أكد قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية بالتاسار غارثون اقتناعه بأن فصلاً من فصول التحضير للاعتداءات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر 2001 حُضّر له في اسبانيا، واحال زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن و الصحافي في قناة "الجزيرة" تيسير علوني اضافة الى 33 آخرين على المحاكمة بتهم بينها "الانتماء والتعاون مع شبكة اسلامية ارهابية" و"القيام بعمليات قتل" مثل تلك التي حصلت في هجمات ايلول سبتمبر، و"الاحتيال" و"التهرب من دفع الضرائب" و"تزوير مستندات" و"حيازة سلاح من دون ترخيص". وفي الدوحة أعلن جهاد بلوط، الناطق باسم "الجزيرة" ا ف ب، ان المحطة تثق بالقضاء الإسباني، مشيراً الى ان قرار الاتهام "لا يتضمن الإشارة الى ضلوع تيسير علوني في أحداث 11 سبتمبر". وأحال القاضي غارثون على المحاكمة بتهمة "الانتماء الى تنظيم القاعدة الارهابي" كلاً من "أسامة بن لادن لقبه ابو عبدالله ورمزي بن الشيبة، سعيد بهاجي، محمد بهائية ابو خالد، عماد الدين بركات ابو دحدح، زعيم الخلية المفككة في اسبانيا، غصوب الابرش ابو مصعب، محمد بلفاطمة، دريس شبلي، شكور لا يعرف القاضي كامل هويته، ابو عبد الرحمن وغيرهم من الفارين". وتهم هؤلاء جميعاً "بجرائم ارهابية تسببت بالقتل والجرح خلال ثلاث عمليات ارهابية حصلت في الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر 2001". واتهم قرار القاضي الاسباني المدعو "سيد احمد بوجلة" سيدلي و"مراد كدار" بالتعاون مع "عصابة مسلحة" والقيام بعملية احتيال قيمتها 11،7 مليون يورو ومحاولة احتيال اخرى بمبلغ قدره 4592 يورو. كما انه وسع الاتهامات ضد المشتبه في انتمائهم الى "القاعدة" مثل "غصوب الابرش ومحمد غالب قلاجة ابو طلحة وبسام دالاتي ابو عبدو" لتشمل تهماً آخرى مثل التهرب من دفع مبلغ 2،6 مليون يورو ضريبة دخل في اسبانيا. اما تهمة حيازة السلاح من دون ترخيص فوُجّهت الى لويس خوسيه غالانيوسف غالان، وهو الوحيد الاسباني الاصل بين المتهمين، ونجيب الشايب الشيخ نجيب. وكتب القاضي قراره في 710 صفحات، وابلغه الى تيسير علوني وبقية المعتقلين وعددهم عشرة. كما اصدر قراراً بالبحث والتحري الدوليين والاعتقال بحق 11 شخصاً بينهم بن لادن نفسه. وأشار في حيثيات المحضر الى ان عملية الاعتقال الدولية تهدف الى تحديد الاولوية في محاكمة هؤلاء بصرف النظر عما اذا كانوا سيخضعون لمحاكمات في بلدان اخرى. وبرر أولوية اسبانيا في محاكمة هؤلاء بأن "جزءاً مهماً وخطيراً من الجريمة كانت اسبانيا مسرحاً" لتحضيره. وأشار غارثون الذي تحدث مراراً عن عمر أبو عمر ابو قتادة الفلسطيني - موقوف حالياً في لندن، الى ان لتنظيم "القاعدة" حضوراً في بلدان عدة بينها إسبانيا، وان بن لادن نفسه قال ان نشاط تنظيمه يشمل الغرب بأكمله و"بالتالي فهو يشمل اسبانيا". وعن محاكمة تيسير علوني، أكد غارثون في شكل واضح في محضره ان "لا علاقة ابداً" لمهنته الصحافية في القضية التي يحاكم بشأنها. وأشار الى نقله اموالاً الى "أفراد ارهابيين" و"علاقته مع بعض الاعضاء البارزين في القاعدة" مثل مصطفى الست مريم ابو مصعب السوري، وهو مسؤول عن مخيمات تدريب في افغانستان، ومع ابو خالد "ساعي بريد القاعدة" في اوروبا و"مساعد الست مريم"، ومأمون دركزنلي "ممول التنظيم" في اوروبا، و"عديله" عبدالفتاح الزمار محمد حيدر الزمار، ومحمد غالب قلاجة "ممول الخلية" الاسبانية. كما يتهم علوني بالتعاون مع "زعيم الخلية المفككة" في اسبانيا "ابو دحدح" في عمليات التمويل وارسال المجندين الى مخيمات التدريب و"تعليم وتنظيم مجموعات الشباب في غرناطة". وأشار الى ضرورة اسراع إسبانيا في اتخاذ الاجراءات اللازمة للطلب من اليمن عدم تنفيذ حكم الاعدام في المواطن الاسباني من اصل سوري نبيل نانكلي للتحقيق معه في اقرب في شأن هذه القضية والمتهمين فيها.