سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اقتراع تمهيدي على غرار التقليد المتبع في الولايات المتحدة يشكل سابقة في اوروبا . انصار المعارضة الإيطالية يختارون برودي مرشحهم لمواجهة بيرلوسكوني في الانتخابات
منح الناخبون اليساريون المعارضون في ايطاليا ثقتهم لرئيس المفوّضية الأوروبية السابق رومانو برودي لقيادة المعارضة ومواجهة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني في الانتخابات النيابية المقبلة المقررة الربيع المقبل. وصوّت لمصلحة بيرلوسكوني أكثر من 70 في المئة من الذين توجّهوا إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في ما اعتبر أول انتخابات تمهيدية تُجرى في دول الاتحاد الأوروبي، على غرار ما يجري في الولاياتالمتحدة عندما يختار الناخبون الديموقراطيون او الجمهوريون مرشحهم لمنافسة الرئيس القائم أو لاختيار المرشّح للرئاسة المقبلة بعد انتهاء ولاية الرئيس. ووصف برودي النتيجة بانها"انتصار تجاوز كل التوقّعات، اذ بلغ عدد المشاركين في الاقتراع نحو ثلاثة ملايين ناخب مليونين وسبعمئة ألف تحديداً صوّتوا في 14 ساعة، وهو رقم تجاوز أرقام التمهيديات الأميركية". إلى ذلك، دعا ماسّيمو داليما الرئيس السابق للحكومة الذي يترأس حزب اليسار الديموقراطي، قوى المعارضة الإيطالية إلى"وضع الصراعات والخلافات جانباً والعمل معاً لمواجهة الانتخابات المقبلة". وجاءت تصريحات داليما، للتخفيف من اعتراضات أثارها زعيم حزب الوسط المسيحي كليمينتي ماستيلا، اتهم خلالها منظمي الاستفتاء بأنهم"تحايلوا"لمصلحة برودي. وعلى رغم تأكيد ماستيلا أن حزبه سيواصل دعم ائتلاف المعارضة ضد بيرلوسكوني"بالوقوف إلى جانبها من الخارج"، فإن المراقبين يعتبرون فوز برودي بزعامة الائتلاف المعارض، خطوة أولى لنسف التعديلات الدستورية التي أقرّها بيرلوسكوني في قانون الانتخاب والتي أعادت تفعيل الأسلوب القديم في الانتخابات، أي اعتماد صيغة فرز الأصوات النسبية للأحزاب وليس للتحالفات الإئتلافية، وهو ما كان سيضع برودي خارج اللعبة الانتخابية باعتباره مرشحاً لائتلاف المعارضة ولا يمتلك تنظيماً حزبياً محدداً. في المقابل، حاول بيرلوسكوني، الذي بلغته الرسالة بهذا الترشيح القوي لبرودي، التخفيف من ذلك الفوز من خلال الاستخفاف به، مشيراً أن"بإمكان برودي الفوز بهذه الطريقة فقط"أي من خلال التنافس مع حلفائه وليس على الصعيد الوطني. وإذا كانت زعامة برودي تحظى ب 70 في المئة من"شعب اليسار والوسط المعارض"فإن شعبية بيرلوسكوني وزعامته تواجهان مخاطر الضعف، من خلال الاعتراضات التي أبداها تجاهه زعيم حزب الديموقراطيين المسيحيين المتحالف معه، ماركو فولّيني. إلاّ أن عمليات التصويت التي انتهت باحتفال برودي والمعارضة اليسارية، تلطّخت بالدماء عندما أقدم مرتزَقَان ينتميان إلى مافيا"إندرانغيتا"في مقاطعة كالابريا، على اغتيال نائب رئيس مجلس المقاطعة أمام المركز الانتخابي في مدينته. المسؤول الجنوبي كان من قيادات حزب"المارغريتا"بزعامة فرانتشيسكو روتيللي. وتشير التحقيقات الأولى الى أن القتلة إنمّا تصرفوا على أساس أوامر جاءتهم من المافيا، لأن القتيل كان وقف أمام منح حقوق المناقصات في المجال الصحي إلى مؤسسات تُتّهم بعلاقتها بالمافيا، ما حدا بهذه الأخيرة إلى معاقبته بهذه الطريقة الاستعراضية.