قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس ان تركيا ستحكم على افعال الولاياتالمتحدة التي تعهدت التحرك ضد المتمردين الاكراد الاتراك في العراق، في وقت يتوقع ان يبت البرلمان التركي هذا الاسبوع في طلب الحكومة ارسال عشرة الاف جندي الى العراق في اطار قوة دولية. واوضح اردوغان في مقابلة مع محطة التلفزيون "قنال 7" الخاصة: "لقد رأينا مؤشرات ايجابية من جانب الاميركيين. وسنرى في الايام والاسابيع المقبلة تطبيق اتفاقنا على الارض". وكان يشير بذلك الى اتفاق أبرمه ديبلوماسيون اتراك واميركيون اجتمعوا الاسبوع الماضي في انقرة. ويشمل الاتفاق "خطة تحرك" لمحاربة حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرةوواشنطن منظمة إرهابية والذي لجأ خمسة آلاف من عناصره الى شمال العراق. وشدد اردوغان على "انه من غير المعقول ان تدعو الولاياتالمتحدة الى التحرك ضد الارهاب عندما تضرب هذه الآفة أراضيها وتبقى مكتوفة الايدي عندما تستهدف تركيا" داعيا واشنطن الى ان تكون "عادلة وصريحة". لكن اردوغان بقي غامضا حول الطريقة التي يمكن للقوات الاميركية الموجودة في العراق ولا سيما في الشمال الذي يشرف عليه الاكراد، ان تتحرك فيها. واوضح مصدر ديبلوماسي تركي ان "كل الخيارات بما في ذلك العسكرية منها" قيد الدرس حاليا بين الاتراك والاميركيين. وقال اردوغان من جهة اخرى ان بلاده لا تنوي "التفاوض" على ارسال جنود الى العراق لتعزيز التحالف الاميركي - البريطاني والقضاء على التهديد الذي يطرحه حزب العمال الكردستاني من جبال كردستان العراق على تركيا. وشدد في هذا الاطار على ان البرلمان التركي سيدعى "قريبا"، على الارجح خلال الاسبوع الحالي، للبت في مسألة ارسال قوات الى العراق المجاور. وتنوي الحكومة التركية المدعومة من الجيش ارسال عشرة آلاف جندي الى العراق في منطقة لم يفصح عنها بعد. وواجه الطلب الذي تقدمت به الحكومة معارضة شديدة من قطاع واسع من الرأي العام التركي. وستقرر الحكومة في اجتماع لها اليوم دعوة البرلمان لمناقشة المسألة التي تثير خلافا شديدا. ويتوقع ان ينظر حزب العدالة والتنمية الحاكم الثلثاء المقبل في مسألة ارسال قوات تركية الى العراق. وقد يتم استدعاء البرلمان الى الانعقاد الاربعاء للتصويت على اقتراح الحكومة. وطبقا لتقارير الصحف فإن اردوغان يرغب في موافقة البرلمان قبل انعقاد مؤتمر الحزب الاحد المقبل. ومع ان الحكومة تمتلك غالبية كبيرة في البرلمان، الا انها اعلنت مرارا عن رغبتها بضمان دعم اكيد من نواب البرلمان للطلب الحكومي قبل ان تطرح المسألة للتصويت. وتعارض الاحزاب المعارضة في البرلمان وقطاعات عريضة من الرأي العام التركي نشر تلك القوات خشية ان ينظر الى الجنود الاتراك على انهم جزء من القوات التي تحتل العراق. واظهرت استطلاعات الرأي الاخيرة ان نحو 5،72 في المئة من الاتراك يعارضون ارسال اي قوات الى العراق. ويعود عزم الحكومة التركية على ارسال جنود الى العراق في جزء منه الى الرغبة في ارضاء واشنطن وتحسين العلاقات معها. وفي التصويت حول تقديم الدعم للقوات الاميركية في البرلمان في الاول من اذار مارس الماضي اعترض نحو مئة من اعضاء حزب العدالة والتنمية على القرار او امتنعوا عن التصويت ما اعتبر ضربة شديدة لاردوغان. الا ان اردوغان يبدو واثقا هذه المرة من الحصول على دعم حزبه في البرلمان. وصرح للصحافيين خلال زيارة الى روما للمشاركة في اجتماع الاتحاد الاوروبي انه يرى "اجماعا في الآراء لمصلحة مشروع الحكومة". واكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول الخميس على رغبة حكومته في انضمام تركيا الى قوة لحفظ السلام في العراق، وقال ان واشنطن ابلغت انقرة بالاماكن التي تفضل نشر القوات التركية فيها. ويعتقد المراقبون انها ترغب في ان يكون وجود القوات التركية في المناطق الشمالية التي تسكنها غالبية من الاكراد محدودا بسبب المعارضة الكردية للتواجد التركي.