كشفت مصادر اسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز صادقا على المسار المعدل للجدار الاسرائيلي الفاصل الذي تقيمه اسرائيل داخل الضفة الفلسطينية المحتلة والذي يقضم 400 كيلومتراً مربع من المساحة الاجمالية من اراضيها، أي ما يزيد عن 40 كيلومتر عن المساحة الكلية لقطاع غزة الذي تنوي الحكومة الاسرائيلية الانسحاب منه في العام المقبل. وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية ان المسار المعدل خفض مساحة الاراضي التي ستستولي عليها اسرائيل بموجب الجدار الى اكثر من النصف، بعد ان كان المسار الاصلي للجدار والذي اقرته الحكومة الاسرائيلية سابقاً يشمل ضم نحو 900 كيلومتر مربع 900 الف دونم. ويرسم المسار الجديد الذي سيقدم في وقت لاحق للحكومة الاسرائيلية للمصادقة عليه الحدود الشرقية للضفة الغربية بحيث يبقي منطقة غور الاردن تحت السيطرة الاسرائيلية، ما يعني ايضاً تحكم اسرائيل في المخرج والمدخل الحدودي الوحيد المتبقي للفلسطينيين في الضفة الغربية عبر جسر "الملك حسين" اللنبي. وبحسب المصادر الاسرائيلية ذاتها، يمتد الجدار "الجنوبي" من الخليل جنوباً حتى البحر الميت بمحاذاة "الخط الاخضر" او خط هدنة حرب العام 1967 باستثناء بعض الجيوب الاستيطانية في هذه المنطقة. ولا تعتبر اسرائيل القدسالشرقية جزءاً من اراضي الضفة الغربية التي احتلتها جميعها في حرب العام 1967. كما انها اعلنت نيتها، وحصلت على موافقة اميركية، بضم الكتل الاستيطانية اليهودية الضخمة المقامة على الاراضي الفلسطينية بما فيها كتل "ارييل" شمال الضفة و"غوش عتصيون" جنوبها و"مودعين" و"معاليه ادوميم" في الوسط. وتحاول حكومة ارييل شارون الانتهاء من بناء جدارها في الضفة الغربية لفرض أمر واقع جديد فيها قبل الانتهاء من اعادة انتشار قواتها في اطار خطة "فك الارتباط" الاحادية الجانب من قطاع غزة وأجزاء من شمال الضفة الغربية في اطار "صفقة" سياسية انجزها شارون مع الرئيس الاميركي جورج بوش وصفت في حينه بأنها بمثابة "وعد بلفور اميركي"، يقضي على الحلم الفلسطيني ببناء دولة قابلة للحياة وذات تواصل جغرافي في الضفة الغربية وقطاع غزة. واشارت مصادر اسرائيلية الى رغبة شارون في تسريع انجاز هذا المخطط استباقاً للتغيرات المحتملة على الساحتين الدولية والفلسطينية في مرحلة ما بعد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.