كشف الرئيس محمود عباس امس تلقيه عرضا في مؤتمر أنابوليس لاقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة. وقال انه رفض هذه الفكرة لانه يخشى ان تصبح هذه الحدود دائمة. واتهم حركة"حماس"بالموافقة على حل الدولة الموقت من اجل تسويق نفسها على المستوى الدولي"من خلال مشاريع مشبوهة"، رافضا استئناف الحوار مع الحركة ما لم تتراجع عن انقلابها في قطاع غزة. راجع ص 4 وكانت اوساط سياسية اسرائيلية نافذة، بينها رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزيرة خارجيته تسيفي ليفني، اقترحت في العامين الماضيين التوصل الى اتفاق سياسي على مراحل يقوم على انشاء دولة فلسطينية ذات حدود موقتة قبل الاتفاق على الشكل النهائي للدولة الفلسطينية المستقلة، وعرضت الجدار المقام على نحو عشرة في المئة من اراضي الضفة حدا غربيا لهذه الدولة. من جانبها، ابدت"حماس"في السابق قبولا لانسحاب اسرائيلي احادي الجانب الى حدود الجدار، في حال عدم اقترانه بعدم الاعتراف باسرائيل، الا ان عباس رفض ذلك بشدة خشية ان تصبح هذه الحدود حدودا نهائية مفروضة بقوة الامر الواقع. واوضح عباس امس امام المؤتمر التأسيسي لبرلمان الشباب الفلسطيني وهو مؤسسة غير حكومية:"واجه الوفد الفلسطيني في مؤتمر انابوليس الكثير من العقبات، وكانت هناك أفكارا لاسقاط وجود أكثر من 1,5 مليون عربي فلسطيني داخل أسرائيل، هذا الامر لا يمكن ان نقبل به، وكانت هناك أيضاً فكرة لاسقاط حقوق اللاجئين التي ضمنتها الشرعية الدولية والمبادرة العربية التي هي جزء لا يتجزأ من خطة خريطة الطريق"، في اشارة الى فكرة الاعتراف الفلسطيني ب"يهودية دولة اسرائيل"التي يعيش فيها مليون ونصف المليون فلسطيني فُرضت عليهم الجنسية الاسرائيلية. وقال عباس:"الشعب الفلسطيني يريد دولة على حدود العام 1967، والقدس من ضمنها، وقضية اللاجئين حسب ما ورد في مبادرة السلام العربية، وهو حل عادل ومتفق عليه حسب القرار 194، وباقي القضايا حسب الشرعية الدولية". واضاف:"هذا ما نريده ونسعى اليه، وكل المشاريع المشبوهة التي تقدم كعربون ليُقبل أصحابها لدى أطراف دولية، لن تمر علينا، ولن نقبل بها اطلاقاً"، في اشارة الى اقتراحات وعروض غير مباشرة من"حماس"لاسرائيل منها هدنة طويلة المدى، والقبول بانسحاب آحادي الجانب الى حدود موقتة وغيرها. وتابع عباس انه لم يتنازل عن اي من الحقوق الفلسطينية في انابوليس، وان المؤتمر هدف الى اطلاق مفاوضات الوضع النهائي، وهو ما تحقق هناك، موضحا:"تلك هي مواقفنا، ذهبنا ونحن نحمل مبادئنا وهمومنا وثوابتنا ونعلنها للعالم". وعن الحوار مع"حماس"التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة المسلحة، قال عباس:"القيادة الفلسطينية ليست ضد الحوار لاننا نريد لم شمل كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته المختلفة المتابينة فكراً وعقيدة وسياسة، وحماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ونحن حريصون على ان تكون في داخل هذه البوتقة الوطنية الفلسطينية، انما عليها ان تتراجع عن انقلابها".