أصبح مرجحاً اختيار السيد محمد اليازغي وزير الاسكان اميناً عاماً لحزب الاتحاد الاشتراكي خلفاً لعبدالرحمن اليوسفي الذي اعلن قبل ايام اعتزاله العمل السياسي. وقالت مصادر في الحزب ان اجتماعاً للمكتب السياسي تداول في الموضوع قبل يومين مرجئاً اعلان قراراته الى وقت لاحق. وتشمل القرارات اختيار اليازغي اميناً عاماً للحزب، وعبدالواحد الراضي نائباً اول له، والمحامي محمد الصديقي مسؤولان عن صحافة الحزب، كون اليوسفي كان يدير صحيفة "الاتحاد الاشتراكي". وقال قياديون حضروا الاجتماع انهم تمنوا اتخاذ مثل هذه القرارات بالإجماع، ما حتم انتظار عودة قياديين من خارج البلاد. وترجح مصادر حزبية ان يكون الاتفاق المبدئي على اختيار اليازغي زعيماً للحزب هدف الى احترام تسلسل المسؤوليات، كون اليازغي كان نائباً اول لليوسفي، وكان يتولى في مرحلة سابقة النيابة عن الراحل عبدالرحيم بوعبيد. وتهدف الخطوة ايضاً الى عدم السماح ببروز اي تصدع داخل الحزب، واحتواء الخلافات التي نشأت على خلفية المؤتمر السادس وتداعيات الانتخابات الاخيرة التي برز اتجاه ينتقد اداء اليوسفي فيها من خلال اصراره على ترشيح بعض مناصريه وفي مقدمهم الوزير خالد عليوة الذي فشل في الفوز بمنصب عمدة الدار البيضاء. وشملت الانتقادات ايضاً اقتراحات اسماء الوزراء في الحكومة التي كان يرأسها او في الحكومة الحالية. الى ذلك قال مناصرون لليازغي ان الاتجاه الذي يقوده داخل الحزب خرج قوياً في المؤتمر السادس الذي انعقد قبل عامين، في ضوء انشقاق الزعيم النقابي نوبير الاموي وقياديين في تنظيمات الشباب وآخرين أسسوا جمعيات جديدة. لكن خصومه يرون عكس ذلك، ويستدلون بأن فترة قيادته المفاوضات مع الملك الراحل الحسن الثاني في العام 1994 كادت تؤدي الى تعيين زعيم حزب الاستقلال السابق محمد بوستة رئيساً للوزراء. وقد يكون حزب الاستقلال في مقدم الرابحين من اعتزال اليوسفي، خصوصاً ان اسم محمد بوستة عاد اخيراً الى الواجهة في ضوء رئاسته اللجنة الاستشارية لشؤون المرأة التي قادت التغيير في قوانين الأسرة.