اعلن مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون الافريقية تشارلز شنايدر ان المحادثات الجارية بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في ضاحية نايفاشا الكينية منذ بداية الشهر "تقدمت الى درجة انها قد تسفر عن اتفاق شامل قبل 25 الشهر الجاري". وفي غضون ذلك اتفق الرئيس عمر البشير مع نظيره التشادي ادريس ديبي عل نشر قوة اضافية على حدودهما وعقد جولة ثالثة من المفاوضات بين الخرطوم و"متمردي دارفور" خلال يومين وعقد مؤتمر يجمع القبائل الحدودية بين بلديهما وافريقيا الوسطى المجاورة. وقال شنايدر للصحافيين في مقر الخارجية الاميركية ان هناك رغبة حقيقية في ابرام اتفاق والامل بإنهاء كل ذلك قبل نهاية العام بل وقبل عيد الميلاد". وتحدث عن استمرار البحث في بعض التفاصيل "تتعلق بنقطة او اثنتين في شأن وقف النار واقتسام الثروة ما يؤخر التوصل الى اتفاق". وفي الخرطوم، اجرى وزير الدولة للتنمية الدولية البريطاني هيلري بين محادثات مع الرئيس عمر البشير ومسؤولين في حكومته ركزت على تطورات عملية السلام واعادة اعمار الجنوب وتنميته بعد وقف الحرب. وقال بين في مؤتمر صحافي امس ان محادثات نايفاشا احرزت تقدماً، مؤكداً التزام لندن مساعدة السودان في تحقيق السلام. مفاوضات نيافاشا وفي ضاحية نيافاشا الكينية استمرت امس المحادثات بين النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم الحركة الشعبية العقيد جون قرنق وكرست لمناقشة قسمة الثروة بعد لقاءات استمرت يومين اجراها وزير الخارجية الكيني كالونزو مسيوكا مع طه وقرنق، وحصل منهما خلالها على التزام بتجاوز القضايا الخلافية. وعلم ان الجانبين اقرا ارجاء مناقشة قسمة السلطة الى بداية الاسبوع. وقال عضو وفد الحكومة المفاوض الدكتور امين حسن عمر في حديث بثته الاذاعة الرسمية امس ان المحادثات حققت تقدماً نسبياً وان طه وقرنق درسا وثائق واوراق عدة في شأن الموارد النفطية. وتوقع توصل الطرفين الى اتفاق اطاري في شأن قسمة السلطة والثروة ومستقبل المناطق الثلاث لدى انتهاء الجولة الجالية في 19 الشهر الجاري. واكد الحاجة الى عقد جولة جديدة بعد ذلك. ووصفت "الحركة الشعبية" مناخ مفاوضات السلام مع الحكومة بأنه ملائم للتوصل الى اتفاق خلال الجولة الحالية. وأكدت مصادر قريبة من المفاوضات احراز تقدم "يمكن ان يفضي الى اتفاق اطاري في شأن القضايا الخلافية الاسبوع المقبل". ورحبت الحركة باقتراح الخرطوم ارسال وفد حكومي الى مدينة رمبيك مقر رئاسة الحركة في جنوب السودان. ويصل وفد من حزب الامة الى الجنوب خلال فترة اعياد الميلاد. على صعيد آخر، اتفق البشير وديبي على نشر قوة اضافية من جيش البلدين على حدودهما لمنع تسلل المتمردين، وتسريع عقد جولة ثالثة من المحادثات بين الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان، في مدينة أبشي التشادية خلال يومين، وعقد مؤتمر يجمع القبائل الحدودية بين بلديهما وافريقيا الوسطى لمعالجة الاحتكاكات والنزاعات التي أدت الى مقتل العشرات العام الماضي. واعلن الرئيس التشادي عزمه عقد مؤتمر لوضع حد لمشاكل الامن في ولايات دارفور المتاخمة لحدود بلاده ونفى انطلاق اي هجوم لمتمردي دارفور من اراضيه، لكنه اعترف بوجود نزاعات محدودة بين الرعاة والمزارعين في المنطقة الحدودية.