عاد قاضي المحكمة الوطنية الاسبانية بالتاسار غارثون الى الشك بصحة التقارير التي تؤكد سوء صحة الصحافي الاسباني من اصل سوري تيسير علوني والمتهم بالانتماء الى تنظيم "القاعدة". ويبدو ان تقارير الشرطة الاسبانية لا تزال "تهتم" بتحركات مراسل فضائية "الجزيرة" ما بين مدينة سبتة ومكان اقامته في غرناطة الاندلسية جنوبي البلاد والعاصمة مدريد. وهي اشارت الى ان علوني "يعمل بشكل طبيعي ويدخن بشكل دائم، ما يؤكد انه يتمتع بصحة جيدة"، وحسب مصادر الشرطة فإن التدخين "هو اكبر عدو لامراض القلب...". ونظراً الى أهمية الاتهامات مثل الانتماء الى تنظيم القاعدة والمشاركة في عمليات التمويل وتجنيد المقاتلين... يبدي القاضي غارثون رغبة في اعادة النظر في قرار اطلاق سراح "النجم الصحفي لحرب افغانستان" الذي صدر عن القاضي غيارمو رويث بولانكو في 23 ايلول - سبتمبر 2003 عندما كان غارثون غائباً في الارجنتين، و بكفالة كانت قيمتها ادنى مبلغ طلبه المدعي العام 6 آلاف يورو. وتقول مصادر أن غارثون، بصفته القاضي المسؤول عن هذه القضية، "لم يتأكد بشكل كامل" من سوء الوضع الصحي لعلوني، وأنه "غير مقتنع" بعدم تورطه في عمليات "مع تنظيم ارهابي" لم يتمكن علوني من توضيحها. وقبل ان يطلب غارثون تقارير طبية غير تلك التي ابرزها الدفاع بشأن صحة علوني، استطلع رأي المدعي العام بيدرو روبيرا حول الموضوع فجاءه الرأي موافقاً على استمرار الصحافي خارج السجن في الوقت الحاضر بانتظار محاكمته الى جانب اكثر من ثلاثين متهماً بالانتماء الى تنظيم "القاعدة" بينهم اسامه بن لادن نفسه والخلايا الاسلامية المتطرفة التي تدعمه في اسبانيا. واشار روبيرا في جوابه الى انه لم يوافق على اطلاق سراح الصحافي المتهم، وانما "اقتصر موقفه على عدم معارضة القرار لاسباب انسانية" ما يعني ان قراره لا ينفي صحة الاتهامات. وهكذا فإن تيسير علوني الذي دعي اخيراً الى المحكمة الوطنية بصفة شاهد على مقتل صحافيين اسبانيين في العراق قد يجد نفسه مضطراً للعودة مرة اخرى اليها للمثول امام القاضي غارثون بعد تلقيه التقارير التي ستزوده بها اجهزة الامن واللجنة الطبية التي سيكون رأيها مقرراً في شأن صحة علوني.