سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ابو ردينة : تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي للاستهلاك المحلي والاتصالات الحالية تقتصر على تخفيف الاوضاع المعيشية شارون مستعد للتفاوض "في اي وقت"... ولقاء وشيك بين موفاز ومسؤولين فلسطينيين
في ما بدا انه تراجع عن قرار سابق بعدم اجراء اتصالات مع الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة احمد قريع ابو علاء، اعلنت اسرائيل ان وزير الامن الاسرائيلي شاؤول موفاز سيلتقي مسؤولاً فلسطينياً "رفيع المستوى" الاسبوع المقبل للشروع في اتصالات مع رئيس الوزراء الفلسطيني. وتزامن ذلك مع اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون استعداده للتفاوض مع الجانب الفلسطيني "في اي وقت"، وعن وجود "اتصالات" مع مسؤولين فلسطينيين دون مستوى رئاسة الوزراء. وقال شارون في مؤتمر اقتصادي عقد في تل ابيب مساء اول من امس ان اتصالات تجري بين الفلسطينيين والاسرائيليين على مستوى منخفض، مضيفاً انها "لا تجري على مستوى رئاسة الوزراء بناء على طلب الفلسطينيين انفسهم لاعطاء أبو علاء فرصة لترسيخ مكانته". واعتبر ان اسرائيل "تقف على ابواب فرصة جديدة لتحقيق الامن والسلام". اتصالات ل"تنفيس بالون" يعالون ورأت مصادر اسرائيلية ان تصريحات شارون جاءت "لتنفيس البالون" الذي اطلقه رئيس اركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون قبل ثلاثة ايام والتي انتقد فيها المستوى السياسي في اسرائيل والقيود الخانقة التي شلت حياة نحو ثلاثة ملايين فلسطيني يرزحون تحت الاحتلال والحصار والاغلاق. وكشف ان رئيس الطاقم السياسي في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس غلعاد ومدير مكتب شارون المحامي دوف فايسغلاس يقودان الاتصالات التي تجري مع الفلسطينيين تمهيداً للقاء يعقده موفاز الاسبوع المقبل مع مسؤولين فلسطينيين رفيعي المستوى، قد يكون من بينهم رئيس الوزراء الفلسطيني. وتأتي التسريبات الاسرائيلية عن هذه "الاتصالات"، في وقت يستعد فيه موفاز نفسه للتوجه الى واشنطن في التاسع من الشهر الجاري لاجراء مشاورات مع المسؤولين الاميركيين في شأن طبيعة التعاطي مع حكومة "ابو علاء" الذي كانت الحكومة الاسرائيلية وصفته بأنه "قريب جداً" من الرئيس ياسر عرفات، ملمحة الى عدم استعدادها لاجراء اتصالات او التفاوض معه. ونقلت مصادر اسرائيلية عن الدائرة المحيطة بموفاز ان الاخير "يريد ان يستفيد من تجربة اسرائيل مع حكومة محمود عباس ابو مازن الذي قدم استقالته قبل نحو شهرين" على خلفية العراقيل التي وضعتها اسرائيل امام برنامجه السياسي اساسا. السلطة: الاتصالات لم تحقق نتائج وأكدت السلطة الفلسطينية على لسان نبيل ابو ردينة، المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، وجود اتصالات مع الجانب الفلسطيني، الا انه اشار الى ان هذه المحادثات اقتصرت على سبل التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، وانها "لم تحقق اي نتائج". وتابع: "المطلوب ليس الاتصالات وانما وقف العدوان الاسرائيلي بكل اشكاله والعودة الى طاولة المفاوضات والتزام خريطة الطريق". ووصف تصريحات شارون في شأن العودة الى المفاوضات واستعداده للقاء الفلسطينيين بأنها "للاستهلاك المحلي وليست جدية". وذكرت مصادر اسرائيلية ان سلسلة من اللقاءات والاجتماعات عقدت في الايام القليلة الماضية وضمت موفاز وكبار الضباط العسكريين في الجيش الاسرائيلي للبحث في "التسهيلات" التي ستقدم للفلسطينيين في مجال الحركة والتنقل والعمل، الا ان موفاز اكد ان "امن اسرائيل ومواطنيها" هو الذي سيحكم طبيعة هذه التسهيلات، ولذلك قررت سلطات الاحتلال ان لا يشمل تخفيف الحصار الضفة الغربية وانما السماح لمئات من العمال الفلسطينيين بالعمل في المنطقة الصناعية الاسرائيلية ايرز شمال قطاع غزة. قيود على الصلاة في الاقصى وابرزت الجمعة الاولى في شهر رمضان المبارك التناقض بين ما يعلنه المسؤولون الاسرائيليون وما يطبق على الارض، اذ اعلن مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري ان قوات الاحتلال منعت 100 الف مصل فلسطيني من الوصول الى القدس لاداء صلاة الجمعة الاولى من الشهر الفضيل في المسجد الاقصى المبارك، في حين اشارت مصادر اسرائيلية الى ان 150 الف مصل تمكنوا من اداء الصلاة. وتمكن 60 الف مصل من اداء الصلاة فيما كانت تعج ساحات المسجد وقبة الصخرة في السنوات الماضية في مثل هذا الوقت بأكثر من 200 الف مسلم. ومنعت سلطات الاحتلال آلاف الفلسطينيين من اجتياز الحواجز العسكرية التي كثفتها على مداخل المدينة المقدسة لمنع الفلسطينيين من التوجه الى الصلاة حتى كبار السن والنساء منهم. ووقعت صدامات عنيفة بالايدي بين المصلين وجنود الاحتلال الذين منعوهم من دخول المدينة. وبدا ان الحكومة الاسرائيلية برئاسة شارون تسعى الى اشغال الساحة الداخلية، وكذلك الرأي العام العالمي ب"جدل" عن "تقديم تسهيلات" لا يرى الفلسطينيون لها اي اثر على ايقاع حياتهم اليومي، فيما يتم الابتعاد شيئا فشيئا عن جوهر المعاناة التي يعيشونها وهو الاحتلال.