أنهى رئيس الجمهورية الايطالية كارلو ازيليو تشامبي امس، مشاوراته لتشكيل الحكومة الايطالية السابعة والخمسين في تاريخ ايطاليا الحديث والتي يتوقع ان يعود رئيس الوزراء المستقيل ماسيمو داليما لرئاستها. لكن ستشهد تغيرات محتملة في وزرات متعددة تشمل الداخلية والخارجية والدفاع والزراعة والتجارة. وأبلغت مصادر مطلعة "الحياة" أن داليما سيواجه ثلاث عقبات سياسية تتمثل في الكتلة التي يتزعمها رئيس الجمهورية الأسبق فرانشيسكو كوسيغا وكل من الحزبين الصغيرين الجمهوري والاشتراكي الديموقراطي الذين كانوا يدعمون التحالف السابق اضافة الى المعارض الرئيسي المتمثل بقطب الحرية الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلوسكوني وحزب اعادة التأسيس الشيوعي والرابطة الشمالية الانفصالية. وأكد داليما في كلمته أمام البرلمان الايطالي اول من امس أنه يأمل ان تواصل الحكومة القادمة الاصلاحات وان تستمر حتى موعد الانتخابات الاشتراعية المقبلة عام 2001، لضمان الاستقرار السياسي في البلاد واعادة طرح تجمع لليسار - الوسط على اسس راسخة واصدار قانون انتخابي جديد يقوم على اساس الأغلبية المطلقة. ونفى داليما الاشاعات التي روجها كوسيغا عن محاولات شراء الأصوات داخل مجلسي البرلمان والشيوخ لصالح استمرارية حكومته، مشيراً الى انه ليس بحاجة الى من يبيع ضميره. وقال متحديا الجماعات التي روجت لذلك بأن على من يمتلك الأدلة والمعلومات الدقيقة ان يتقدم للقضاء. ويذكر ان حكومة داليما بدأت تتهاوى بعد 14 شهراً في السلطة بعد المؤتمر الأخير الذي عقده قبل عدة أيام الحزب الاشتراكي الديموقراطي الايطالي الذي كان يدعم الائتلاف السابق والذي لا تتجاوز نسبته واحد ونصف في المئة من أصوات الناخبين الايطاليين واحدث ضجة كبيرة بمطالبته برئيس وزراء بديل لماسيمو داليما لقيادة الحكومة. وأيد دعوة الاشتراكيين كل من الحزب الجمهوري وكوسيغا الذي صرح اول من أمس في مدينة الحمامات في تونس حيث يقوم بزيارة خاصة لرئيس وزراء ايطاليا الأسبق بتينو كراكسي الفار من العدالة، بأنه يشعر باليأس العميق من داليما. و أوضح التجمع الديموقراطي الأيطالي الذي أنشأه رئيس الحكومة السابق رومانو برودي بعد سقوط حكومته وحقق بعض النتائج في الانتخابات الأوروبية السابقة، أنه سيواصل دعم الحكومة الجديدة بقيادة ماسيمو داليما وسوف يشارك بالوزارة الجديدة كما وجه كل من داليما وزعيم الحزب الديموقراطي اليساري فالتر فالتروني دعوة الى الاشتراكيين لضرورة العدول عن موقفهم ودعم الائتلاف الجديد. كما أبدت احزاب الأغلبية البرلمانية المتمثلة بالحزب الديموقراطي اليساري واالحزب الشعبي والاتحاد الديموقراطي من أجل اوروبا وجماعات الخضر والتجديد الايطالي وحزب الشيوعيين الايطاليين بزعامة الشيوعي المخضرم ارماندو كوسوتا، تأييدها لرئاسة داليما الحكومة الجديدة، في حين طالبت المعارضة اليمينية المتمثلة ب"قطب الحرية" بزعامة بيرلوسكوني والرابطة الشمالية الانفصالية اضافة الى حزب اعادة التأسيس الشيوعي، بضرورة اجراء انتخابات مسبقة حتى تستعيد البلاد طريق الديموقراطية.