أكدت مصادر قريبة إلى محادثات السلام السودانية أن المفاوضات تراوح في مكانها بعدها اشتدت الخلافات في شأن المناطق الثلاث "المهمشة" جنوب النيل الأزرق وابيي وجبال النوبة، فيما اعتبرت الخرطوم أن المحادثات تسير في شكل طبيعي، و"ليس هناك ما يقلق" في هذا الشأن. في غضون ذلك، وصل وفد أميركي رفيع المستوى برئاسة مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية، إلى مقر المفاوضات الجارية في منتجع نيافاشا الكيني، وذلك قبل يوم من وصول الوزير كولن باول إلى كينيا لحضور التوقيع على مسودة اتفاق بين وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، بحسب الخرطوم. واصل النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه محادثاته لليوم الرابع أمس مع زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق في منتجع نيافاشا الكيني. وعلمت "الحياة" ان الاجتماعات فشلت حتى الآن في احراز أي تقدم، خصوصاً في ملف المناطق الثلاث "المهشمة". وذكرت مصادر قريبة إلى المحادثات أن المواقف لا تزال متباعدة بين طه وقرنق، وان الجانبين اتفقا على أن تعقد لجنة الثروة اجتماعاً آخر، بسبب عدم الاتفاق على القضايا الخلافية العالقة. لكن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، أكد أن المحادثات تسير بصورة طبيعية وليس هناك ما يقلق. وعبر عن أمله في الوصول إلى اتفاق جزئي أو كامل للانتقال إلى مسودة عبور تؤسس إلى اتفاق نهائي. وقال اسماعيل في الخرطوم أمس إن وزير الخارجية الأميركي كولن باول، الذي سيصل إلى نيروبي غداً، سيحضر التوقيع على مسودة أي اتفاق في شأن أي من قضايا اقتسام السلطة والثروة والمناطق المهمشة الثلاث إذا توصل الطرفان إلى اتفاق، وفي حال عدم حصول ذلك، سيجري محادثات مع طرفي التفاوض، مؤكداً حرص حكومته على التوصل لانجاز شيء قبل أو أثناء زيارة باول. واعتبر مطالب قرنق برئاسة دورية وعزمه توزيع عملة خاصة في المناطق التي يسيطر عليها، "مواقف تفاوضية ينبغي مناقشتها في المحادثات وليس في الإعلام حفاظاً على الأجواء الايجابية". في غضون ذلك، وصل إلى مقر المحادثات أمس وفد أميركي رفيع المستوى برئاسة تشارلز شنايدر مساعد وزير الخارجية، وذلك قبل يوم من وصول الوزير باول إلى كينيا. وأكدت مصادر ديبلوماسية أن باول الذي يصل إلى نيروبي اليوم، سينتقل غداً إلى نيافاشا، وسيلتقي في العاصمة الكينية الرئيس مو كيبياكي ووزير الخارجية كولنزو موسوكا. إلى ذلك، عززت الخرطوم وفدها المفاوض بوزير المال الزبير أحمد الحسن ومحافظ بنك السودان الدكتور صابر محمد الحسن وعدد من الخبراء الماليين والاقتصاديين للانضمام إلى لجنة مناقشة قسمة الثروة. وتمثل قضية توزيع عائدات النفط بين الولايات المنتجة وحكومة الجنوب والحكومة المركزية أعقد قضايا الاختلافات، إضافة إلى قضية البنك المركزي والنظام المصرفي والعملة الوطنية، فيما حقق المفاوضون الفنيون تقدماً في قضايا أخرى.