القدس المحتلة - أ ف ب - قالت الاذاعة الاسرائيلية العامة أمس إن مسؤولين عسكريين كباراً في الدولة العبرية يتهمون بعض المراقبين الدوليين العاملين في مدينة الخليل بالضفة الغربية بانهم يقدمون معلومات الى الفلسطينيين. ونفت ناطقة باسم قوة المراقبين الدوليين الموقتة في الخليل هذا الخبر. وأضافت الاذاعة الاسرائيلية ان بعض العناصر بين المراقبين الدوليين المئة فى الخليل قدموا معلومات والتقطوا صوراً عن تحركات الجيش الاسرائيلي ونشر التعزيزات العسكرية وتبديل الوحدات. وذكرت ان هؤلاء المراقبين قدموا ايضاً معلومات عن المستوطنين اليهود الاربعمئة وسط الخليل. وأشارت الى ان هذه المعلومات نقلت الى "التنظيم" الجناح العسكري لحركة "فتح" بزعامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ورفض الناطق باسم الجيش الاسرائيلي التعليق على هذه المعلومات. وقالت الناطقة باسم المراقبين هنلا رويسلين: "لم نعط أي معلومة الى أي كان"، مضيفة "اننا نكتفي بالمهمة التي وافق عليها الفلسطينيون والاسرائيليون في الوقت نفسه ولم يقدم لنا الاسرائيليون حتى الآن أي شكوى"، مشيرة الى ان المراقبين الدوليين "سيعكفون على درس هذه المسألة". وطلب مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو أهم منظمة تمثل المستوطنين، من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "الوقف الفوري لنشاط المراقبين في الخليل بعدما تبين انهم ينقلون معلومات للتنظيم بهدف الهجوم على المستوطنين والجنود اليهود". وطلبت المنظمة أيضاً من شارون "ان يبقى حازماً في رفضه انتشار مراقبين" في الاراضي الفلسطينية كما اقترحت مجموعة الثماني خلال قمتها الاخيرة في جنوى بايطاليا. من جهته، قال رئيس المستوطنين في الخليل ناعوم ارنون انه "حذر المسؤولين الاسرائيليين منذ فترة طويلة من هؤلاء المراقبين الذين يعدون بشكل منتظم تقارير معادية للاسرائيليين ولليهود، إلا أنهم ردوا بأن المراقبين هنا بموجب اتفاق ولا نستطيع حيالهم شيئاً". يشار الى ان قوة المراقبين الدوليين الموقتة في الخليل التى تجدد مهمتها كل ستة أشهر تتألف من مراقبين من النروج وايطاليا والدنمارك وتركيا والسويد وسويسرا. وتم نشر المراقبين في الخليل بمقتضى اتفاق فلسطيني - اسرائيلي بعد مجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994 التي قتل فيها 29 فلسطينياً كانوا يؤدون صلاة الفجر في الحرم برصاص المستوطن اليهودي باروخ غولدشتاين الذي اجهز عليه المصلون. ونقلت الاذاعة عن الكولونيل في الاحتياط ييغال شارون قائد القوات الاسرائيلية السابق فى الخليل: "هناك بالفعل شكوك في ما يتعلق بالمراقبين ويجب ايجاد سبيل للحد من حركتهم في المدينة، لأنه لا يمكننا حالياً اتخاذ تدابير ضدهم من جانب واحد كأن نطردهم مثلاً". وكان الجيش الاسرائيلي انسحب من 80 في المئة من الخليل في كانون الثاني يناير 1997 لكنه بقي في جيب وسط المدينة لحراسة قرابة 400 مستوطن. وتنص مهمة المراقبين رسمياً على "اعادة الشعور بالامن لدى السكان الفلسطينيين" في المدينة التي تعيش اجواء توتر دائمة. ويطالب الفلسطينيون حالياً بنشر مراقبين دوليين في كل الاراضي الفلسطينية لكن الحكومة الاسرائيلية ترفض ذلك.