انتزع زعيم اليسار - الوسط في ايطاليا رومانو برودي فوزه في الانتخابات الاشتراعية بعد أخذ ورد، في وقت ماطل غريمه رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني في الاعتراف بالهزيمة، مطالباً باعادة فرز بطاقات اقتراع مشكوك فيها. راجع ص10 ولحسم الجدل الذي تركز على ضآلة الفارق في مجلس الشيوخ، بادرت اوساط"ائتلاف الاتحاد"بزعامة برودي، الى المطالبة بالتحرّك لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد قبل تشكيل الحكومة، في محاولة لترتيب البيت الداخلي، وزيادة عدد الأصوات الموالية للائتلاف في المجلس، باعتبار ان الرئيس الحالي كارلو ازيليو تشامبي المحسوب على اليسار، ينضم تلقائياً الى"الشيوخ"بانتهاء ولايته. ودعا رئيس حزب اليسار الديموقراطي ماسّيمو داليما المتحالف مع برودي، بيرلوسكوني وانصاره الى"الاتّعاظ من سابقة ديموقراطية في اميركا حيث تقبّل الديموقراطي آل غور الهزيمة أمام الرئيس جورج بوش بفارق ضئيل، بلغ بضع مئات من الأصوات". وبحسب النتائج الاولية، تقدم ائتلاف برودي على تحالف بيرلوسكوني في مجلس الشيوخ بمقعدين 158 مقعداً في مقابل 156. وكانت أصوات الإيطاليين المقيمين في الخارج تمثل ستة مقاعد في المجلس هي الحاسمة، اذ حصل اليسار على أربعة منها، بما في ذلك المقعد المخصص للناخبين الإيطاليين المقيمين في الولاياتالمتحدة. واتسع الفارق بين المعسكرين في مجلس النواب، حيث احتل ائتلاف برودي 340 مقعداً في مقابل 277 مقعداً لأنصار بيرلوسكوني ممن حاولوا التشكيك بهذا الفوز الذي وفرته نحو 25 الف بطاقة اقتراع فقط لمصلحة اليسار. وتوقع مراقبون ان يبادر بيرلوسكوني الى محاولة النيل من ائتلاف برودي، مستغلاً تبايناً في وجهات النظر داخله في شأن إصلاح نظامي التقاعد والتعويضات الاسرية، اضافة الى قضية سحب القوات من العراق والذي تعهد برودي انجازه فور تشكيله حكومة. وكان المستشار النمسوي وولفغانغ شوسيل الذي يرأس الدورة الحالية للمجلس الاوروبي اول مهنئي برودي، واصفاً إياه بأنه"رجل جيد"وكان"رئيسا من الطراز الاول للمفوضية الاوروبية". وقال شوسيل:"إننا مهتمون بأن تكون هناك حكومة إيطالية قوية في أسرع وقت ممكن"، مضيفا أن برودي حقق في الماضي عدداً من الانجازات لايطاليا، بينها إعداد عضويتها في العملة الاوروبية الموحدة يورو. وفي وقت كانت ايطاليا منشغلة بالانتخابات، حققت أجهزتها الامنية انجازاً فريداً، باعتقالها بيرناردو بروفينتسانو 72 سنة الزعيم الأكبر للمافيا الذي نجح في التواري عن الأنظار 43 سنة، حتى ظُن انه توفي. وكما الحال مع العراب الآخر توتو ريينا وزعماء آخرين للعصابات، اعتقل بروفينتسانو في مسقط رأسه، في بلدة"كورليوني"القريبة من باليرمو. وضبطت في حوزته رسائل مشفرة معروفة باسم"بيتسيسني"الورقة الصغيرة التي اعتاد عرّابو"كوزا نوسترا"إرسال أوامرهم من خلالها الى أتباعهم. وسادت تكهنات بأن اعتقال بروفينتسانو جاء نتيجة وشاية، بعد تسرب انباء اخيراً عن إدخاله عيادة خاصة في مونتي كارلو لاخضاعه لعملية جراحية في البروستات. ويبدو ان شيوع هذا الخبر أعاد الاهتمام بالعرّاب إذ تأكد للقضاة أنه ما زال حياً، ويحتفظ بصولجان الزعامة.