدورة فارس عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "فتح" انه أجرى مع قادة حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" في دمشق الاسبوع الماضي محادثات تضمنت تفاصيل اقتراح لوقف النار كان امين سر اللجنة الحركية العليا لتنظيم "فتح" مروان البرغوثي الذي يقبع في السجون الاسرائيلية بدأ حواراً بشأنه مع الحركتين خلال الاسابيع الماضية. وفي حديث خاص الى "الحياة" قال فارس الذي عاد في بداية الاسبوع الجاري من دمشق، التي زارها بطلب من البرغوثي، ان "الهدنة" المقترحة التي يبدو ان "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وافقتا عليها مبدئياً تنص على "وقف كامل للنار مقابل وقف اسرائيل ملاحقة واغتيال المطلوبين الفلسطينيين واطلاق الاسرى والمعتقلين ووقف عمليات هدم المنازل والاجتياحات العسكرية الاسرائيلية ورفع الحصار المفروض على الاراضي الفلسطينية". واظهر الغاء اسرائيل اجتماعاً امنياً مع الفلسطينيين ان حكومة شارون لا تريد اعطاء الجانب الفلسطيني ردوداً على مطالبه. وبين هذه المطالب السيطرة على الطريق الرئيسي الممتد من شمال قطاع غزة الى جنوبه للفلسطينيين وازالة الحواجز العسكرية على طرق القطاع والسماح بترميم مطار غزة الدولي الذي دمرته قوات الاحتلال. وعلى رغم اعلان الاذاعة الاسرائلية امس ان اجتماعاً سيعقد مساء الاربعاء امس، نفى مكتب مدير الامن العام في قطاع غزة اللواء عبد الرزاق المجايدة عدم الاتفاق على موعد لاجتماع امني جديد. واتهمت مصادر فلسطينية اسرائيل ب "المماطلة" في احراز اتفاق حول الانسحاب من قطاع غزة وبتحويل هذا الانسحاب الى ورقة مساومة تحاول قبض ثمنها من كوندوليزا رايس التي ستصل السبت المقبل الى كل من اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة. وفي اطار الضغوط التي تمارسها الادارة الاميركية على الحكومة الفلسطينية، التقى جون وولف مسؤول الطاقم الاميركي للاشراف على تطبيق "خريطة الطريق" رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس في غزة على انفراد. وقالت مصادر فلسطينية ان اللقاء جاء توطئة لمحادثات التي ستجريها رايس مع عباس في اريحا السبت المقبل ويتوقع ان تمارس فيها ضغوطاً على السلطة الفلسطينية لقبول ما تعرضه اسرائيل عليها بشأن الانسحاب من قطاع غزة من جهة، والشروع بمحاربة حركة "حماس" بغض النظر عن اعلان الهدنة الذي يتوقع ان تصدره الحركة.