«وش رايكم نقلع»؟.. سؤال طرحه رابح صقر على جمهوره في أولى سهرات مهرجان جدة لتأتيه إجابة الموافقة بالإجماع، وعلى أنغام العود الكهربائي وإيقاعات أبو رايش والفرقة الموسيقية ألهب رابح أولى سهرات مهرجان صيف جدة 31 في الحفلة التي أحياها منفردا. ورغم تأخر رابح صقر لساعتين عن الظهور في الموعد المحدد إلا أنه استطاع تعويض جمهوره بكم وكيف الأغنيات التي قدمها، ولاحت بوادر قدومه عند ال 11.45 ليلا حين اشتعلت الصالة سخونة مع تصاعد في أصوات الموسيقى وهتافات الجماهير ترحيبا بالفنان الكبير رابح صقر الذي صعد على المسرح وأطل على جمهوره بتحيته المعهودة والمسماه بالتحية العسكرية ليرفع بعد ذلك علامة النصر التي لا يتخلى عنها ويضرب بيده على قلبه ليقف في منتصف المسرح ويحيي الجمهور ويستمع إلى هتافاتهم وتشجيعهم له بصوت عال. وش زينكم وبينما الجمهور يهتف له استأذن منهم للجلوس على كرسيه ليرحب: «يا مساء الخير.. أهلا وسهلا.. ياذا الليل وش زينكم».. وبعد لحظات أمسك عوده الكهربائي في الوقت الذي استمر بعض الجماهير في الهتاف والبعض الآخر فضل أن يسلط كاميرات الجوال إليه لتصوير وتسجيل ما يقدمه. ومع فرقته الخاصة بدأ رابح وصلته الغنائية ب أغنية «جزاه الله» التي تفاعل معها الجمهور كثيرا وشاركوه الغناء بناء على طلبه لهم في مقطع «جزاه الله لى عدى ولا سلم.. خطر يمشي بسيفه عالعرب مسلول» ووسط التفاعل الجماهيري الكبير منهم لم يجد رابح كردة فعل إلا أن يقول لزمته الجديدة «شربك». ليقدم بعد ذلك أغنية «عشرة أشياء» من ألبومه الأخير وبعد تفاعل رائع من الجمهور في هذه الأغنية، لتتفجر بعد ذلك الصالة أصواتا قوية تطالب بأغان مختلفة ومع تعالي الأصوات أبى الصقر ألا ينخمد هذا الهدوء حين أخذ يتلاعب بأوتار العود الكهربائي بمهارة عالية وسرعة فائقة ليقدم مقطوعات موسيقية رائعة تفاعل معها الجمهور مرددا: «يب يب يب». وعندما شعر الصقر بأن الجمهور يحتاج إلى وصلة سريعة حلق عاليا كما هي عاداته في الحفلات الغنائية «شعللها» بأغنيته «يحق لك عاشرت غيري وسلاك» حينها أخذت الجماهير تتراقص على أنغام الأغنية وتردد مقاطع منها وهو ما دفع الصقر في مشاركتهم التصفيق ومطالبته برفع صوت الإيقاع مع الصفقات الجماهيرية «ثنتين»، وما انتهى من وصلته الغنائية «يحق لك» إلا وطلب الماء ليقدمه له أبو رايش ويقبل راس رابح ليصفق له الجمهور على هذا الموقف. شحن العود وبعد توقف استمر عشر دقائق كان يشحن فيها واحد من فرقة رابح العود، فيما استغل رابح هذا التوقف لمخاطبة الجماهير والاستماع إلى طلباتهم، ليتسلم العود الكهربائي مجددا ويأخذ الجماهير معه إلى عالم الرومانسية والهدوء بأغنية «عشيري». وقبل أن يقدم «مجافي» عاد الصقر ليلهب الجماهير بالتلاعب على الأوتار ويقدم لهم مقطعا موسيقيا قويا لينطلق بعد ذلك بالسلم الموسيقي في أغنيته «مجافي». واستمر رابح في فرض حضوره ليأخذ الجمهور إلى عالم آخر ومع الصيحات والحالة الهستيرية التي أدخلها الصقر في أعماق جمهوره على المسرح بمداعبته للعود وتقديم مقاطع موسيقية رائعة أهداهم