واصل المعلّقون الاسرائيليون في الشؤون السياسية محاولاتهم قراءة ما سيحمله خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون في مؤتمر هرتسليا غداً الخميس، وما اذا كان سيلقي المزيد من الاضواء على "الافكار السياسية" الجديدة التي زعم انه يعكف على بلورتها ام يواصل فرض ستار من الضبابية حولها. وطبقاً للتسريبات الى وسائل الاعلام فان شارون سيكرر، تفادياً لصدام مع واشنطن، التزام اسرائيل "خريطة الطريق" الدولية على رغم قناعته بأن الفلسطينيين لن ينفذوا المطلوب منهم وافتراضه ان حكومة قريع ابو علاء ستنهار في غضون ستة شهور "ما سيضطر اسرائيل الى اتخاذ اجراءات من جانب واحد". ويستبعد معلقون ان يعلن شارون رسمياً نيته اتخاذ اجراءات كهذه في مركزها انسحاب من عدد ضئيل 3 - 5 من المستوطنات المنعزلة في قطاع غزة لخشيته من تصدع ائتلافه الحكومي المتطرف، أو يعلن ضم كبرى الكتل الاستيطانية شمال الضفة الغربية وغور الاردن وضواحي القدسالمحتلة لعدم رغبته في اغضاب واشنطن التي حذرته في الايام الاخيرة من القيام بخطوات تفرض وقائع على الارض. وفي المقابل سيؤكد شارون عزمه على مواصلة بناء الجدار الفاصل في مساره الحالي وعلى اخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية وانسحاب الجيش من مدن في الضفة الغربية بشرط ان يعلن الفلسطينيون استعدادهم لتسلم المسؤولية عنها. وواصل شارون لقاءاته مع قادة الاحزاب المختلفة لمناقشة الحلول المقترحة، ونقلت صحيفة "معاريف" عن بعضهم ان شارون عاود الحديث عن استحالة ان يبقى المستوطنون اليهود في قطاع غزة الى الأبد. ولاقت تلميحات شارون الى استعداده اخلاء مستوطنات نائية في قطاع غزة تأييداً من وزيرة التعليم ليمور لفنات المحسوبة على غلاة المتطرفين، إذ ابلغت رئيس حكومتها دعمها اخلاء 3 - 5 مستوطنات في القطاع في اطار الاجراءات الاحادية الجانب شرط ان تقوم اسرائيل، في المقابل، بضم المستوطنات الكبرى "معاليه ادوميم" و"غوش عتصيون" الى "سيادتها" ومواصلة بناء الجدار في اعماق الضفة الغربية. ووسط هذه التوقعات كتب كبير المعلقين في صحيفة "هآرتس" يوئيل ماركوس يقول ان اللغط حول "خطة شارون الجديدة" رفع سقف التوقعات من خطابه اكثر مما يقصده شارون نفسه. وزاد ان رئيس الحكومة عشية الخطاب الذي سيلقيه اشبه بذلك "الذي اعتلى أرجوحة البهلوان في سيرك واذ نظر الى الفراغ الاسود تحته سأل كيف يمكن النزول من هنا". وخلص الكاتب الى الاستنتاج انه "حيال البرود" الاميركي تجاه تصريحات نائب رئيس الحكومة ايهود اولمرت عن انسحاب احادي الجانب من اراض محتلة التي احدثت ردود فعل غاضبة في اوساط اليمين فإن "الجبل الخطاب سيلد فأراً".