أصر رئيس الوزراء الايطالي المنتهية ولايته سيلفيو بيرلوسكوني أمس، على انتظار التدقيق في بطاقات الانتخاب ال 43082"المطعون فيها"والتي وضعها رؤساء مكاتب الاقتراع جانباً في انتظار البت في إلغائها أو احتسابها لحساب طرف أو آخر. ورفض الاعتراف بخسارة ائتلاف اليمين الوسط، الذي يتزعمه، الانتخابات الاشتراعية أمام ائتلاف اليسار - الوسط بزعامة رومانو برودي. وتجاهل بيرلوسكوني نصائح رئيس الجمهورية السابق فرانتشيسكو كوسّيغا والصحافي المقرّب منه فيتّوريو فيلتري وسواهم، بأن"يرفع سماعة الهاتف ويهنئ برودي بالفوز"باعتبارها خطوة معهودة في الديموقراطيات المتطوّرة. وأكد أن منافسه"لا يستطيع إعلان انتصاره قبل أن ينطق القضاء بالكلمة الأخيرة". وأضاف:"يصعب على من يمتلك فارق أصوات ضئيلاً حكم البلاد"، علماً أن ائتلاف اليسار - الوسط تقدم بفارق 25224 صوتاً فقط في انتخابات مجلس النواب، وب39833 صوتاً في انتخابات مجلس الشيوخ. تزامن ذلك مع العثور على خمسة صناديق اقتراع مملوءة بمئات البطاقات الانتخابية الصحيحة ملقاة على رصيف أمام مركز اقتراع في حي توسكولانا في روما. لكن بلدية العاصمة أكدت أن المحاضر الخاصة بهذه البطاقات أرسلت وجرى تعدادها، و"لا مجال بالتالي للجدل حول صحة عملية الاقتراع وفرز الأصوات". وأيضاً، دان داريو ريفولتا المسؤول في حزب"إيطاليا إلى الأمام"الذي يتزعمه بيرلوسكوني، المخالفات التي شابت تصويت الايطاليين في سويسرا. وقال:"أعلنت سفارتنا أنها أرسلت 188500 ظرف ضمت أصوات الناخبين، لكن عملية الفرز شملت 150 الف بطاقة فقط، فأين اختفت البطاقات ال38500؟". وفيما رأت صحيفة"كورييري ديلا سيرا"أن طلب إعادة احتساب الأصوات يدل على"حمى المرض السياسي في البلاد والذي يحمل اسمين هما: الانقسام وغياب الشرعية"، رد برودي بأنه لا يخشى أن تغير إعادة الاحتساب نتائج الفوزين"الصريحين"لائتلافه في مجلسي البرلمان، علماً أنه حصل على 158 من 315 مقعداً في مجلس الشيوخ و342 من 630 مقعداً في مجلس النواب. وأشار إلى أن محادثات تشكيل الحكومة التي توقع أن تبصر النور في النصف الثاني من أيار مايو المقبل، ستبدأ في غضون أيام قليلة، ورفض دعوة بيرلوسكوني إلى تشكيل ائتلاف حكومي موسع، استناداً إلى تجربة ألمانيا،"لاننا نستطيع تشكيل حكومة قوية، كما أن الائتلاف الذي أتزعمه ويضم تسعة أحزاب اتفق قبل الانتخابات على برنامج حكومة المستقبل، وبينها سحب القوات الإيطالية من العراق".ويستحسن تشكيل الحكومة الجديدة قبل 28 أيار المقبل، موعد الانتخابات البلدية والمحلية في ثماني محافظات وصقلية. وأكد برودي أن رئيس الجمهورية كارلو آتزيليو تشامبي سيظل في منصبه حتى نهاية ولايته الدستورية، معلناً معارضته ترشح بيرلوسكوني لمنصب الرئيس التالي للجمهورية.