طارد رجال الامن الاميركيون الشباب العرب مساء الاحد الماضي لمدة ثلاث ساعات في واشنطن، وضربوا طوقاً امنياً شديداً لمنعهم من الوصول الى مسرح العمليات. ولكن الطوق الامني المفروض كان لغير الاسباب التقليدية، و"العنف العربي" لم يكن "افغانياً" هذه المرة أو لمسببات اخرى معروفة، كما ان مسرح العمليات كان مسرحا من نوع آخر. كان رجال الامن يحاولون منع المعجبين شابات وشباناً من الوصول الى المسرح لملامسة "ملك الراي" الشاب خالد او للرقص الى جانبه. انها المرة الاولى التي يحيي فيها المغني الجزائري حفلة في واشنطن امام حشد من كبير من الجالية العربية وعدد كبير من المواطنين الاميركيين الذين يعرفون موسيقى الراي الصاخبة ويحبونها. وكان على رجال الامن ان يمنعوا ايضاً الشاب خالد من مصافحة ايدي المعجبين التي تطاولت للوصول اليه كما في حفلات مايكل جاكسون او فرقة ال "يو تو" وغيرها. قدرة خالد على اشعال حماسة الجمهور تجلت في ادائه فحوّل الحضور الى جمهور راقص لم يستطع ان يهدأ أو يرتاح الا بعدما توقفت الموسيقى وحان موعد الرحيل. وفي الزمن التي تشكو فيه واشنطن السياسية من عدم قدرتها على ايصال رسالتها الى العالم العربي الذي يعاني بدوره من عدم فهم واشنطن لحضارته وخصوصيته، استطاع خالد ان يرقص الجمهور العربي الاميركي المختلط على ايقاع واحد ولم يكن هناك اي سوء فهم لجمله الموسيقية وبدا الجمهور موحداً ومنسجماً رغم انه لم يفهم سوى القليل القليل من كلمات اغانيه. الجمهور الاميركي اعجب بفترات الجاز التي تخللت اغاني خالد خصوصاً في "نسي نسي" و "ديدي" و"عايشة" التي فهم الجمهور الاميركي بعض مقاطعها بالفرنسية. وشارك في فرقة خالد الفنان سيمون شاهين الذي عزف الكمان والعود ووجد صعوبة في البداية لإقناع الجمهور بالجلوس والاستماع الى عزف منفرد على العود ثم عزف ونجح. حفلة خالد كانت مقررة في ايلول الفائت لكن احداث 11 ايلول أرجأتها. وهو يحيي حفلة اخرى مساء الجمعة في نيويورك التي تحتاج الى رسالة مختلفة من العالم العربي، ولا يوجد افضل من خالد لتقديمها.