قال مسؤول في الخارجية الاميركية أمس إن دوف فايسغلاس، مبعوث رئيس الوزراء آرييل شارون الى واشنطن، سعى الى اقناع الادارة الاميركية بدعم خطة تهدف الى "فك الارتباط" مع الضفة الغربية من جانب واحد، بعد اجراء تعديلات على مسار "الجدار الفاصل" ليصبح اقرب الى خط وقف النار عشية حرب العام 1967. وقال المسؤول ل"الحياة" إن فايسغلاس نقل الى مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس، خلال لقائهما مساء أول من أمس، خطة شارون لفك الارتباط، مؤكدا ان الخطة "لا تشمل ضم أي أرض فلسطينية". وأوضح ان "رايس طرحت تساؤلات عدة عن الخطة ومسار الجدار وقررت ارسال مبعوثين لإجراء محادثات مع الجانب الفلسطيني لمعرفة موقفه من المبادرة الاسرائيلية". وتشمل الخطة الاسرائيلية انسحاباً من الضفة وتفكيك عدد من المستوطنات مع تعديل مسار الجدار وفتح معابر اضافية فيه لتسهيل عبور الفلسطينيين. وأوضح ناطق بإسم الخارجية الاميركية ان الخطة تقترح "انسحاباً اسرائيلياً إلى خط أمني، من دون ضم أي أراض فلسطينية". وأشار الى ان الفكرة تبدو محاولة لإقناع واشنطن بأن الخط الامني ليس حدوداً، وان اسرائيل لن تضم الاراضي الفلسطينية التي سيقتطعها الجدار، على رغم انها ستبقى تحت سيطرة الاسرائيليين لاسباب امنية. وفهم من ذلك ان اسرائيل تسعى الى طمأنة واشنطن بأنها لا تسعى الى تقويض أسس التسوية السلمية وفق القرار 242، وان تلك الاراضي تحت سيطرة الاسرائيليين داخل الخط الاخضر ستكون بمثابة منطقة عازلة من دون سيادة اسرائيلية او فلسطينية. وأعلنت الخارجية الاميركية امس ان المبعوثين الى الشرق الاوسط جون وولف وديفيد ساترفيلد سيتوجهان الى المنطقة لإجراء سلسلة محادثات مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في ضوء اقتراحات الاسرائيلية الجديدة. إلا ان المصادر الاميركية استبعدت قبول واشنطن اقتراحات تسعى الى تجاوز "خريطة الطريق" لتسوية نهائية بين الطرفين. وكان نائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج حمل الطرفين مسؤولية احباط جهود تطبيق الخريطة، وهو ما يعتبر اشارة الى ان واشنطن تحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية فشل المبادرة الاميركية الى جانب تحميلها السلطة الفلسطينية مسؤولية عدم تطبيق الاصلاحات السياسية والأمنية.