أفادت صحف تركية أمس الثلاثاء بأن القوات التركية المنتشرة في شمال العراق قطعت الطرق المؤدية إلى المعسكر الرئيسي لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل ومنعت مقاتلي الحزب في المناطق الاخرى من الوصول إلى المعسكر. وأفادت صحيفة "حريات" التركية بأن قوات كوماندوز تركية هبطت بالمظلات على منطقة قنديل قرب الحدود العراقية الايرانية وسيطرت على الطرق والممرات في المنطقة. وتوغلت قوات تركية أخرى لمسافة نحو 25كيلومترا داخل المنطقة الجبلية شمال العراق. وكانت تركيا قد أطلقت العملية "جونش" أي "شمس" البرية ليلة الخميس الماضي حيث أرسلت 10آلاف جندي تركي إلى العراق بهدف تقويض قدرة حزب العمال الكردستاني على استخدام منطقة شمال العراق كقاعدة لشن هجمات على تركيا. ويقول الجيش التركي إن هناك مابين 4و 5آلاف مقاتل من حزب العمال الكردستاني في المنطقة. من جهة أخرى، يصل إلى أنقرة غدا "الخميس" وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس لاجراء مباحثات مع نظيره التركي وجدي جونول والقادة العسكريين الأتراك يتوقع أن تتطرق الى العملية العسكرية التركية في شمال العراق ومداها الزمني حيث لا ترغب واشنطن في إطالة امد هذه العملية. يأتي ذلك في الوقت الذي اكدت فيه صحيفة "جمهوريت" التركية أن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي حاليا ضد مواقع منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق تشكل بداية لمرحلة تصفية نفوذ رئيس الادارة الكردية في شمال العراق مسعود بارزاني، الذي أصبحت واشنطن تتفق في الرؤية مع تركيا بأنه يمثل "مشكلة استراتيجية". ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن واشنطن لم تكتف فقط بتأييد العملية العسكرية لكنها حثت تركيا على إرسال قواتها الى شمال العراق لرغبتها في إحداث تغيير في التوازن بالعراق والتقليل من تأثير نفوذ بارزاني على الحكومة المركزية في العراق، وبالتالي تمرير مشروع قانون النفط العراقي الجديد دون مشاكل أو اعتراضات من جانب بارزاني، الذي اصبحت واشنطن تتفق مع ترؤسة الجيش التركي بشأنه وبأنه يمثل مشكلة استراتيجية. وقالت المصادر إنه مع بدء العملية العسكرية التركية في شمال العراق بدأ نفوذ بارزاني وتأثيره على حكومة بغداد المركزية يتقلص مشيرة الى ان هذه العملية جاءت ترجمة لقناعة واشنطن بأنها لا يمكن أن تسيطر على زمام الأمور في العراق وحدها وأنها في حاجة الى مساعدة حليف قوي مثل تركيا من أجل إعادة ترتيب توازن القوى في العراق.