علمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى ان موسكو تعمل لتكثيف جهودها من أجل ازالة التوتر بين انقرةودمشق، وتنظر في صيغة ل "حل مشكلة" زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان. ولم يستبعد المصدر احتمال انتقال الزعيم الكردي الى بلد "خارج الشرق الأوسط". وأوضح ان المشكلة لا تتمثل في رغبة سورية في رحيل اوجلان بل في "ايجاد بلد يقبل استضافته". وأضاف ان اسم اوجلان ليس ضمن قوائم "الارهابيين الدوليين" لذلك فإن انتقاله للاقامة في بلد آخر لن يسبب اشكالية قانونية لكنه "سيثير أزمة سياسية". وبين البدائل المطروحة اليونان وارمينيا وروسيا. وذكر خبير في البرلمان الروسي ان كتلة الحزب الديموقراطي الليبرالي بقيادة فلاديمير جيرنيوفسكي ترتبط بعلاقات قوية مع حزب العمال وتشكل الآن "اللوبي" الذي يدعو الى استضافة اوجلان في روسيا. لكن ديبلوماسياً رفيع المستوى قال ان موسكو لن تقدم على مثل هذه الخطوة من دون التفاهم مع انقرة، مشيراً الى أن أي بلد يستضيف اوجلان سيفرض قيوداً على تحركاته السياسية. وقال مصدر كردي ل "الحياة" انه لا يستبعد أن تنظر بغداد في احتمال قبول اوجلان. واستدرك ان زعيم حزب العمال المحظور في تركيا سيكون في هذه الحال "ورقة ضغط" على انقرة لاقناعها بالحد من نشاط اكراد العراق في أراضيها. وأكد ان زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ورئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني سيلتقيان هذا الاسبوع مسؤولين أتراك في أنقرة، موضحاً ان اللقاء تقرر فور توقيع الزعيمين اتفاق المصالحة في واشنطن، لكنه ارجئ بسبب الأزمة التركية - السورية. وعلم ان طالباني "ارجأ" زيارته دمشق للتعبير عن استياء الأكراد من اقتراح ذكروا ان القيادة السورية عرضته على انقرة ويقضي بعقد اجتماع تركي - سوري - عراقي - ايراني لمعالجة الوضع في كردستان العراق من دون اشراك الأكراد. ويتخوف أكراد العراق من هجوم واسع تشنه القوات التركية بحجة "انتقال" اوجلان الى المناطق التي يسيطر عليها طالباني، تحديداً قرب مدينة السليمانية، كما تردد سابقاً دخول قواته هذه المناطق. ولتفادي مثل هذا الاحتمال سيلتزم الحزبان الكرديان العراقيان حماية الحدود من الجانب العراقي منعاً لتسلل مقاتلي اوجلان الى الأراضي التركية، لكنهما سيعربان عن قلقهما من وجود عشرة آلاف جندي تركي في شمال العراق.