سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيريز يتحدث عن استعداد مصري مشروط لتسلم الأمن عند حدودها مع قطاع غزة . واشنطن "تروج" لخطة "فك الارتباط" أوروبياً وتتمسك ب"خريطة الطريق" وتعديل مسار الجدار
فيما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الإدارة الأميركية باشرت اتصالاتها مع دول أوروبية وعربية والسلطة الفلسطينية لحضها على دعم خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون فك الارتباط مع الفلسطينيين، أكدت مصادر صحافية موثوقة أن واشنطن لن تعلن تبنيها الخطة ما لم تقبل إسرائيل بتحفظاتها عليها وبشروطها الأخرى، وفي مقدمها التزامها تطبيق "خريطة الطريق" وتقريب مسار "الجدار الفاصل" إلى حدود العام 1967. رجحت أوساط سياسية إسرائيلية أن تعلن الإدارة الأميركية رسمياً دعمها لخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الانفصال عن الفلسطينيين في حال تجاوب الأخير مع الملاحظات الأميركية عليها وقبوله شروط أخرى وعمله على تنسيق الانسحاب من قطاع غزة ومناطق في الضفة الغربية مع السلطة الفلسطينية. وكتب مراسل الشؤون السياسية في صحيفة "هآرتس" ألوف بن أن مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليزا رايس تحاول اقناع مسؤولين أوروبيين بجدية خطة شارون وتحضهم على اقناع العرب والفلسطينيين بالتجاوب معها. ونقل عن مصادر أميركية موثوقة أن رايس أبلغت موظفين أوروبيين بأن من شأن خطوات صغيرة أن تقود إلى تطورات كبيرة، وأنه مثلما سقط جدار برلين نتيجة سلسلة تطورات، فإن انسحاب إسرائيل من غزة قد يقود في نهاية المطاف إلى "تطور شرق أوسطي مطابق وعلى نسق انهيار الجدار في برلين". وتابع ان واشنطن تحرص حالياً على التأكيد على أن خطة الانفصال هي إسرائيلية، وانها لا تجري مفاوضات بشأنها، إنما تتبادل الأفكار، إلى حين استيضاح عدد من النقاط الواردة فيها وموقف إسرائيل من الخريطة الدولية ومسار "الجدار الفاصل". وتابعت "هآرتس" ان إسرائيل تطلب من واشنطن توضيحاً لماهية المصطلح "تجميد الاستيطان"، وما إذا كانت مستعدة لإبداء بعض الليونة لتمكين الدولة العبرية من توسيع البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية. في المقابل تصر الإدارة الأميركية على وجوب قيام إسرائيل بتنسيق خطتها مع السلطة الفلسطينية. ويغادر مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية دوف فايسغلاس برفقة رئيس مجلس الأمن القومي المكلف بلورة الخطة غيورا ايلاند إلى واشنطن اليوم لمتابعة المداولات حول الخطة على أن يزورها وزيرا الدفاع والخرجية شاؤول موفاز وسلفان شالوم في الشهر المقبل، وقبل زيارة شارون التي لم يحدد موعدها بعد. وكتب المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت" اليكس فيشمان أن الأميركيين ينتظرون أجوبة على أسئلة كثيرة طرحها أعضاء الوفد الأميركي في زيارتهم الأخيرة إلى إسرائيل ومنها هل سيكون ممكناً إقامة ميناء في غزة بعد الانسحاب؟ وهل ستسمح إسرائيل بإقامة مطار فلسطيني هناك؟ وكيف يمكن توفير معابر آمنة بين القطاع والضفة الغربية؟ وهل سيسمح بخروج العمال الفلسطينيين من القطاع؟ وأضاف ان الأميركيين يريدون في الواقع تبيان ما إذا كان القطاع سيتحول إلى سجن للفلسطينيين أم أن خطة الانسحاب هي مرحلة في الطريق إلى تسوية طبقاً ل"خريطة الطريق". بيريز والدور المصري وعلى صلة بخطة الانسحاب من القطاع، نقل عن زعيم المعارضة البرلمانية شمعون بيريز تقديره أن مصر مستعدة لتولي المسؤولية "الأمنية" بينها وبين رفح، شمال القطاع، المعروفة ب"محور فيلادلفيا"، الذي تدعي إسرائيل أنه يشكل محوراً لتهريب أسلحة من مصر إلى القطاع. ورأى بيريز، الذي التقى أول من أمس الرئيس حسني مبارك، أن مصر ستشترط قبولها تسلم المسؤولية الأمنية عن هذا المقطع الحدودي بأن يكون الانسحاب الإسرائيلي من القطاع شاملاً وتاماً وأن يحصل انسحاب في الضفة الغربية أيضاً وبتنسيق كل الخطوات الإسرائيلية معها ومع الفلسطينيين. في غضون ذلك أ ف ب، تنهمك اسرائيل في الاعداد لحملة ديبلوماسية تهدف الى الحصول على دعم ادارة بوش لخطة الفصل، في وقت غادر وزير الخارجية سيلفان شالوم الى دبلن ولندن. ومن المتوقع ان يقوم وزير الخارجية الاسرائيلي بزيارة لواشنطن نهاية الشهر المقبل يستبق فيها زيارة العمل التي يقوم بها دوف فايسغلاس مدير مكتب شارون وغيورا ايلناد رئيس مجلس الامن القومي الذي يتولى الاشراف على خطة الفصل المقترحة. ومن المتوقع ايضا ان يتوجه وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز الى واشنطن اوائل اذار مارس المقبل للقاء نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزير الخارجية كولن باول، اضافة الى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس. ووصفت الاذاعة الاسرائيلية النشاط الديبلوماسي المكثف بأنه يهدف الى تمهيد الطريق امام قمة شارون وبوش المرتقب عقدها في نهاية اذار مارس المقبل. وقالت مصادر اسرائيلية امس ان كبار رجال الاستخبارات الاسرائيلية اجتمعوا مع نظرائهم المصريين في القاهرة في وقت سابق من الشهر لمناقشة امكان تولي مصر مسؤولية الامن في شريط فيلادلفيا، مضيفة ان "اسرائيل تفكر في تسليم السيطرة الامنية".