أعلن المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي في المغرب احترامه الكامل لقرار زعيمه رئيس الحكومة السابق عبدالرحمن اليوسفي اعتزال العمل السياسي. وأصدر المكتب بعد اجتماع له رأسه محمد اليازغي الأمين العام بالنيابة وزير الإسكان، بياناً جاء فيه انه يعبر عن احترامه الكامل قرار اليوسفي الذي اتخذه "بعد تفكير رصين وتحليل عميق"، وعن "تقديره الكامل للطريقة الحضارية التي اتخذ بها القرار، واعتزازه بالعمل الجبار الذي قام به خلال أكثر من ستين عاماً" في العمل السياسي، مؤكداً أن الحزب "سيتحمل كل مسؤولياته السياسية والتنظيمية وسيتخذ اجراءات في الأيام القليلة المقبلة"، في إشارة إلى انتخاب أمين عام جديد للحزب ومدير جديد لصحيفة "الاتحاد الاشتراكي" الناطقة باسمه والتي كان يشرف عليها اليوسفي. وكان وفد من قيادة الحزب زار اليوسفي في مقر اقامته في الدار البيضاء لإبلاغه مضمون بيان المكتب السياسي. وضم الوفد إلى اليازغي رئيس مجلس النواب عبدالواحد الراضي ووزير المال فتح الله ولعلو. ونقل عن قريبين إلى اليوسفي أنه لم يخبر أحداً بقرار الاعتزال الذي راوده خلال إقامة قصيرة في مدينة كان الفرنسية اثر انتخابات البلديات، لكنه عاد إلى الدار البيضاء للمشاركة في تشييع جثمان رفيقه الراحل الفقيه محمد البصري الذي تردد أن غيابه أثر فيه كثيراً، خصوصاً أن الرجلين افترقا على خلاف. صراعات ويسود اعتقاد داخل قيادة الحزب بأن انتخاب أمين عام جديد ستتخلله صراعات وتجاذبات. وثمة من يعتبر ان المسألة محسومة لمصلحة اليازغي لكونه أميناً عاماً بالنيابة، فيما تذهب أوساط أخرى إلى ترجيح كفة الراضي نظراً إلى أنه "رجل اجماع" داخل الحزب. واعتبر مراقبون أن اليوسفي ذهب ضحية المؤتمر الأخير للحزب الذي انتهى إلى انشقاق قياديين بارزين في الكونفيديرالية الديموقراطية للعمل، في مقدمهم الزعيم النقابي نوبير الأموي، وأصبح وحيداً في مواجهة تيار مناوئ له داخل الحزب. وجاءت هزيمة بعض مرشحيه في الانتخابات البلدية، خصوصاً خالد عليوة الذي فشل في الوصول إلى رئاسة البلدية في الدار البيضاء، لتضعف موقفه داخل الحزب. وشوهد اليوسفي للمرة الأخيرة في مناسبة عامة عندما كان إلى جانب وزير الداخلية السابق ادريس البصري وعليوة في جنازة الفقيه البصري.