وجّه قاضي المحكمة الوطنية الاسبانية بالتاسار غارثون الى مراسل قناة "الجزيرة" الفضائية تيسير علوني تهمة القيام ب"عمليات دعم وتمويل وإشراف" في خلية "القاعدة" في اسبانيا. ووصف غارثون، في قراره الظني الصحافي السوري الاصل بأنه "محارب مؤهل" استغل عمله كصحافي ل"إقامة علاقات مهمة". ورجع القاضي لدى صوغه القرار حوالى عشر سنوات الى الوراء. وقال: "خلال العام 1994 تشكلت مجموعة من الاسلاميين المتطرفين لفرض تيارهم الاصولي على جامع ابو بكر في مدريد، فتكوّن "الحلف الاسلامي"، وانشقت عنه مجموعة سميت "جند الله". تزعم هاتين المجموعتين الفلسطيني اور عدنان محمد صلاح الدين الذي كان يتسلم المجلات والدعايات من المنظمات الجزائرية، و"حماس" الفلسطينية و"الجهاد" المصرية المرتبطة ببن لادن والمجاهدين البوسنيين والافغان اضافة الى بلاغات اسامة بن لادن ويوزعها من دون اذن الإمام، في مسجد "ابو بكر" بغية تجنيد اسلاميين متطرفين… العام 1995 غادر صلاح الى بيشاور لتجنيد "المجاهدين" ل"القاعدة" وترك مكانه للسوري الأصل عماد الدين بركات ابو دحدح". ويتناول القرار زيارات بركات، "على رغم وضعه المالي الصعب"، لبريطانيا أكثر من 20 مرة ثم الى تركيا وبلجيكا والدنمارك والسويد واندونيسيا وماليزيا والاردن واستراليا وافغانستانوالمانيا… واتصالاته مع ابو قتادة زعيم المجاهدين في اوروبا، وغيره في اليمن والبوسنة وبلجيكا مع ذكر الاسماء كاملة. ويتحدث القرار الظني عن مأمون دركزنلي ابو الياس المعتقل في المانيا وسعيد بهاجي ورمزي بن الشيبه ومحمد عطا وعن سعيد منصور في الدنمارك ومحمد بهائية ابو خالد في تركيا والمدير السابق لمجلة "انصار"، مصطفى الست مريم ابو مصعب السوري "الذي يعرف بن لادن منذ العام 1988". ويشير الى اسماء مسؤولي "القاعدة" في كل بلد. وكتب القاضي في البند الثاني من القرار الظني "ان الاسباني تيسير علوني، المولود في دير الزور سورية هو احد اعضاء خلية "القاعدة" في مدريد. فمنذ تشكيل هذه المنظمة ومغادرة الشيخ صلاح، تزعم عماد الدين بركات هذه الخلية ومن بين الأعضاء البارزين الذين ساهموا في تنظيمها على الصعيدين المحلي والدولي يوجد تيسير علوني الذي، على هامش النشاط الصحافي الذي استغله، قام بعمليات دعم وتمويل واشراف وتنسيق يتميز بها "محارب مؤهل" في هذه المنظمة الاجرامية". وتحدث القرار عن "العلاقة القوية" التي تربط علوني ب"ابو دحدح" والى المكالمات الهاتفية بينهما اضافة الى علاقته بحسام الحسين ابو عبيدة وب"أبو عبود" و"ابو طلحة" رائد البائي وهو صهر تيسير وبمحمد بهائية وبالمعتقل، مع بركات في مدريد، محمد ظاهر الاسدي الذي اتصل تيسير من هاتفه في 12/9/1999 بشخص يدعى ابو صالح وتناول معه سفرته برفقة ظاهر الى افغانستان وسأله عما اذا كان "اسامة" في مكانه باسلام اباد وعن امكان الاتصال به فأجابه بالايجاب. ويقول القاضي: "تبقى علينا ان نعرف عن اي أسامة تكلموا". ويروي القرار ارسال المعتقل في اسبانيا محمد غالب خلاجة حوالات الى نبيل ناناكلي في اليمن وكيف استضاف علوني "ابو خالد في منزله في غرناطة. وكيف كان يسلّف الاموال في افغانستان ليردها بركات لزوجته في غرناطة". ويضيف انه لدى المحكمة شريط فيديو يبرز عرس الانتحاري سعيد بهاجي في هامبورغ بحضور مأمون دركزنلي و"عبدالفتاح الزمار الذي موّل خلاجة بحوالى 10 آلاف دولار والذي تزوج شقيقة زوجة تيسير في اسبانيا في تموز يوليو 2001" بحضور دركزنلي وبركات وغيرهما. كما تحدث عن اعضاء بارزين في خلايا "القاعدة" في دول اخرى ربطهم بعلاقات مع علوني الذي "لم يتخل عن نشاطاته خلال عمله كمراسل للجزيرة لا بل استغل ذلك لإقامة علاقات مهمة". ويشير القاضي الى ان تيسير نفى معرفته ب"ابو قتادة" على رغم وجود تسجيل لمكالمة له مع "ابو دحدح" عن مساعدة طلبها "الحاج" لقب ابو قتادة كما انكر معرفته بأعضاء في "القاعدة" لكنه نقل بعد ذلك اقوالاً عنهم حول هذا التنظيم. ويحتمل، بحسب ما ورد في القرار الظني ان تجري محاكمة علوني الى جانب بقية المعتقلين في مدريد.