أمرت الغرفة الجزائية الرابعة في المحكمة الوطنية الاسبانية، بناء على طلب المدعي العام بيدرو روبيرا، باعتقال مراسل قناة"الجزيرة"تيسير علوني، غداة تأكيدها احالته الى المحاكمة تنفيذاً لطلب القاضي بالتاسار غارثون، الى جانب زعيم تنظيم"القاعدة"اسامة بن لادن و33 شخصاً آخرين 21 منهم كانوا استأنفوا قرار المحاكمة بدفوع ردتها الغرفة الجزائية. وأودع علوني السجن امس، الى جانب تسعة آخرين متهمين بالقضية ذاتها وتمتعوا سابقاً بالحرية المشروطة. وبررت الاعتقالات كما جاء في بيان القاضي روبيرا ب"وجود خطر فرار"المذكورين. وأشارت مصادر قضائية الى ان روبيرا طلب إعادة توقيف علوني بعد الاطلاع على قرار قضاة الغرفة الرابعة والذي المح الى ان علاقته بالرئيس المزعوم لخلية"القاعدة"في اسبانيا عماد الدين بركات"ابو دحدح"تتخطى اطار الصداقة العادية، وتمتد لتشمل المخططات التي تهدف"القاعدة"الى تحقيقها. واستند القضاة الى المعطيات المتوافرة لدى المحكمة والخاصة ب"ارسال علوني الاموال والتنسيق مع مجموعة لشباب القاعدة في غرناطة"، في حين نفوا اي صلة للاتهامات باللقاء الذي اجراه مراسل"الجزيرة"مع بن لادن. ورفض القضاة اتهام وكلاء الدفاع عن علوني بوجود ضغوط من السلطات الاميركية لملاحقة قناة"الجزيرة"والعاملين فيها. وهكذا، تصدرت قضية علوني الانباء القضائية مجدداً في اسبانيا في اليوم ذاته الذي عرضت فيه الولاياتالمتحدة مبلغ 5 ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن صديقه مصطفى الست مريم نصار المعروف باسم"ابو مصعب السوري"الذي ادرج القاضي غارثون اسمه ضمن لائحة المشبوهين العشرة بالتخطيط لاعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، وباعتماد إسبانيا نقطة انطلاق لعملياتهم. وتتهم واشنطن"ابو مصعب السوري"بتدريب إرهابيين على استخدام السموم والمواد الكيماوية. وجاء اعتقال علوني، بعد اكثر من سنة من اعتقاله للمرة الاولى، واطلاق سراحه بعد نحو شهر ونصف الشهر لاسباب صحية. ووجه القاضي غارثون الى علوني تهم الانتماء لخلية"القاعدة"في اسبانيا والتي يتزعمها"ابو دحدح"ودعمها منذ عام 1995، والارتباط بعدد من المسؤولين فيها على غرار غالب كلجه ومأمون دركزنلي المعتقل حالياً في المانيا، و"ابو مصعب السوري"ومساعده محمد بهائية الملقب ب"ابو خالد". كما أضاف غارثون الى هذه الاتهامات صلة علوني بمجموعة شباب في غرناطة بإشراف"ابو دحدح". ورأى غارثون ان هذه العلاقات تواصلت بعد تعاقد علوني مع قناة"الجزيرة"ومغادرته البلاد الى افغانستان في كانون الثاني يناير 2000،"حيث استغل وجوده فيها لمواصلة نشاطاته الاجرامية"خصوصاً مع"ابو مصعب السوري"و"ابو خالد"واللذين"سلمهما اموالاً"جمعها"ابو دحدح"ومجموعة شباب"القاعدة"في اسبانيا. واتهم القاضي الاسباني علوني ايضاً بعدم الصدق بعدما اكد له عدم انتماء"ابو مصعب السوري"لتنظيم"القاعدة". وأوضحت مصادر المحكمة الوطنية ان علوني طلب اخيراً تغطية محاكمة المتهم القاصر المعروف ب"الغجري الصغير"بتفجيرات 11 آذار مارس في مدريد، لكن القضاة رفضوا طلبه"لاسباب امنية". كما طلبت ادارة"الجزيرة"من المحكمة السماح لعلوني بتغطية محاكمته مع جميع المتهمين التي من المنتظر ان تبدأ في شباط فبراير المقبل، لكنها لم تحصل على الموافقة لاسباب عدة من بينها اطلاعه على امور ربما ستؤثر في سير المحاكمة المتهم فيها علوني نفسه. وأبلغت المحكمة"الجزيرة"امكان ارسال صحافي آخر. ويشار الى ان علوني وصل الى اسبانيا في مرحلة شهدت مغادرة عدد كبير من الاخوان المسلمين سورية الى الخارج. واختار عدد منهم غرناطة ملجأ له. ولعل ما ورطه كان اعادة اتصاله بعدد من السوريين الذين سبقوه الى اسبانيا او اوروبا.