كريات اربع الضفة الغربية - أ ف ب، رويترز - اشتبك الجيش الاسرائيلي مع مستوطنين امس لدى محاولته ازالة نصب تذكاري اقيم في مستوطنة كريات اربع قرب الخليل في الضفة الغربية احياء لذكرى مرتكب مجزرة الحرم الابراهيمي باروخ غولدشتاين الذي اطلق النار على مصلين فلسطينيين عام 1994 وقتل 29 منهم. وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان عشرات الجنود الاسرائيليين تدخلوا مستخدمين جرافة لتدمير النصب الذي اقامه انصار غولدشتاين من اليمين المتطرف قرب قبره. وجاء تدخل الجيش تطبيقا لحكم اصدرته المحكمة العليا في اسرائيل مع التحذير بعدم المساس بقبر غولدشتاين. وتمدد اسرائيل غولدشتاين والد باروخ فوق قبر ابنه باكياً، وصاح بالانكليزية ان ابنه "قديس". واضطرت قوات الامن الاسرائيلية لحمله بعيدا عن الموقع، كما ابعدت نحو خمسين شخصا من انصار حركة كاخ العنصرية المناهضة للعرب والمحظورة. وهتف بعضهم "العار على دولة اسرائيل" و"ايام معدودة امام حكومة ايهود باراك". وقال الناطق باسم مستوطني الخليل نعوم ارنون لوكالة "رويترز": "اعتقد انه من الوحشية ان تثأر الحكومة من جثة انسان ارتكب شيئا لا ترضى عنه... هذا امر يجب الا يحدث في مجتمع متحضر". ونفى ان يكون الموقع الذي يوجد به مذبح وشموع ومكتبة بها كتب مقدسة ومقاعد وصنابير مياه للاغتسال قبل الصلاة ضريحا. وقال: "انه قبر وليس ضريحاً... ما يحدث اليوم سيعرف الناس اكثر بغولدشتاين". وكان غولدشتاين دخل الحرم الابراهيمي في 25 شباط فبراير عام 1994 واطلق النار من رشاش على المصلين، مما ادى الى مقتل 29 منهم قبل ان يقتله المصلون الغاضبون. ودانت الحكومة الاسرائيلية هذه المجزرة، الا ان متطرفين يمنيين ينظرون الى غولدشتاين على انه "بطل قومي"، وحولوا قبره الى مزار يحج اليه المتطرفون. وبني النصب على مدخل مستوطنة كريات اربع المجاورة للخليل على اطراف شارع مئير كاهانا نسبة الى مؤسس حركة كاخ العنصرية الذي اغتيل في نيويورك. وكان النصب يتألف خصوصا من بلاطة رخام كتب عليها: "الى باروخ غولدشتاين الذي وهب حياته الى الشعب اليهودي والتوراة ودولة اسرائيل". وبناء على طلب اليسار الاسرائيلي، اقرت الكنيست البرلمان بغالبية مطلقة قانونا يحظر "بناء انصبة لتكريم مسؤولين عن اعمال ارهابية".