نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية امس تحقيقاً مرفقاً بخرائط توضيحية يشير الى ان اسرائيل استغلت انشغال العالم بانسحاب جيشها ومستوطنيها من قطاع غزة هذه السنة لتعزيز سيطرتها على الضفة الغربية بمصادرة مساحات واسعة من الاراضي هناك. وقالت الصحيفة ان اسرائيل صادرت في شهر تموز يوليو وحده هذا العام من اراضي الضفة الغربية ما يزيد مجموعه عن الاراضي التي جلت عنها في قطاع غزة. واوضحت ان اسرائيل انسحبت من 19 ميلاً مربعاً في غزة بينما صادرت 23 ميلاً مربعاً في الضفة الغربية حول كتلة "معاليه ادوميم" الاستيطانية الضخمة القائمة شرق القدس على الطريق الى اريحا. وذكرت الصحيفة ان اسرائيل أكملت بهدوء، بينما كانت انظار العالم متوجهة الى الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، تحويل حاجز قلنديا العسكري على الطريق بين القدس ورام الله الى ما هو بمثابة نقطة حدود دولية. وفي الفترة نفسها اكملت اسرائيل تقريباً بناء قطاع الجدار الفاصل المسمى غلاف القدس. وتقول "ذي غارديان" ان ما يحدث الآن هو اعادة ترسيم حدود اسرائيل في عمق الاراضي الفلسطينية و "بينما كان الزعماء الاجانب، ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يثنون على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لانسحابه من قطاع غزة الشهر الماضي، كانت اسرائيل تسرع من بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية وتصادر في الضفة الغربية اراضي اوسع من تلك التي سلمتها في غزة وتبني آلاف المساكن الجديدة في مستوطنات يهودية". ونقلت الصحيفة عن درور ايتكيس وهو من منظمة "سيتلمانت ووتش" مراقبة الاستيطان الاسرائيلية قوله: "قطاع غزة مقابل الكتل الاستيطانية. قطاع غزة مقابل اراض فلسطينية. قطاع غزة مقابل فرض حدود من جانب واحد. انهم في حكومة شارون لا يعرفون كم من الوقت تبقى لديهم ولذلك يبنون كمن بهم مس من الجنون" بوتيرة محمومة. وتضيف الصحيفة ان في قلب استراتيجية اسرائيل هذه، الجدار الفاصل الذي يضم مساره مساحات كبيرة من الاراضي لتوسيع الكتل الاستيطانية الثلاث الكبرى "ارييل" و "معاليه ادوميم" و "غوش عتصيون" في شمال الضفة الغربية ووسطها وجنوبها.