أغنيته الشهيرة «من أولها بدينا عناد». ومع نهاية الأغنية تقدم إليه أحد الجمهور للحديث معه ليخاطب جمهوره «أنا أحبكم، فأتمنى ألا يأتي أحد إلى المسرح» في دعوة لجمهوره للبقاء على مقاعدهم ليكمل سهرته ليعود مجددا للغناء ويقدم أغنيته «كذا من ربي حبيته». إقلاع.. وزحف وبعد توقف عن الغناء خاطب الجمهور مجددا «وش رايكم نقلع»؟. وفعلا هذا ما كان واضحا حين أروى عطشه بالماء وأشار لفرقته الموسيقية بالاستعداد ليقلع بجمهوره عاليا ويؤكد تميزه بالعزف على العود حين أخذ يداعبه بكل براعة لأكثر من ثلاث دقائق وسط تراقص الجمهور على أنغام الموسيقى العالية ويردد من خلالها مع الجمهور «ون تو ثري» ليفجر ينابيع الإحساس بأغنيته «أقدم لك عذر مني أنا آسف على أشواقي» ليتبعها بعد ذلك بمقطع موسيقي مرددا «أزحف.. عطها يابو رايش» ليردد بعد ذلك أسماء فرقته وسط تفاعل الجماهير ليقوم من على كرسيه ويشارك الجماهير الرقص من على المسرح ويردد «يب يب يب» وأخذ يصفق بيديه ليقدم لجمهوره «تحية عسكرية» ويستأذنهم في قضاء راحة لعشر دقائق. فوضى جماهيرية وفور انتهاء الوصلة الغنائية الأولى، وما إن غادر الصقر المسرح حتى تحولت الصالة والمسرح إلى ساحة للفوضى حين نزل أغلب من كانوا في المدرجات إلى المسرح وكادوا يفسدون الحفلة بعد أن تعدوا على الأجهزة والآلات الموسيقية وقاموا بممارسات مؤسفة من رقص على المسرح ومشاجرات مع المنظمين، ورغم محاولات المنظمين ورجال الأمن لتهدئة الأوضاع وإعادة الجماهير إلى أماكنها، ولكن انتهت محاولاتهم بالفشل وهو ما دفع منسق الحفل محمد قاري إلى الحديث معهم عن طريق المايك بأن الفنان رابح صقر هدد بأنه لن يعود للغناء إذا استمر الوضع بهذا السوء. وبعد انقضاء أكثر من نصف ساعة عاد رابح للمسرح وسط حراسة مشددة ليواصل حفلته ويقدم أغنيته «تكلمنا بحسن نية» ومن ثم «ياهلي مشتاق» وبعد ذلك «باودعك». الصقر لم يتخل عن حماسه وحيويته وأدائه السريع فعاد ليطرب الجمهور بأغنيته المميزة «في منتهى الرقة» والتي شهدت تفاعلا كبيرا ومنقطع النظير وشاركوه الغناء، ونظرا إلى التفاعل الجماهيري الكبير والتراقص على أنغام هذه الأغنية التي أدخلتهم حالة هستيرية استمر الصقر في غنائها طويلا لا سيما المقطع الذي يتفاعل معه الجمهور «ان جيت حطتني على الراس من فوق» و«حتى وهي جنبي تحسسني بشوق». بعدها غنى «أزعل عليك الفين مرة» ليعود لتقديم المقاطع الموسيقية ويردد بعد ذلك «تعبتوني معكم».. ليقدم بعد ذلك أغنية «يانعمة النسيان» والتي شهدت تفاعلا كبيرا واقتحاما من قبل أحد الجماهير والوصول لرابح والسلام عليه، وهذا ما دفع الأخير إلى إيقاف الأغنية سريعا ومخاطبته الجماهير: «هذا تصرف سلبي وإن استمر فسأغادر المسرح». وبعد أن استجابت الجماهير لمطالبته بالهدوء عاد لمواصلة الغناء «يا نعمة النسيان». وبعدها قدم رابح أغنية «شاب الشعر» التي حولت الصالة إلى اختناقات نتيجة لتدافع الجماهير إلى المسرح والتراقص على صوت رابح والموسيقى العالية ليترجل رابح من على كرسيه ليغادر بعد ذلك سريعا الحفل وسط ملاحقات جماهيرية له