حمل زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني الإسلامي المعارض الدكتور حسن الترابي بشدة على حلفائه السابقين في الحكم، واتهمهم ب"التسلط والطغيان وكنز الأموال"، وأعلن فتح "صفحة جديدة معهم"، داعياً إلى سلام بين شمال البلاد وجنوبها، لكن "لا احتكار للسلطة بين طرفين". وتلقى الترابي الذي اطلقته السلطات أول من أمس، اتصالات هاتفية من الرئيس الإيراني محمد خاتمي وزعماء حركات إسلامية عالمية. في غضون ذلك، أعلنت الخرطوم أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول سيجري محادثات مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق في نيروبي الأسبوع المقبل. راجع ص7 وقال الترابي في مؤتمر صحافي عقده في مقر اقامته أمس، بعد يوم من خروجه من المعتقل، إن خلافه مع قادة الحكم كان بسبب الحرية والشورى والتزام العهود والمواثيق. ووصف ما حدث بينهما بأنه "طلاق… لكن الطلاق فتح باباً للرجعة حتى لا يكون بائناً". موضحاً أنه لا يفتح صفحة جديدة مع أهل الحكم "من اجل السلطة او لأشواق للقوى القديمة، وإنما لفتح الأبواب للحوار مع القوى السياسية يميناً ويساراً". وذكر أن "كل الأحزاب شاركت في الانقلابات ابتداراً أو مشاركة، لكنها اتعظت من ذلك". ودافع عن تدبيره لانقلاب "الإنقاذ" الذي حمل الرئيس عمر البشير إلى السلطة. وقال إن خطة حركته كانت تستند إلى اتاحة الحريات وإقرار الديموقراطية "لكن غلب السيف والبندقية"، متهماً حلفاءه بالانقلاب على مبادئ حركته والرجوع عما اتفق عليه، مشيراً إلى "أن الغرب يريد ديموقراطية لا تلد إسلاماً". ورأى الترابي ان القوى السياسية ستذهب إلى المشاركة في محادثات السلام الجارية حالياً بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في ضاحية نيافاشا الكينية، وقال إنه "ليس من مصلحة أهل الجنوب عقد اتفاق مع طرف واحد، حتى إذا انقلب عليهم لم يجدوا من يحميهم". واعتبر أن "الضمان لأي اتفاق هو الشعب وليس الدول الغربية". ودعا قرنق والبشير إلى فتح الأبواب وعدم احتكار السلطة في الشمال والجنوب. المفاوضات وباول وعلى صعيد المفاوضات الجارية بين وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية" في كينيا، أعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول، الذي سيزور نيروبي الأسبوع المقبل، سيجري محادثات مع النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" العقيد جون قرنق لتسريع عملية السلام. وتوقع اسماعيل في تصريحات للصحافيين أمس، أن توقع الحكومة و"الحركة الشعبية" على مسودة اتفاق لمعالجة قضايا اقتسام السلطة والثروة. ورأى أن مشاركة باول في المحادثات ستعطي دفعة قوية لعملية السلام، وإشارة إلى اهتمام واشنطن بالمفاوضات الجارية. ولم تحرز المحادثات التي بدأت في 6 تشرين الأول اكتوبر الجاري تقدماً في قضايا المناطق المهمشة الثلاث واقتسام السلطة والثروة. وسينضم إلى المحادثات اليوم طه وقرنق لحسم المسائل الخلافية.